وفي المراسلات من بلير إلي بوش في الفترة من 2001 إلى 2007، والتي نشرها تقرير تشيلكوت، يظهر التصميم على شن الحرب وتجاهل أي منطق يدفع لتأجيلها حتى لو كان الحصول على دعم من الأمم المتحدة. وتبدأ المراسلات بعد يوم واحد من هجمات 11 سبتمبر 2001. وإحداها يوم 11 أكتوبر، بعد شهر بالضبط من هجمات سبتمبر وعندما كانت العملية العسكرية جارية في افغانستان، وتتحدث عن عمل عسكرى ضد العراق وصعوبة قبوله من العالم العربى وأوروبا وروسيا بسبب التوقيت.
ويكشف ملحق المراسلات السرية أن «تغيير النظام» العراقي، وليس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، كان هو الهدف الحقيقى لغزو العراق. وتبدو حرب افغانستان في هذا السياق «حربا تمهيدية وثانوية» للهدف الحقيقى وهو العراق.
ويقول بلير لبوش في إحدى الرسائل قبل الغزو مباشرة:»المزيد من الجهود مطلوب في الحرب في أفغانستان. إنها أول تحرك لنا فيما يتعلق بتغيير النظام حتى الأن. ومن المستحسن أن تكون دعاية جيدة».
ثم يشير بلير إلى العالم العربي ويقول: «الدول المتشددة التي لا تتفق معنا ينبغي أن نقدم لها شراكة صارمة جدا، أو نضعها على قائمة دول محور الشر».
وتوضح المراسلات أن بلير وبوش فوجئا بحجم التحديات في العراق بعد الغزو. وفي إحدى الرسائل يقول بلير: «المهمة مرعبة ولسنا مستعدين لها. هذا أسوأ من إعادة بناء دولة من الصفر». ويحذر «إذا بدأ كل شئ في الانهيار في العراق.. فكل شئ سينهار في المنطقة».
غير أن بلير يشدد على أن امريكا وبريطانيا «يجب ألا يكون موقفهما اعتذاريا أبدا» برغم التداعيات الخطيرة في العراق بعد الحرب، موضحا:»سنظل نردد أن العراق بدون صدام حسين أفضل للمنطقة والعالم».
ثم يحدد بلير خطة من 3 نقاط لمعالجة الوضع تتضمن «تعزيز الأمن في بغداد، وتسريع وتيرة إعادة الأعمار، ووضع برامج في التلفزيون يرغب العراقيون فى مشاهدتها مثل المسلسلات ومباريات كرة القدم».
وتعكس الخطابات صورة لبلير الراغب في إرضاء بوش بأى ثمن، والذي أخفي مراسلات مهمة مع بوش عن كبار مسئولى حكومته وبينهم وزير الخارجية جاك سترو ووزير الدفاع جيفرى هون..
وهذا نص أهم الرسائل :
12 سبتمبر 2002: أهنئكم على خطابكم الرائع
في هذا الخطاب المكتوب بخط يد بلير، يهنئ بلير بوش على «خطابه الرائع» أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2002، قائلا إن الكلمة «تضعنا على الاستراتيجية الصحيحة تماما».
12 سبتمبر 2001: نتحرك الأن ثم نبرر أفعالنا لاحقا
هذه مذكرة من بلير إلي بوش بعد يوم واحد من هجمات 11 سبتمبر على امريكا. يعبر فيها بلير عن تضامنه، ويعرب عن دعمه لتقديم المختطفين للعدالة والتطلع لـ»الخطوة المقبلة بعد هذا الشر». ويقول بلير إن البعض «سيكون مترددا لإتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على الأسلحة البيولوجية والكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل». مضيفا:»من الأفضل لنا أن نتحرك الأن، ثم نشرح ونبرر أفعالنا بدلا من أن نترك الوقت يمر من بين أيدينا لتحدث ربما كارثة أسوأ... الأن العالم في حالة من الصدمة ويشعر بأقصي درجات التعاطف مع امريكا».
11 أكتوبر 2001: إذا هاجمنا صدام الأن سنخسر العالم العربي
هذه المذكرة أرسلت بعد شهر واحد من هجمات 11 سبتمبر وتظهر أن امريكا وبريطانيا تناقشان فكرة «تغيير النظام» في العراق. ويقول بلير في المذكرة: «هناك رغبة حقيقية في الشرق الأوسط للتخلص من صدام، لكن مع رفض خلط هذا بالعملية العسكرية الحالية (في افغانستان). ليس لدى شك في أننا بحاجة للتخلص من صدام. لكننا إذا هاجمنا العراق الأن، فإننا سنخسر العالم العربي، وروسيا، وربما نصف الاتحاد الأوروبي. كما أنني قلق من تأثير كل ذلك على باكستان. لكن مع ذلك أنا واثق من أنه يمكننا وضع استراتيجية للتعامل مع صدام في وقت لاحق...بالطبع سوف نناقش هذا ونبحثه مع حلفائنا وشركائنا بما في ذلك العالم العربي. هذا سيعطلنا لبعض الوقت، لكنه يترك كل الخيارات مفتوحة. لكننا لا نريد أن يكون هذا مطروحا للنقاش العام بحرية كبيرة في العلن إلي أن نعرف تماما ماذا نريد أن نفعل، وكيف يمكننا أن نفعله».
ويوضح بلير لبوش في المذكرة أن المرحلة الأولي يجب أن تكون العملية العسكرية في أفغانستان، حيث كان يختبئ مرتكبو هجمات 11 سبتمبر. ثم المرحلة الثانية «حملة محاربة الارهاب بجميع أشكاله».
4 ديسمبر 2001: تحسين سمعة مبدأ «تغيير الأنظمة»
في هذه المذكرة يقول بلير لبوش:»العراق مصدر خطر لأن لديه أسلحة دمار شامل، ويزيد مخزونه، وأظهر استعدادا لإستخدام ترسانته...صدام أيضا يدعم بعض الجماعات الإرهابية الفلسطينية، ويستخدم أساليب إرهابية ضد المعارضة العراقية. لكن أي ربط بين النظام العراقي وهجمات 11 سبتمبر والقاعدة، سيكون في أحسن الأحوال هشا جدا. وفي الوقت الحالي، سيكون الرأي العام العالمي، خارج امريكا وبريطانيا، مترددا جدا في دعم عمل عسكرى فورى بالرغم من الرغبة الأكيدة في التخلص من صدام حسين».
ويتابع بلير: «وبالتالي نحن بحاجة إلي استراتيجية لتغيير النظام يتم بناؤها مع مرور الوقت...حتي نصل إلى النقطة التي يمكن فيها التحرك عسكريا بدون فقدان الدعم الدولى».
ويواصل: «إذا كان إسقاط صدام هو االهدف الرئيسي، من الأيسر الأقدام عليه بدعم سوريا أو إيران أو قبولهما على مضض، بدلا من مهاجمة الدول الثلاث في نفس الوقت. أنا أفضل إعطاء سوريا وإيران فرصة في اطار علاقات مختلفة».
ويشير بلير إلي العملية العسكرية في أفغانستان قائلا إنه إذا أعطي هذا أملا جديدا للناس «فعلى وجه الخصوص، نكون قد أعطينا مبدأ تغيير النظام سمعة حسنة مما سيدعم حجتنا حول العراق».
24 يناير 2003: خطر تلاعب صدام بنا
ويقول بلير في الخطاب: «ما هي المشكلة؟ إذا تأخرنا في التحرك، فإننا نخاطر بتلاعب صدام بنا. حيث يجرنا نحو لعبة» الاستغماية «مع مفتشي الأمم المتحدة، الذين إذا لم يعثروا على أدلة (بوجود أسلحة الدمار الشامل)، فإن عمليات التفتيش قد تستمر للأبد حتي نتخلي عن المهمة أو يتجه انتباهنا نحو قضايا أخرى».
ويتابع بلير: «إذا وجد كبير مفتشي الأسلحة بالأمم المتحدة هانز بليكس أدلة على وجود أسلحة دمار شامل لدي العراق، ونحن نعمل بدأب شديد على أن نعثر عليها له، فإن هذا هو المطلوب وعلى الأمم المتحدة ساعتها أن تناقش التحركات فورا».
30 يناير 2003: أسئلة العد التنازلي
عنون بلير هذا الخطاب، الذي أرسل قبل شهرين من الغزو، «العد التنازلي». وفيه يسأل بلير بوش الأتي:
هل لدينا خطط محكمة للتالي:
أولا أستخدام صدام لأسلحة الدمار الشامل ضد شعبه أو ضد امريكا؟
ثانيا:هجوم صدام على إسرائيل؟
ثالثا: تدمير صدام لأبار النفط؟
رابعا: ضمان حياد الجماعات والقبائل المتنافسة؟
خامسا: (أضيفت لاحقا بخط يد بلير) تجنب سقوط ضحايا مدنيين.
ثم يطرح الخطاب أسئلة ما بعد الغزو ومن ضمنها:
أولا: ماذا سيحدث فورا بعد الغزو: حكومة عراقية جديدة أم ادارة امريكية؟
ثانيا: ما هو نوع الحكومة العراقية التي نريدها على المدى المتوسط؟
28 يوليو 2002: سأكون معك مهما كانت الظروف
هذه واحدة من أطول المراسلات بين بلير وبوش. وهى عبارة عن ملاحظات في 6 صفحات، صنفت «سرية وشخصية» أرسلها بلير إلي بوش للتنسيق حول المراحل المقبلة. وفيها يعرض بلير دعما غير مشروط لبوش قبل 8 أشهر من شن الحرب وقبل أن يأخذ دعم البرلمان البريطاني على خطط مساعدة أمريكا عسكريا.
وكشف تقرير تشيلكوت أن هذه المذكرة أطلع عليها 10 مسئولين بريطانيين فقط قبل ارسالها إلي الرئيس الأمريكي. ويوضح تشيلكوت أن المذكرة لم يرها وزير الخارجية أنذاك جاك سترو ولا وزير الدفاع جيفري هون، وأن سترو لم ير نسخة منها إلا لاحقا. ورغم أن الخطاب صنف «شخصي»، إلا أنه مع ذلك يقدم بيانا , تفصيليا لموقف الحكومة البريطانية قبل ثمانية أشهر من الغزو، قائلا أن وزيري الخارجية والدفاع كان يجب إعطاؤهما الفرصة للتعليق على الخطاب قبل إرساله إلى بوش.
ويقول بلير في المذكرة لبوش «سأكون معك مهما كانت الظروف. لكن هذه هى اللحظة المناسبة لتقييم صريح للصعوبات. أنا أشعر بالقليل من الجذع ازاء التقارير التي جاءتني من الاجتماعات المختلفة لمسئولينا في الولايات المتحدة. أنهم يقولون إن كل المسئولين في إدارتك متفائلون جدا من امكانية تحييد أو كسب دعم أغلب العرب والاوروبيين وخاصة فرنسا. وأن الايطاليين والأسبان والألمان بالتأكيد سيكونون معنا. لكن يجب أن أقول أن هذا ليس رأيى».
ويتابع: «في رأيي، لا الألمان ولا الفرنسيين، وعلى الأرجح ليس الايطاليين ولا الأسبان أيضا سوف يدعموننا بدون قرار من الأمم المتحدة. أيضا، وهذه النقطة الأساسية التي أريد طرحها، الرأي العام هو الرأي العام. والرأي العام في أمريكا هو ببساطة على كوكب أخر مختلف عن الرأي العام هنا في أوروبا والعالم العربي. في بريطانيا لست على يقين حاليا من دعم البرلمان أو الحزب أو الشعب أو حتي بعض الوزراء في الحكومة. هذه بريطانيا، أما بقية أوروبا اجمالا، فإن الناس ليس لديها نفس المشاعر الملحة بعد 11 سبتمبر مثل الامريكيين. في هذه اللحظة وللغرابة أفضل حليف لدينا قد يكون روسيا».
ويوضح بلير:»إن التخلص من صدام هو الشئ الصحيح الذي ينبغي فعله، فهو تهديد محتمل. فـصدام يمكن احتواؤه، لكن الاحتواء كما أكتشفنا مع «القاعدة» دائما محفوف بالمخاطر...لكن رحيله سيحرر المنطقة، ونظامه على الأرجح، باستثناء محتمل وهو كوريا الشمالية، هو النظام الأكثر وحشية وغير إنسانية في العالم. والسؤال الأول هو: هل لإطاحته نريد أو نحتاج إئتلافا دوليا؟. امريكا يمكن أن تفعل هذا وحدها بمساعدة بريطانيا. الخطر يكمن، كما هو الحال مع هذه القضايا، في العواقب غير المقصودة. لنفرض أن العملية العسكرية تعقدت. لنفرض أن العراق عانى سقوط عدد كبير من المدنيين. لنفرض أن الشارع العربي انتفض أخيرا. لنفرض أن صدام شعر أنه قوى سياسيا، حتي وأن كان ضعيفا عسكريا، ليتخلي عن أسلحة الدمار الشامل. لنفرض أن التدخل العسكري بدون ائتلاف دولي أثار مشاعر متناقضة لدى العراقيين بسبب غزو بلادهم. والعراقيون الحقيقيون، وليس الحرس الجمهوري التابع لصدام، قرروا المقاومة».
وفي فقرة من هذه المذكرة بعنوان «الأدلة» يكتب بلير:»مرة أخرى، قيل لى أن أمريكا لا تعتقد أن هذا ضروري. لكننا ما زلنا بحاجة لتقديم ملف مقنع بالحرب. إذا لخصنا كل الأدلة حول أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلي محاولاته (صدام حسين) للحصول على قدرات نووية، إضافة إلي صلته بتنظيم القاعدة، فإن هذا سيكون مقنعا جدا هنا. إضافة طبعا إلي الطبيعة الوحشية للنظام العراقي». ويخلص:»إذا انتصرنا بسرعة، فإن الجميع سيصبح صديقا لنا. إذا لم ننتصر، فإن الاتهامات ستبدأ بسرعة».
19 فبراير 2003: الميل الأخير نحو السلام
في هذا الخطاب يحدد بلير الخطوط العريضة للتحرك والجدول الزمني لوضع قرار ثاني في الأمم المتحدة. ويعطي بلير 6 أسباب وأخر تلك الأسباب:»هذا يسمح لنا أن نظهر للعالم أننا ذاهبون نحو الحرب، ليس لأننا نريد، ولكن لأننا مجبرون على هذا. وفوق كل هذا، يظهر امريكا تحاول التواصل مع الآخرين، وتتفهم المخاوف، لكنها مستعدة بقوة للتحرك. هذا يضع الأمم المتحدة أمام اختبار أساسي. ويعطي الاوروبيين شيئا للالتفاف حوله. وعندما نتحرك عسكريا، سنظهر أننا قطعنا الميل الأخير نحو السلام».
26 مارس 2003: تخليص العراق من صدام هو الجائزة الحقيقية
كتب بلير هذه المذكرة لبوش بعد 6 ايام من بدء الحملة العسكرية ضد العراق تحت عنوان «الهدف الرئيسي». ويقول بلير في الخطاب:»هذه هى اللحظة التي يمكن أن تحدد فيها السياسة الدولية لعقود مقبلة: النظام العالمي الحقيقي لما بعد الحرب الباردة. طموحنا كبير وهو بناء جدول أعمال عالمي يمكن أن نوحد العالم حوله، بدلا من تقسيمه إلي مراكز قوي متنافسة. ولذلك فإن هدفنا الأساسي هو نشر قيمنا حول الحرية والديمقراطية والتسامح وحكم القانون. لكننا نحتاج إلي جدول أعمال عريض قادر على توحيد العالم لتحقيق هذا. ولهذا، وبالرغم من أن العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق كان مبرر الحرب، إلا إن التخلص من صدام حسين هو الجائزة الحقيقية». ويتابع: «المشكلة هى وجهة نظر غريبة ومشوهة عن أمريكا تغطي على الجاذبية الكبيرة للهدف الأساسي. في الأسابيع الأخيرة تحدثت مع مسئولين أوروبيين أذكياء، عززوا هذه النقطة لدي. مسئول أوروبي قارن بجد بين رامسفليد (وزير الدفاع الأمريكي آنذاك) وأسامة بن لادن. مسؤول أخر قال إنه سيكون شيئا يبعث على الأسي لو رأي نظام الحكم الامريكي في الدول العربية...ناسا عقلاء يتصرفون بطريقة غبية جدا».

31 مارس 2003: صدام شرير ونحن أخيار
خلال هذا الوقت كانت العملية العسكرية في أيامها الأولى ومع ذلك كانت الصعوبات بدأت تلوح في الأفق. وفي المذكرة يذكر بلير بوش أن التركيز على وحشية النظام العراقي يمكن أن يكون الكارت الأساسي. ويوضح: «مغزي الصورة الكبيرة في هذه اللحظة هو: التقدم المطرد. فعل هذا بطريقة نضمن بها دعم الناس لنا، وليس قصف المدنيين. والعودة دائما إلي طبيعة نظام صدام حسين ولماذا العراق والعالم أفضل حالا من دونه. فهو شرير ونحن أخيار. هو سيخسر السلطة ونحن في طريقنا للإنتصار».
2 يونيو 2003: كل شئ ينهار في المنطقة
أرسل بلير هذه المذكرة لبوش بعد أقل من 3 أشهر على بداية الغزو، مشيرا إلي الصعوبات في إعادة اعمار العراق، قائلا: «إن المهمة مرعبة. وأنا لست واثقا على الأطلاق من أننا مستعدون لها. هذا أسوأ من إعادة بناء دولة من الصفر. لقد بدأنا من وضع متخلف حقا. مع الوقت هذا يمكن معالجته، لكن الوقت ضدنا... شعوري هو أننا سوف نحقق أهدافنا، لكن ليس بسرعة كافية. وإذا ما بدأ كل شئ في الأنهيار هنا، فكل شئ سينهار في المنطقة». ثم يحدد بلير خطة من 3 نقاط لمعالجة الوضع تتضمن «تعزيز الأمن في بغداد، تسريع وتيرة اعادة الأعمار، ووضع برامج في التليفزيون يريد العراقيون مشاهدتها مثل المسلسلات ومباريات كرة القدم».
5 سبتمبر 2003: المرحلة الأكثر صعوبة
هنا كانت الأوضاع تسير من سئ إلى أسوأ. وفي هذه المذكرة يقول بلير لبوش:»كما توقعنا، فإن ما بعد الغزو وإعادة إعمار العراق تبدو المرحلة الأكثر صعوبة».
5 أكتوبر 2003: شعور دولي بالشماتة في امريكا وبريطانيا
في هذه المذكرة كانت المعضلات في العراق قد بدأت تظهر بجلاء للعالم، ويتحدث بلير هنا عن أزمات تواجه واشنطن ولندن بعد الغزو. ويقول بلير في المذكرة لبوش «العراق على الأرض صعب جدا، نحن نفقد بشرا بسبب الهجمات الارهابية، ولم نعثر على ما يكفي من أسلحة الدمار الشامل. وهذا قاد لشكوك لدي المواطنيين في التحرك العسكري وجدواه، وشعور بالشماتة من المجتمع الدولي. لسان حالهم يقول: بلير وبوش فعلا هذا،أنها مشكلتهما، فليتعاملا معها». ويشير بلير إلي أن هناك حاجة «لإستعادة الثقة في قصتنا: العراق أفضل بدون صدام حسين». ويتابع:»وبحلول هذا التوقيت العام المقبل، من المستحسن أن تكون الأمور أفضل، وليست أسوأ. من أجلنا ومن أجل العالم».
1 فبراير 2004: سؤال مشروع حول دقة الأستخبارات
في هذه المرحلة من الغزو، كانت كل الجهود الأمريكية والبريطانية للعثور على أثر لأسلحة دمار شامل في العراق قد فشلت، ما ألقي بشكوك عميقة إضافية على مبررات الحرب ودوافعها. وفي المذكرة يقول بلير لبوش: «علينا أن نكون حذرين في القول انه بالتأكيد ليس هناك مخزون من أسلحة الدمار الشامل. فأنا لم أقبل بعد أنه ليس هناك أسلحة دمار شامل. لكنني أقبل أننا توقعنا العثور عليها عاجلا. وهناك بوضوح سؤال مشروع حول دقة المعلومات الأستخباراتية».