رغم الصورة النمطية والسلبية التى التصقت بمدينة «مايدجورى» الواقعة شمال شرق نيجيريا كونها معقل جماعة «بوكو حرام» التى روعت على مدى السنوات الماضية نيجيريا بعدد من الحوادث الدموية التى لم يسلم منها الجميع.
إلا أن ذلك لم يمنع صحفية نيجيرية شابة تدعى «فاتى أبو بكر» من الاصرار على تغيير هذه الصورة وإعادة بث الأمل من خلال فكرة بسيطة تقوم على تسجيل وتوثيق الحياة اليومية بكل تفاصيلها البسيطة لسكان هذه المدينة المزدحمة والصاخبة، ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «إنستجرام» لإثبات أن القصص الحزينة التى تتملئ بها صدور سكان المدينة لن تقضى على الحياة أو الأمل فى غد أفضل وأن الحياة مستمرة وستستمر رغم كل سنوات عنف وإرهاب هذه الجماعة الذى راح ضحيتها الألاف.
وتأثرا بتجارب مماثلة على وسائل التواصل تصور لقطات ومقاطع قصيرة فى المدن الكبرى، وضعت فاتى صور للباعة والطلبة واللاجئين فى المدينة مع تعليق يصف ما تعنيه هذه الصور. هذا الإصرار على بث الأمل جعلها تحظى بشهرة وإهتمام من الجميع فى المدينة بدءا من قوات الأمن المنتشرة لمواجهة بوكو حرام وانتهاء بالمواطنين العاديين الذين يرحبون بالتقاطها لصورهم وحتى الاطفال الذين يحيطون بها أينما حلت. وخلال جولاتها الدءوبة والمستمرة تحرص «فاتى» ليس فقط على التقاط صور الباعة والشوارع بل وأحيانا فقراء المدينة، وهى فى كل ذلك لا تكتفى بإلتقاط الصور ولكنها تسألهم بعض الأسئلة البسيطة عن آرائهم وتحرص على تسجيل ذلك فى كراسة تحملها كى تضعها بجانب الصور. وتقول «فاتى» أنها تتذكر المدينة فى طفولتها كمكان أمن يعيش سكانه حياة طبيعية قبل أن يشهد مطلع الألفية تزايدا فى نفوذ الجماعة وانتشارا لافكارها المتطرفة إنعكس أولا فى التشدد فى الزى قبل أن يتحول لحالة من العنف والتمرد من الشباب على أبائهم ومن ثم انضمامهم لهذه الجماعة المتطرفة. ورغم حرص والديها على ارسالها إلى لندن لاستكمال دراستها فقد ظلت فانى متابعة جيدة لما يحدث فى بلدها، وكلها كانت أخبار حزينة ولكنها عندما عادت اكتشفت أن الوضع ليس بهذه القتامة، وأن الناس يكافحون من أجل استمرار الحياة، وهو ما أعطاها دافعا قويا كى تسجل كل ذلك، ورغم أن البعض -خاصة من كبار السن- يستغربون نمط حياتها ويرون أن جولاتها بلا هدف، إلا أنها ترى عكس ذلك تماما، والدليل تزايد أعداد متابعيها وتعاطفهم مع اصرارها على الإهتمام بالحياة وبالبسطاء، الى حد تلقيها خلال الفترة الاخيرة تبرعات مالية وملابس لبعض الأشخاص الذين نشرت قصصهم، ما يعنى أن جهدها لم يذهب سدى.
رابط دائم: