بعد إختطاف السفير المصرى فى الهند يتحول مسار الأحداث من إسبانيا غربا إلى الشرق ، حيث تقوم إحدى الجهات السيادية باستدعاء أهم ضباطها من بلاد الفلامنكو بعد تخليص أحد العلماء المصريين من قبضة عصابة اختطفته ، ليسلم لهم واحدا من أبحاثه المهمة.
يأتى الضابط وينسق مع رئيسه لتحرير السفير ويقررا الاستعانة بإحدى الفرق الخاصة لمساعدته، ولكن تتحول الأحداث إلى شكل كوميدى وتنقلب رأسا على عقب.
يندرج العمل تحت تصنيف الأفلام الكوميدية محكمة الصنع فكتاب السيناريو والحوار مصطفى صقر ومحمد عز، إستطاعا أن يصنعا أشكالا مختلفة منها من خلال الشخصية ، الموقف ، اللغة ، وبحرفية ومهارة تمكنا من صياغتهم بشكل سلس .. ليأتى الدور بعد ذلك على المخرج معتز التونى بأدواته ، فينجح فى نقلها إلى صورة سينمائية مستخدما ايضا البساطة ، والإدراك للتحكم فى الحالة المزاجية ، والوجدانية للجمهور بالتنقل بين الكوميديا ، والعنف ، الرومانسية ،الإستعراض؛ ساعده فى إبراز هذه الصورة مدير التصوير مصطفى فهمى بنجاحه فى توظيف الإضاءة جيدا لتعبر عن حالة كل مشهد ، ومن ثم التأثير على حالة الجمهور لتكون حالة الأندماج التى أرادها المخرج ، وكذلك إختياره لزوايا التصوير التى أبرزت الكوميديا ، خاصة النابعة من الشخصية ، فاستطعنا أن نكتشف قدرات طاهر أبو العلا الكوميدية الواضحة ،عندما علق به الباراشوت فى الشجرة ، بخلاف توظيفه هو والمخرج لإحدى مشاكله فى النطق لتوليد الضحك.
نجح أيضا محمد سلام فى دوره ، خاصة أنه تنقل بين كوميديا الشخصية ، والموقف فى علاقته بالغوريلا بشكل بسيط ، وعميق أبرز ملامح دوره ، وكذلك حمدى ميرغنى ، وأحمد فتحى نجحا سويا فى عمل ثنائى جعل صالة العرض تضج بالضحك..أيضا صنع الثنائى محمد إمام ، ومحمد ثروت هذه الحالة من الضجيج ، وكان لثروت النصيب الأقوى من التفوق لتمكنه من أدواته ، وفهمه لأبعاد وتفاصيل دوره عن محمد إمام الذى ظهر واضحا تأثره بوالده عادل إمام فى الكثير من المشاهد، على الرغم من أن هناك شذرات بداخله تكشف أن لديه أدوات مغايرة عليه إستغلالها ، ويبقى التأثر بالأباء سمته الوفاء.. أما بيومى فؤاد فقد حاول أن يقدم دوره بإتقان ، لكنه يحتاج إلى التطوير،لأنه على أعتاب أن يكون نمطيا ، على عكس إمكاناته وقدراته الحقيقية.
فى حين استطاعت ياسمين صبرى أن تقدم دورها كاشفة أبعاده مستخدمة ايضا السلاسة فى الأداء ، لتبرز تملكها الجيد لأدواتها بعيدا عن الأصطناع ، والتكلف ، وشكل وجودها مع محمد إمام كثنائى فى كثير من مشاهد النصف الثانى من الفيلم حالة كوميدية أقوى من وجوده كثنائى مع ثروت ،مزجت بين العنف والرومانسية ، نتيجة اختلاف أهدافهما ، فهى تركز فى المهمة ، وهو يركز فى مغازلتها.
ليأتى الفيلم فى مجمله حالة من الكوميديا الراقية البعيدة عن الإسفاف ، حاول الجميع أن يخرجوا أفضل ما بداخلهم ، وعملوا على أن يظهر العمل بشكل عام بالحرص على احترام الجمهور ، فأحترمهم الجمهور .
رابط دائم: