رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سى آى إيه :»داعش» يتحول إلى شبكة عالمية

طارق الشيخ
شهدت الأسابيع القليلة الماضية قيام تنظيم «داعش» بإعلان مسئوليته عن هجمات تم تنفيذها بواسطة عناصر تابعة له أو متحالفة معه عن بعد.

ووقعت تلك الهجمات فى عدة دول تفصلها مسافات شاسعة عن مقار «داعش» المتعارف عليها فى كل من سوريا والعراق وليبيا. وقد لفت جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى ايه» الأنظار إلى التحولات والتوجهات المستقبلية المتوقعة للتنظيم عقب التراجع الذى أصابه فى ميادين القتال التقليدية بكل من العراق وسوريا وليبيا. وهو ماطرح تساؤلا مهما حول مدى تمسك التنظيم فى المرحلة القادمة بفكرة «دولة الخلافة» والنوايا المتعلقة بتحويلها إلى «شبكة عالمية» مترابطة من منظمات منتشرة فى أنحاء العالم!

وكان برينان قد قدم بيانا مكتوبا لجلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكى قبل أسابيع حذر فيه من أن تنظيم»داعش» سيواصل محاولاته لتنفيذ هجمات فى الغرب، وأنه يعمل حاليا على إرسال مزيد من عناصره إلى الدول الغربية.

ومن خلال ما قدمه برينان عن تقديرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى ايه» لما ينتظر أن يقوم به تنظيم «داعش» خلال المرحلة القادمة بات من الواضح أن التنظيم يعمل فى على مستويين فى ذات الوقت.

فهناك مستوى يتعلق بالفترة قصيرة الأمد خلال الشهور القليلة القادمة حيث تشير التقديرات إلى أن التنظيم سيحاول القيام بعمليات «جس نبض» لخطوط القتال الأمامية الخاصة بالخصوم بهدف الوصول إلى نقاط ضعف يمكن استغلالها ومضايقة القوات التى قامت بتحرير المدن والقرى التى كان التنظيم يسيطر عليها فى وقت سابق. وسيقوم التنظيم فى إطار ذلك المستوى بشن هجمات ضد الخصوم فى العراق وسوريا. وقد أظهرت سلسلة الهجمات التى تعرضت لها كل من دمشق وبغداد قدرة التنظيم على توجيه ضربات فى العمق المحصن للخصوم. أما فيما يتعلق بالمستوى الثانى الأكثر تقدما والأبعد من حيث المدى الزمنى فإنه ووفق معلومات وتقديرات مدير «سى آى ايه» فإن تنظيم «داعش» يقوم بتدريب مسلحين جدد ويحاول نشرهم فى الغرب كعملاء له لتدبير مزيد من الهجمات فى الدول الغربية.

وأكد مدير الـ «سى آى أيه» أن «داعش» لديه حاليا عدد كاف من العناصر والمتعاطفين معه فى الغرب. وتابع أن «داعش» يحاول حاليا إرسال مزيد من الإرهابيين إلى الدول الغربية من خلال مندسين فى صفوف اللاجئين، أو مسافرين بطرق مشروعة.

ونبه برينان إلى أن «داعش» يحاول بناء منظومة متكاملة لتدبير هجمات جديدة على غرار اعتداءات باريس وبروكسل. وأشار فى هذا الخصوص إلى الدعوات التى وجهها «داعش» إلى المتعاطفين معه المعروفين بـ«الذئاب المنفردة» لتنفيذ هجمات فى الدول التى يعيشون فيها.

وحذر مدير سى أى إيه من أن «داعش» سيغير استراتيجياته على الأرجح لتعويض خسائره الميدانية ومواجهة القيود المفروضة على أمواله ومن المحتمل أن يعتمد بقدر أكبر على أساليب حرب العصابات التى تشمل شن هجمات ضخمة خارج حدود الأراضى التى يحتلها فى العراق وسوريا.

ونوه إلى أن التنظيم يعمل على تحقيق التكامل بين مختلف فروعه لتحويلها تدريجيا إلى «شبكة مترابطة». واعتبر أن فرع «داعش» فى ليبيا يعد الأكثر تطورا ويمثل الخطر الأكبر، مضيفا أن «داعش» يعمل على توسيع دائرة نفوذه فى أفريقيا. فعلى سبيل المثال قدرت أعداد مقاتلى تنظيم «بوكو حرام» فى غرب أفريقيا بعدة آلاف.

واعترف برينان للكونجرس بأن قدرات تنظيم «داعش» الإرهابية وقدرته على شن هجمات فى أنحاء العالم لم تتقلص حتى الآن على الرغم من الانتصارات الميدانية عليه، محذرا من اعتماد التنظيم وأتباعه على «أساليب حرب العصابات» خارج حدود الأراضى التى يحتلها التنظيم فى العراق وسوريا، مشيرا الى وجود عشرات الآلاف من مقاتلى التنظيم ينتشرون فى العالم بشكل متزايد ويفوق كثيرا أعداد المنضمين لتنظيم «القاعدة» فى أوجه.وهناك اعتقاد بأن قيادة «داعش» ستحاول أن تعتمد على الفروع الخارجية للتنظيم وعلى الشبكات العالمية التابعة للإبقاء على قدراته المتعلقة بإرهاب الخصوم بغض النظر عن ما ستئول إليه العمليات العسكرية فى العراق وسوريا. وقدر برينان أنه مع زيادة الضغوط على «داعش» فإنه سيسعى إلى تكثيف حملته الإرهابية العالمية سعيا إلى فرض سيطرة التنظيم على أجندة الإرهاب العالمي.

وفى محاولة لذر الرماد فى عيون أعضاء الكونجرس وإيجاد مخرج من الانتقادات المتعلقة بتكاسل الغرب بوجه عام والولايات المتحدة تحديدا فى مواجهة تنظيم «داعش» منذ بداية نشاطه وعدم مواجهة «الجهات» و»الدول» المساندة والممولة للتنظيم أكد برينان أن الجهود الدولية أضرت بقدرة «داعش» على جمع الأموال، بالرغم من أنه مازال يحصل على عشرات ملايين الدولارات شهريا، إذ تأتى معظم عائداته، على حد قوله، من الضرائب المفروضة فى الأراضى الخاضعة لسيطرته، وبيع البترول الخام! وأشار الى أن الموارد المتاحة للإرهاب متواضعة للغاية ولا بد أن يعانى التنظيم خسائر أفدح فى الأراضى والمقاتلين والأموال حتى تتدنى قدراته الإرهابية بنحو ملحوظ.

ومن الملاحظ أن برينان صدرت له تعليقات عقب الهجوم الذى تعرض له مطار أتاتورك فى إسطنبول أشار فيها صراحة إلى اعتقاده أن «داعش» يعد العدة لشن هجوم مماثل فى الولايات المتحدة. ولم يتفق برينان مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى أن لجوء «داعش» إلى مهاجمة أهداف مدنية ضعيفة يعد من علامات اليأس.فبرينان يرى أن «داعش» يستخدم الهجمات الإرهابية فى معادلة حالة التراجع التى ألمت به فى ميادين القتال وليست مجرد رد فعل لتلك التراجعات.

وهكذا بدا من الواضح أن هناك تطورا محوريا فى إستراتيجيات وتوجهات تنظيم «داعش» خلال الفترة القادمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق