ما حدث فى تركيا أخيرا إن دل على شيء فإنما يدل على فشل اردوغان فى سياسته الداخلية للبلاد لانصرافه إلى التدخل فى شئون الدول العربية، خاصة مصر، ولطالما نصحته الدبلوماسية المصرية عند ردها على كل تطاول صدر عنه على مصر بالاهتمام بشأنه الداخلى بدلا من محاولاته الدائمة التدخل فى الشأن المصري
وإذا كان قد نجح فى إجهاض المحاولة واستطاع تأليب مؤيديه على رجال الجيش ممن قادوا الحركة، فلا نستبعد أن تكون هناك كرة ثانية من الجيش ثأرا لكرامته، وتحريرا لمن اعتقلهم من جنرالاته وتوحيدا لصفوف الشعب التركي.
وإذا كان اردوغان «مدعوما بوقوف أمريكا معه ووراءه، ومكافأة إسرائيل له بإمداده بالمعلومات الاستخباراتية عن الانقلاب»، قد نجح فى الافلات من اغتيال الجيش له، فليعلم أن «المتغطى بلحاف أمريكا عريان» !! لأنها لا تقف إلا خلف من يحمى مصالحها لا خلف نظام ناجح أو نظام يعمل لمصلحة شعبه، والشعوب ليست بالسذاجة التى تجعلها لا تفرق بين حاكم يعمل من أجل شعبه، وآخر لا يمثل إلا ذيلا للدول التى تحميه، وعندما تتأكد أمريكا من انهيار الظهير الشعبى لاردوغان، سوف ترمى به فى أقرب سلة مهملات، كما فعلت من قبل بكل من اطمأن لها كشاه إيران وصدام، وغيرهما كثيرون، ولذلك فالأتراك وحدهم هم من سيقررون إذا ما كان حكم اردوغان فى مصلحة تركيا أم لا، لأنهم الوحيدون الذين يعيشون الواقع داخل بلدهم بالرغم من الصورة الجميلة التى يراها من بالخارج عبر ما تبثه الآلة الدعائية التى تجمل وتمجد حكم اردوغان، وما حدث من الجيش يثبت أن هناك حالة ما من الغليان سوف تتمخض مع الايام عن تغييرات، وأيام من الفوضى فى الشارع التركي، ولن يعود الهدوء إلى حالة ما قبل المحاولة، ودعونا ننتظر.
د. سمير محمد البهواشى
رابط دائم: