رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ناصر كامل سفير مصر بالمملكة المتحدة «للأهرام»:
مصر نجحت فى إجراءات تأمين المطارات بالتعاون مع بريطانيا

> لندن ـــ أشرف أمين
أكد السفير ناصر كامل سفير مصر لدى المملكة المتحدة أنه من المتوقع أن يحظى ملف الإرهاب والجماعات الأصولية بقدر كبير من اهتمام رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماى فى المرحلة المقبلة، خاصة أن ذلك الملف كان جزءا مهما من خطابها السياسى على مدى الأعوام الماضية

وكان فى قلب أولوياتها واهتماماتها حيث تولت إعداد الإستراتيجية البريطانية لمكافحة التطرف التى تعد من أهم الأوراق الرابحة خلال حكومة ديفيد كاميرون. بالإضافة إلى ذلك، فإن تيريزا ماى من المؤمنين بأهمية التعامل بشكل حاسم مع ظاهرة انتشار التطرف لدى بعض الأوساط والجاليات الموجودة فى بريطانيا. خاصة مع تنامى عمليات تجنيد الشباب البريطانيين ضمن صفوف داعش فى سوريا والعراق، حيث ثبت من خلال رصد هذه الظاهرة وجود بعض المنابر والجمعيات الأهلية والدعاة فى بريطانيا يروجون لأفكار بعيدة تماما عن الإسلام الوسطي، فكان من الضرورى أن تتعاطى بريطانيا وتطلق استراتيجيتها للتعامل مع وضع الجماعات الأصولية المتطرفة بدءا من مراجعة أسلوب جمع الأموال والإنفاق لعدد من الجمعيات الدينية الموجودة فى بريطانيا والتى تنشط تحت دعوى جمع الأموال بهدف العمل الخيرى فى حين تستخدم بهدف الترويج للأفكار المتطرفة أو المزيد من الانعزال والإنغلاق لبعض الجاليات عن المجتمع البريطانى كما أصبحت هناك نظرة فاحصة للمحتوى التعليمى وأسلوب التعامل مع الأطفال فى المدارس الدينية فى بريطانيا، وتأثير ذلك على ظهور أجيال متطرفة دينيا إضافة إلى مراجعة الخطاب الدعوى فى بعض دور العبادة.

وفى السياق، نفسه، فقد كان أحد كبار نواب وزيرة الداخلية تيريزا ماى وهو السفير جون جينكنز المسئول عن إعداد التقرير عن نشاط الإخوان المسلمين فى بريطانيا الذى حمل فى طياته الكثير من الإدانات للتنظيم وإعتبر أن فكر الإخوان المسلمين يتعارض مع قيم المجتمع البريطانى ويحض على انعزال المسلمين فى بريطانيا عن واقعهم الاجتماعى وأن الانضمام لهذه الجماعة هو مؤشر للتطرف ويمثل خطرا على بريطانيا.




الإخوان ومجلس العموم

و أشار السفير إلى أن هذا التقرير يمثل نكسة كبيرة للإخوان المسلمين وساهم فى تقليص دور العديد من المؤسسات سواء فى جمع الأموال أو الحشد الأيديولوجي، على الجانب الآخر، فإن الإخوان لهم علاقات بعدد محدود من أعضاء مجلس العموم المنتمين لدوائر انتخابية يغلب فيها الكتل الإسلامية والتى لديها القدرة على التأثير فى العملية الانتخابية، حيث تم استغلال هؤلاء الأعضاء فى طرح خطاب معاد وبه قدر كبير من التحامل وعدم الفهم للأوضاع الداخلية بمصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو، خاصة أن بعض هؤلاء الأعضاء يمثلون بريطانيا فى البرلمان الأوروبى إلا أن وجودهم وتأثيرهم محدود للغاية.

و يقول السفير ناصر كامل إن هناك 3 مسارات لتعزيز التواصل وفتح قنوات الحوار مع أعضاء مجلس العموم البريطانى فهناك مجموعة أصدقاء مصر فى البرلمان البريطانى ويرأسها النائب السير «جيرالد هوارث» وهو وزير الاستراتيجية الدولية للأمن البريطانى سابقا وتضم هذه المجموعة عددا كبيرا من النواب من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية بمافى ذلك حزب المحافظين والعمال وبها أعضاء بارزون منهم «جيفرى دونالدسون» الممثل التجارى الخاص لرئيس الوزراء البريطانى مع مصر، كما يجرى حاليا الإعداد لتشكيل مجموعة صداقة برلمانية بريطانية مصرية مشتركة. بالإضافة لذلك، فإن لدينا تواصل مع مجلس حزب المحافظين المعنى بملف الشرق الأوسط الذى يضم العديد من الشخصيات البارزة والقيادات المؤثرة من أعضاء مجلسى اللوردات والعموم من حزب المحافظين وهذا المجلس أعلن مرارا قناعاته ودعمه لمصر بعد 30 يونيو، وقد زار أعضاء هذا المجلس مصر منذ 3 أشهر وأجرى العديد من اللقاءات السياسية الناجحة وقدم أعضاء هذا المجلس بعد عودتهم لجلسة استماع فى مجلس العموم للحديث عن المشهد الراهن فى مصر ودور ثورة 30 يونيو فى إنقاذها من انهيار الدولة، وفى السياق نفسه فإن هناك تواصلا مستمرا ما بين الحكومة المصرية وعدد من القيادات البارزة ورؤساء اللجان فى مجلسى العموم واللوردات.

الرحلات البريطانية لشرم الشيخ

وحول الأزمة الأخيرة لشركة توماس كوك واستمرار تعليق السياحة البريطانية لشرم الشيخ يقول السفير ناصر كامل أنه من المهم الإشارة إلى أن بريطانيا ومصر تعاونتا بشكل ناجح على مدى الشهور الماضية وطبقا لخطة عمل مشتركة لرفع كفاءة الإجراءات الأمنية فى مطار شرم الشيخ وعدد آخر من المطارات المصرية وأنه بشهادة الخبراء البريطانيين حدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى كفاءة الإجراءات الأمنية المتبعة سواء فى شرم الشيخ والمطارات المصرية.

ويضيف السفير ناصر كامل أنه قد يكون استغراق الحكومة البريطانية فى التعامل مع شأنها الداخلى ومستجداته الأخيرة والاستفتاء للخروج من أوروبا والتخوف من مساءلة الرأى العام والإعلام فى حالة اتخاذ القرار باستئناف الرحلات السياحية لشرم الشيخ فى خضم الأحداث السياسية الداخلية البريطانية، أدى إلى عدم التعاطى بشكل سريع ومركز مع ملف السياحة.

وأكد أننا نأمل مع استقرار الأوضاع السياسية فى بريطانيا وتولى حكومة جديدة أن تتخذ القرار السليم والمتوقع بالفعل بعودة السياحية البريطانية لمصر حيث فهمنا من تصريحات زعيمة الحزب الجديدة ورئيسة الوزراء أن هذه الحكومة مستمرة حتى عام 2020 وبالتالى ليس مستبعدا أن يتم إيلاء الاهتمام وتخصيص الوقت اللازم لدراسة هذا الملف تمهيدا لاتخاذ القرار المنطقى والوحيد باستئناف السياحة بمصر، وتحديد ما تم من إجراءات تأمينية فى مطار شرم الشيخ يعد طبقا لتقدير العديد من الخبراء نموذجا دوليا يحتذى به حيث دخلت مصر على التوازى فى برامج تعاون مع دول عديدة بخلاف بريطانيا مثل المانيا وروسيا والعديد من الدول فى الاتجاه نفسه لتحقيق الهدف نفسه من تعزيز الثقة حول سلامة الإجراءات التأمينية فى المطارات حيث سعينا لاكتساب الخبرة الدولية اللازمة من خلال التعاقد مع إحدى أكبر الشركات الاستشارية فى مجال تأمين المطارات فى العالم والتى قامت بمراجعة الإجراءات التأمينية فى المطارات وقدمت تقريرها للحكومة المصرية وتم التعامل مع هذا التقرير وماتضمنه بالشكل الذى ساهم فى رفع كفاءة منظومة التأمين فى المطارات وتم التعاقد مع واحدة من أكبر واكفأ شركات الأمن فى مصر لتولى بعض المهام فى إطار التعامل مع المسافرين كما قامت هذه الشركة بالتعاقد مع إحدى الشركات البريطانية التى تعد من أكبر شركات الأمن لتقديم الخبرة الفنية والتدريب اللازم وصولا لإنشاء معهد لإعداد الكوادر التى ستتولى هذه المهمة على مدى الشهور والسنوات القادمة. كل هذه الأمور السابقة تؤكد أن مصر أصبح لديها واحدة من أفضل وأحدث منظومات تأمين المطارات على الساحة الدولية. وهذا الجهد يجعلنا على ثقة بأنه لايوجد مبرر لعدم استئناف بريطانيا رحلات السفر لشرم الشيخ خاصة مازالت شركات الطيران البريطانية تعمل بشكل طبيعى للغاية فى جميع المطارات المصرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق