لن ننسى جميعا الطفلة بدور التى راحت ضحية جريمة الختان يوم 16 يونيو عام 2007، وقد اعتبر ذلك اليوم الوطنى لمناهضة ختان الإناث فى مصر. وكان المجلس القومى للسكان تحت رعاية وزير الصحة والسكان قد أطلق مبادرة أطباء ضد ختان الإناث فى 6 فبراير وهو اليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث،
وذلك بهدف تكوين رأى عام وسط جموع الأطباء لرفض إجراء الختان لأى فتاة حيث أثبت المسح الصحى السكانى للعام الماضى أن نسبة كبيرة من ممارسات ختان الإناث فى مصر تمارس من الأطباء والممرضات وهو ما يعرف بظاهرة «تطبيب ختان البنات».
وتهدف هذه المبادرة إلى تدريب وتعزيز قدرات الأطباء ليصبحوا قادرين على تقديم المشورة للأسرة المصرية للامتناع عن ختان بناتهن، كما أعلن وزير الصحة فى اليوم نفسه عن أن احتفال مصر هذا العام يأتى تحت عنوان االقضاء على ختان الإناث قبل عام 2030، تنفيذا للاستراتيجية القومية للسكان 2015-2030 ، والاستراتيجية القومية لمناهضة ختان الإناث بالتعاون مع عدة جهات شريكة منها الاتحاد الأوروبى ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة، وغيرهم.
رغم كل هذه المبادرات وقعت قبل أسابيع قليلة جريمة ختان أخرى راحت ضحيتها فتاة فى السابعة عشرة من عمرها بمحافظة السويس، فقد لقت الفتاة مصرعها بعد إجراء عملية ختان لها بأحد المستشفيات الخاصة نتيجة إصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية، والتى أدانها المجلس القومى للمرأة وقتها، وطالب بضرورة إنفاذ القانون وتوقيع أقصى العقوبة على جميع من تسبب فى هذا الحادث الأليم كما يطالب جميع مؤسسات الدولة المعنية بأداء دورها لمحو هذه العادة البشعة من ذاكرة المجتمع، مؤكدا أهمية دور المؤسسات الدينية فى نشر التوعية بأن هذه العادة لا علاقة لها بالدين، كما طالب أيضا المجلس وزارة الصحة ونقابة الأطباء بضرورة اتخاذ الإجراءات الصارمة لردع أى طبيب يخالف ضميره ومهنته بإجراء مثل تلك العمليات الإجرامية التى يعاقبه عليها القانون .
ووجه المجلس رسالة لكل الآباء والأمهات بضرورة حماية بناتهن وعدم إجراء مثل تلك العمليات التى ثبت طبيا وعلميا خطورتها على الإناث. ترجع د.أميمة عبد الفتاح إدريس أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة سبب الوفاة فى مثل هذه الحالات إلى طبيعة العملية نفسها التى تؤدى إلى نزيف ينتج عنه الوفاة، وتؤكد أنها ليست سنة على الاطلاق كما يروج البعض أن دولا كالسعودية واليمن ودول افريقيا لا تقوم بهذا الفعل مما يثبت أنها عادة اجتماعية وليست دينية، كما أن المسلمين والمسيحيين على السواء فى مصر يقومون بهذا الفعل مما يعنى عدم ارتباطه بالدين الاسلامى، كما إنها لا ترتبط بالريف أو المدن بدليل انتشارها أيضا بمدن القاهرة.
وتحذر من العواقب الجسدية والنفسية على البنت، وعلى علاقتها بزوجها فيما بعد، ناهيك عن الأمراض الأخرى التى تنتقل نتيجة ممارسة هذه العادة، ففى الصعيد على سبيل المثال يتم تختين 11 بنتا بنفس المشرط مما يتسبب فى نقل أمراض كثيرة. وتؤكد أن التوعية المستمرة للأهل هى الحل الوحيد للتخلص من هذه العادة، فإذا علمنا أن نسبة الختان فى مصر وصلت إلى 55% يتبين لنا حجم المجهود المطلوب للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة.
رابط دائم: