رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

السادات جاء بسالم رئيس الوزراء والحريرى اليسارى فى دائرة واحدة

كانت المفاجأة ان يتقدم المرحوم ممدوح سالم رئيس وزراء مصر عام 76 للترشح فى دائرة كرموز وهى واحدة من الاحياء الشعبية التى تمثل الغلابة وكانت الانتخابات فرصة ذهبية لحزب اليسار الوليد بقيادة خالد محيى الدين لكى يدفع بمرشحين فى الدائرة وكان وقتها اصغر نائب هو أبو العز الحريرى رحمه الله ليخوض الانتخابات على مقعد العمال.

بينما خاض الصحفى جبريل محمد المعركة فى مواجهة ممدوح سالم ورغم فوز ممدوح سالم بمقعد الدائرة نظرا لأنه واحد من ابناء المحافظة وكان محافظا لها ووزيرا للداخلية إلا ان الحريرى الشاب الصغير وقتها انهال بالنقد على سياسات الحكومة والاغرب ان الجماهير التى منحت تأييدها لرئيس الوزراء ممدوح سالم منحت نفس التأييد وبحماس للحريرى فى واحدة من المفارقات المثيرة واصبح ممثل الدائرة اليمين على المقعد الفردى ممثل فى رئيس الوزراء واليسار على مقعد العمال

وقد استطاع ابو العز الحريرى بعد ذلك ان يسرق الأضواء تحت قبة البرلمان عبر سنوات طويلة وظل حتى آخر لحظة مدافعا عن قضايا الوطن وهذا يفسر سر جنازته الشعبية المهيبة التى شارك فيها كل رموز مصر وابناء الاسكندرية البسطاء الذين عاش من اجلهم لكن يظل مشهد نجاح اليمين واليسار فى دائرة واحدة عالقا بالأذهان وهو مشهد نال احترام العالم كله لأنه عبر عن ديمقراطية حقيقية اراد السادات ان تسير عليها البلاد لتأتى احداث 17، 18 يناير عام 77 لتجعل الرئيس الراحل يتراجع عن ديمقراطيته خوفا على البلاد ويضيق صدره تدريجيا من النقد الموجه له

ويكون مصير نواب الشعب وبالاخص السكندريين الفصل وعلى رأسهم الحريرى والمرحوم الشيخ عاشور حتى تتم اعتقالات سبتمبر وحادثة المنصة ويرحل السادات لكى تظل واقعة فوز الحكومة والمعارضة فى دائرة واحدة قائمة لتظل ديمقراطيته باقية ومحفورة فى الاذهان ولا يتذكر احد كم نائبا جاء بالتزوير بعد ذلك فى نفس المقعد الذى كان مثالا رائعا على ديمقراطية السادات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق