رغم كثرة المسلسلات الدرامية فى شهر رمضان المبارك ومشاركة معظم نجوم الصف الأول فيها الا أن حديقة مسرح الهناجر بدار الأوبرا قد خطفت الأنظار واحتشدت بآلاف المتابعين يوميا لحضور عروض «هل هلالك».
تلك الفكرة المبتكرة للفنان الدكتور خالد جلال والذى أراد أن يوحد جهود كتيبة المبدعين معه فى قطاع الإنتاج الثقافى ليحتفى بشهر رمضان على طريقة الموالد الشعبية والتى تجمع بين عناصر مختلفة وترضى أذواقا متعددة ..فعند بداية الحديقة يستقبلك مسرح العرائس برائعة صلاح جاهين وسيد مكاوى وصلاح السقا الليلة الكبيرة الى جانب مسرح الكبار والسيرك والفنون الشعبية..
عروض مشتركة بين فرقتى رضا والقومية والسينما وحفلات الغناء الوطنى والمدائح والآلات الشعبية والتنورة بالإضافة الى معارض تشكيلية وتراثية واختراع جديد حمل عنوان ركن الطفل يساعد الاطفال على الإبتكار وعمل اللعب والفوانيس والأدوات المنزلية باستخدام المواد المستغنى عنها من أخشاب وورق مقوى وخرز والوان طبيعية ليقدم الصغار منتجاتهم ويتعلمون مهارات مختلفة تنمى مواهبهم وقدرتهم على الإبداع وهى الورشة التى أشرفت عليها الفنانة سها كحيل من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية والتى اختارت أن تتخصص فى مجال إبداعات الطفل .. ولم ينس خالد جلال كعادته القيمة الإنسانية التى حرص عليها منذ توليه منصبه وهى ضرورة تكريم الرواد فى مختلف مجالات الإبداع.. وهو التكريم الذى يراه ضرورة واحتياج أساسى لشباب المبدعين أكثر مما هو ضرورى للفنان المكرم.. حتى تظل القدوة ماثلة أمام الصاعدين تذكرهم بقيمة وحجم الفن المصرى..
وعن طريق المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والذى يرأسه الدكتور مصطفى سليم قام وزير الثقافة الكاتب الكبير حلمى النمنم بتكريم أحد رواد التأليف الموسيقى المصرى وهو الفنان العالمى رفعت جرانة الذى استلهم التراث الشعبى فى كثير من أعماله السيمفونية وقد أعدت الباحثة الدكتورة هويدا حرك كتابا توثيقيا رائعا لهذه المناسبة حمل عنوان» رفعت جرانة سيمفونية النضال» كما صورت فيلما تسجيليا له يرصد تاريخه ومحطات إبداعه بصوته وبمشاركة بعض النقاد الموسيقيين
كما أعاد مسرح الهناجر عرض مسرحيات شيكايرو ورجالة وستات وقضية ظل الحمار والخلطة السحرية للسعادة وهى كلها عروض لمخرجين شباب حققت نجاحا كبيرا عند عرضها الأول على مسارح الدولة.. ولعل من أهم اللمسات الجميلة للفنان خالد جلال والتى تستحق التنويه حرصه على جلوس الأطفال على سجادة نظيفة فى مقدمة مسرح الحديقة قبل الصف الأول الذى يجلس فيه وزير الثقافة مع ضيوف الإفتتاح وهى سمة المسرح المحترم فى كل بلاد العالم المتحضرة حيث تخصص بريطانيا الصفوف الأولى دائما للأطفال وكبار السن وأصحاب المقاعد المتحركة وليت الوزير حلمى النمنم يعمم هذه التجربة على كل مسارح الدولة حتى يعرف الأطفال وأبطالنا من المحاربين القدامى أنهم أهم ثروات مصر وأنهم أولى من أى صاحب منصب أو مال أو نفوذ.. ولعل حرص الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى على أن يتقدم الأطفال صفوف المبدعين فى الاحتفال بثورة 30 يونيو بدار الأوبرا رسالة واضحة باستعداد المجتمع لتقديم الأطفال الى الصفوف الأولى من أجل بناء المستقبل.
رابط دائم: