رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«شيخوخة الخليل».. بحثا عن شكل لقصيدة النثر العربية فى «كتاب الهلال» لمحمد الصالحى

عبر عدة عتبات يستند فيها إلى مقولات إحداها لجبران خليل جبران «اللمسات الناعمة لا توقظ الناس»، يبدأ الشاعر والمترجم المغربى محمد الصالحى كتابه «شيخوخة الخليل» الذى صدر فى سلسلة «كتاب الهلال» (يوليو 2016) ويمكن اعتباره خلاصة اجتهادات الأقدمين

والمحدثين عن ماهية الشعر، وصولا إلى اجتهاده الشخصى فى رسم ملامح خريطة قصيدة النثر العربية وفى الكتاب الذى يحمل عنوانا فرعيا هو «بحثا عن شكل لقصيدة النثر العربية» يسلم الصالحى بأن هناك خلطا وضبابية فى المصطلح الذى ربما ينطوى على كثير من التناقض، فالمتأمل للدرس النقدى العربى سيلحظ هذه الفوضى بسبب عدم تدقيق المفهوم الذى لم يصبح بعد «مصطلحا» يدل على نفسه، ويحظى بالاتفاق العام ويعترف بأن من يتناول قصيدة النثر فى الشعر العربى الحديث، سيجد من أولى أولوياته توضيح هذا المصطلح توضيحا شافيا، حتى يتسنى له فرز المتن الذى سيتعامل معه، ويسهم فى إزالة هذه «الضبابية المفاهيمية» التى واكبت قصيدة النثر العربية، وما سبقها من اجتهادات وتغيرات لم تشهده طوال تاريخها الطويل، فلم تكد قصيدة (التفعيلة) تبشر بإيقاعها الجديد الذى سيحرر، فى نظر أصحابها، الشعر العربى من رتابة الوزن والقافية، حتى ظهرت قصيدة النثر، أو القصيدة التى تدعى كونها نثرية، لترى فى التفعيلة مجرد تكرار لقوانين العروض وخروجا محتشما عن سياج الخليل وكان ظهور قصيدة النثر “بشكلها الصارخ والهجومي” اختزالا لصراع الأصالة والمعاصرة، فاحتد النقاش حولها ورأى النقد العربى فى قصيدة النثر عصيانا وشكلا غريبا دخيلا، فى حين رحب بقدوم الرواية والقصة القصيرة، وهما شكلان غربيان، ورأى فى موت المقامة حدثا طبيعيا، كما لم ينتبه إلى كون الشعر التفعيلى ذاته فكرة غربية رغم قيامه على التفعيلة الخليلية. ومن بين ألوان الحيرة التى تسببت فيها قصيدة النثر أنها تجمع ازدواجية الانتماء للشعر والنثر معا (قصيدة النثر)، ويرى المؤلف أن الأشكال (اللاشكلية) التى تتخذها هذه القصيدة بحرية بادية، والموضوعات الصاعقة التى لم يخطر ببال يوما، أنها ستصبح موضوعات شعرية، وشخصية شاعرها القريبة من شخصية الصعلوك بمعنييه القديم والحديث معا، ولغتها التى تخلت عن كل (وقار)، وتنصل شاعرها من كل مسؤولية سياسية أو قومية مباشرة ساعيا إلى تغيير الحياة بدل تغيير العالم، مقتربا من رامبو ومعرضا عن ماركس، حيث غدا الشاعر الحداثى يمارس نشاطه بغض النظر عن الشروط العامة التى تضمن لرسالته سلامة الوصول والفهم.

وقد صدر الكتاب بمقدمة لأستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة المولى سليمان بنى ملال الناقد المغربى الراحل “العربى الذهبي”

الكتاب: شيخوخة الخليل

المؤلف : محمد الصالحى

الناشر : دار الهلال

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق