استطاع مسلسل «جراند أوتيل» بطولة عمرو يوسف وأنوشكا وسوسن بدر ومحمد ممدوح وأمينة خليل ودينا الشربيني وتأليف تامر حبيب وإخراج محمد شاكر خضير أن يغرد خارج السرب،حيث قدم صناعه عملا خارج الصندوق فترك انطباع الاختلاف والتميز عن الأعمال التى عرضت فى الموسم الدرامى الرمضانى،
ورغم الاتهامات التى طالت العمل بالإقتباس إلا أنه استطاع أن يفرض نفسه كعمل ناجح ويتفوق فى المنافسة الدرامية، حيث أكد الكاتب والسيناريست تامر حبيب أنّه قام بتعريب العمل وليس سرقته وهي عملية طبيعية سبق أن نفّذها قبله عددٌ مهم من المنتجين وحتّى المخرجين في العالم أجمع مضيفاً أنّ العمل الإسباني المعني بهذه الجدلية كلّها تحوّل مسبقاً إلى أعمالٍ أخرى في أكثر من 22 دولة وهذا ما يجعل من نسخته العربية اليوم مسألة عادية ومفهومة وعلى الجميع تقبّلها.
موضّحا أنّه سار على هذه الخطى تحديداً العام الماضي عندما اقتبس قصة مسلسل "طريقي" للفنانة شيرين عبد الوهاب.
وأضاف تامر: لابد من توضيح أمر مهم وهو أننا نتعامل مع "الفورمات" كمعالجة درامية ليس أكثر حيث نستلهم الروح والفكرة الأساسية منها ونقوم بتمصيرها لجعلها قريبة من قلوب الناس وهذا ما حدث مثلاً فى مسلسل "طريقى" الذى حقق نجاحاً كبيراً رغم أنه معالجة مأخوذة لسيناريو مسلسل عائد إلى مطربة كولومبية
وفى المقابل فكرة "الفورمات" عندما تُنفذ فى بلدان أجنبية مثل البرازيل أو إسبانيا فالثقافة السائدة هناك تختلف عن ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وبالتالى نحن نأخذ ما يتناسب معنا فقط وهو ما فعلناه بكتابة معالجة جديدة لمسلسل أسباني شهير يحمل نفس الاسم وقد تمت معالجة هذا العمل فى أكثر من عشرين مسلسل في دول كتيرة وقمنا نحن بنعمل النسخة العربية من الفورمات بعد شراء الحق من أصحابه الأصليين وتم كتابه اسم مالكى الفورمات الأصلي علي تيترات المسلسل. من جهةٍ أخرى تطرّق منتج المسلسل محمد مميش إلى هذا الموضوع مفيداً بأنّه سعيد بالنجاح الكبير الذي حققه العمل الذى استعرض أحداثا في خمسينات القرن الماضي بمدينة أسوان مما منح المشاهد الخارجية سحراً أخاذاً ناهيك عن أن الفندق وهو بطل العمل وفي النسخة الأصلية كان موقع التصوير أحد أبرز عوامل نجاحه ووفقت الشركة فى اختيار لا يقل فخامة وخصوصية عن الأصل ليكون مسرحاً لأحداث العمل في نسخته المصرية واضاف ان الجميع كانوا يراهنون على "جراند أوتيل" لأنّه الأضخم من حيث الإنتاج مقارنةً بالمسلسلات الأخرى التي دخلت الماراثون الرمضاني كما وأنّ تكلفته جاءت مرتفعة نظراً إلى الديكورات القديمة والتراثية التي تم الإهتمام بها كثيراً لتكون مناسبة مع الأحداث التي اعادتنا إلى خمسينات القرن الماضي بالإضافة إلى تقنيات التصوير المتقدّمة التي تم استيراد آلاتها من الخارج. وأوضح المخرج محمد شاكر خضير أن المهم في الاقتباس هو اختيار عمل جيد ذي شكل ومضمون مختلف أولاً، وموضوع الاقتباس لا يشغلنى ولكن ما يهمنى هو السيناريو، وليس" الفورمات"وسواء مسلسل " طريقى " او "جراند اوتيل " لم أشاهد فى أى منها النسخ الأجنبية ، لافتا ان ذلك يقلل سقف الخيال لدي لذلك لا أشاهد أى عمل قبل التصوير ،ولكننى أعتمد على معالجة تامر حبيب والسيناريو على ألا يبدو اقتباساً بأن تبدو شخصياته وقصته منتمية للمكان الذي تعرض فيه، وفى "جراند اوتيل " كانت كل الشخصيات بروح مصرية، واكد على أن مايهمه فى اى عمل هو السيناريو وليس اى شئ اخر ولا يتأثر نهائيا بالاقتباس أو بهذه الفكرة .
و قال الناقد طارق الشناوى: طالما أن الاقتباس يتناسب مع المذاق المصري فلا عيب في ذلك،و متعارف عليه في دول العالم، وأشار إلى أن تامر حبيب ومحمد شاكر خضير انطلقوا من "طريقي" إلى" جراند اوتيل " بنفس المنطق وهذا يحسب لهما، والنجاح فى "جراند اوتيل " ليس فى أخذ "فورمات " حلوة ولكن النجاح هنا فى كيفية عملها وتقديم عمل متماسك في جميع أدواته وتفاصيله من ديكور ، وممثلين ، وموسيقى وتصوير كل هذا كان سبب في نجاحه، مؤكدا على أن «جراند أوتيل» عمل مختلف عن السائد ،وعمل تشويقي مبدع تجتمع خيوطه الدرامية بذكاء .
وأعرب الشناوي عن تخوفه من التقليد في موضوع الاقتباس لأنها لو أصبحت موضة فستكون بداية الطريق إلى الفشل ، حيث انه لا يوجد طريق واحد للنجاح .
رابط دائم: