إعادة بناء نهضة علمية فى مصر فى مجال العلوم الحيوية كانت هى الدافع لمجموعة من العلماء الشباب المصريين بالخارج لكى يؤسسوا أول شبكة بحوث مصرية أطلقوا عليها اسم (بيوكيمت).
شريف محمد أبو الحديد مساعد باحث بمدرسة لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية وطالب دكتوراه بجامعة لندن والكلية الملكية ببريطانيا، وأحد مؤسسى الشبكة البحثية، يوضح لنا أن (بيوكيمت) عبارة عن مجتمع علمى مستقل عن أى مؤسسة حكومية بهدف تطوير البحث العلمى فى العلوم البيولوجية بمصر. وقد تأسست على يد مجموعة من العلماء المصريين الشباب من مختلف التخصصات الفرعية فى العلوم البيولوجية مثل الكيمياء الحيوية، الأحياء الجزيئية، المعلوماتية الحيوية، المناعة، الأمراض المستوطنة، خلايا الأعصاب، والفيروسات.
وأشار إلى أن اسم (بيو كيمت) مكون من شقين، الأول (بيو) من بيولوجى وهى العلوم الحيوية أما الثانى (كيمت) فهو اسم الدولة المصرية القديمة ومعناه الأرض السوداء، وأكد أنه اختار هذا الاسم لحبه الشديد للحضارة المصرية. ويقول إن الفكرة بدأت فى أكتوبر 2008 ونحن طلبة فى الماجستير بعد أن لاحظنا غيابا للأنشطة العلمية خارج إطار الحرم الجامعى، فقررنا أن نجتمع من خلال جروب على الفيسبوك ونتحدث عن مشاكل البحث العلمى فى مصر، ومن أكبر هذه المشاكل هى انغلاق الجامعات المصرية على نفسها وعدم وجود حوار فيما بينها. وبدأنا بالفعل عمل محاضرات ولقاءت علمية، وبعد قيام ثورة يناير شعرنا بأنه حان الوقت كى نسخر كل ما تعلمناه لخدمة وطننا. وفى بداية عام 2015 بدأنا نناقش طريقة لتطوير عملنا وقررنا عمل شبكة بحثية تعمل بآلية تشبه الشبكات الموجودة فى دول العالم المتقدم، مثل بريطانيا التى تمتلك ثلاث عشرة شبكة بحثية أقامتها الحكومة بتكلفة بلغت 11 مليون استرلينى أى ما يعادل 150 مليون جنية، وتضم كل شبكة عددا من طلبة الدكتوراه من تخصصات مختلفة يتناقشون فيما بينهم حول أبحاثهم والمشاكل التى تواجههم، وتضم تلك الشبكات أيضا رجالا من الصناعة وممثلين للحكومة وذلك لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الأبحاث وأيضا لتذليل كافة العقبات التى تواجه الباحثين.
وفى أواخر عام 2015 قمنا بالفعل بتأسيس الشبكة البحثية الأولى فى مجال العلوم الحيوية لطلبة البكالوريوس من مختلف الجامعات المصرية وكانت الأولوية للعلماء من الأقاليم وللسيدات لما يعانونه من تمييز فى مجال البحث العلمى. والتقينا الدكتور مصطفى غالى مساعد وزير التخطيط الذى استمع للأبحاث العلمية المختلفة وبعد أن تحدث معنا عن كيفية استفادة الدولة من هذه الأبحاث أبدى استعداده لتقديم المساعدة لاستكمال مسيرتنا فى البحث العلمى. كما نتعاون مع أكاديمية البحث العلمى من خلال الدكتور عمرو رضوان الذى انضم إلينا فى الشبكة البحثية ويعمل معنا حاليا لإعادة إحياء التميز فى البحث العلمى بمصر من خلال اقتراح يشمل تقديم أبحاث لأهم خمسة مجالات فى علم البيولوجى وهى مجال تطوير اللقاحات وأشارك أنا فيه مع الدكاترة وائل الحناوى ونهلة حسين، ومجال المعلوماتية الحيوية يشارك الدكاترة أحمد مصطفى ومحمد الحديدى وهبة اسماعيل، وعلم الجينومكس ويشارك الدكاترة حسين بدوى ورباب خيرت وكريم عزت، ومجال هندسة الطب الحيوى بمساهمة الدكاترة أحمد الغمراوى وياسمين فتحى وهبة علوة وعلياء شمس الدين، وأخيرا فى مجال الوقود الحيوى يقدم الدكاترة معتز عليوة وأيمن يحيى أبحاثا متميزة.
وأوضح شريف أبو الحديد أن الشبكة البحثية الجديدة عالجت بشكل مؤقت مشكلة توافر المواد الكيماوية وبعض الأجهزة للباحثين وذلك من خلال بوابة للتبادل تتم فيما بينهم. وأشار إلى العديد من المشاكل التى تواجه الباحثين فى مصر منها مشاكل تشريعية وأخرى خاصة بتبسيط الأبحاث العلمية، لذا نبحث عن التعددية بحيث تضم الشبكة اعلاميين لتبسيط هذه الأبحاث لرجال الصناعة والسياسة. وأكد أنه يجب الانفتاح على العالم بحيث ينضم كل مهتم بالبحث العلمى من الخارج حتى تزداد المهارات والخبرات لدى الباحثين المصريين وتصب الفائدة فى مصلحة بلدنا.
رابط دائم: