رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بعد 67 عاما..تحرير «المجمع»
إخلاء المبنى من مكاتب 30 ألف موظف فى 13 وزارة

تحقيق ــ وجيه الصقار
«المجمع»
بدأت محافظة القاهرة إخلاء مجمع التحرير مع مطلع هذا الشهر ، لتنهى بذلك عمله الذى استمر 67 عامًا ، هى عمر المبنى الذى يعد أكبر مجمع مصالح حكومية فى مصر .

 يضم 30 ألف موظف ويتردد عليه نحو 100 ألف مواطن يوميا، ويحتوى على 400 مكتب تابع لمحافظة القاهرة، و400 أخرى تابعة لوزارة الداخلية، وباقى المكاتب موزعة علي 13 وزارة، فالمجمع  يتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة ، والممرات الكثيرة بكل دور. ويقع على مساحه 28 ألف متر مربع، بارتفاع  55 مترًا، ويتكون من 14 طابقا ، وبه 1356 حجرة، وتوجد به 10 مصاعد.
ومع مطلع الشهر الحالى بدأ إخلاء المجمع من إدارات وزارة التضامن الاجتماعى لأماكن مخصصة لها فى الجيزة ، وستحذو حذوها باقى الوزارات والهيئات الحكومية التى ستقوم بتوفير أماكن بديلة لإداراتها بعد إخلائها من المجمع ، وإدارات ومصالح محافظة القاهرة سيتم نقلها إلى أماكن بديلة سيتم تحديدها ونقلها إليها خلال عام بناء على قرار رئاسة مجلس الوزراء.

أهداف النقل

كما أن عملية النقل جاءت لعدة اهداف اهمها تحقيق السيولة المرورية بالعاصمة خاصة منطقة وسط البلد، وأكثر من 25 جهة حكومية، تمس مصالح المواطنين بشكل مباشر، مثل مصلحة الجوازات، التعليم الفني، إدارة البعثات، القوى العاملة والهجرة، التربية والتعليم، والصحة وغيرها من المصالح الحكومية المهمة والحيوية.

المهندس الاستشارى محمد عبد العزيز البستانى يؤكد أن قيمة المجمع ترجع إلى أنه يعتبر أثرا تاريخيا، وهو متعدد الأشكال، فإذا نظرت له وأنت تقف من جهة جامع عمر مكرم، سيبدو لك، مقدمة سفينة على قدر كبير من الرشاقة، خطوطها الجانبية تنساب بنعومة. وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان، أى إلى ظهر المجمع، سترى ما يشبه جزءا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، تتسم بالحيوية. وإذا وقفت فى منتصف الميدان، فإن المجمع بشكل القوس المرن ، وهو يشغل أحد أركان ميدان التحرير فى قلب القاهرة ، وأنشئ فى عام 1949 فى الموقع الذى كان يضم معسكرات للجيش البريطاني. وظل رمزا لتحضر البلاد وتطورها وقدرة المواطن المصرى على إتمام معاملاته بسهولة ويسر، ومع تزايد السكان يستخدمه أكثر من 100 ألف مواطن يوميا ، لذلك فإن الخبراء يعتبرونه إحدي صور البيروقراطية فى مصر .

وقال : إن الهدف من تشييد هذا البناء الضخم الذى يحتوى على الكثير من الخدمات الحكومية، كان التيسير على المواطنين فى إنهاء مصالحهم بجمعها فى مكان واحد عندما كان تعداد المصريين 20 مليونا ، والآن أصبحوا 91 مليونا ، فأصبح من وجهة نظر الكثيرين نقمة على الميدان وعقبة فى تحقيق السيولة المرورية فى تلك المنطقة الحيوية بعد زيادة السكان ، مما جعل الحكومة تقرر إخلاء هذا البناء الضخم، وبرغم خلوه من أى رسومات، أو نقوش، أو حفر أو بروز، وميله الى البساطة المرتبطة بالبناء الحديث، فهو معلم مهم لضخامته وواجهته المميزة .مما جعل الكثير من الخبراء ينصح بتحويله إلى فندق عالمى ، لوقوعه وسط البلد ، وقربه من المناطق الأثرية والسياحية .فمنذ عام 2004، بدأت هذه الفكرة بإخلاء المجمع ، لكن لم يبدأ التطبيق الفعلى إلا فى هذه الأيام ، فالوزارات تبحث الآن عن أماكن لإداراتها الموجودة بداخله ، وحسب الخطة التى وضعتها محافظة القاهرة، يكون آخر موعد للإخلاء يوم 30 يونيو من العام المقبل.



تاريخ لثقافة المجتمع

وقال: إن المبنى تاريخ يوثق لثقافة المجتمع خلال حقبة زمنية، وليس من السهل هدمه، لأنه جزء من تراثنا ، يوضح قيمة معمارية من منتصف القرن الماضى ، وهو يعود تاريخه إلى عام 1951، على يد شيخ المعماريين المهندس محمد كمال إسماعيل، الذى يرجع له الفضل أيضاً فى بناء دار القضاء العالي، وكذلك الإشراف علي التوسعات التى تمت فى الحرمين الشريفين بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبد العزيز. ، ورغم خلو المبنى من أى رسومات، أو نقوش، أو حفر أو بروز، وميله الى البساطة المرتبطة بالبناء الحديث، فإن صورته مطبوعة فى عقول كل المصريين- مع أنهم عانوا فيه كثيراً- باعتباره أحد معالم القاهرة، بل من معالم مصر كلها، ليس فقط لضخامته أو لواجهته المميزة التى تتخذ شكل قوس للتناسق مع استدارة الميدان، ولكن لارتباطه الحيوى بالناس ولعبه دوراً أساسياً فى حياتهم ، حتى أنه كان محلا لتصوير بعض الأفلام السينمائية الشهيرة ولعب دورا مهما فيها ، ومن أبرز الأدوار التى لعبها المجمع، دوره فى فيلم «الإرهاب والكباب»، الذى قام ببطولته الفنان عادل إمام، وما حمله هذا الدور من دلالات اجتماعية وسياسية.

وأضاف الدكتور وجيه فوزى يوسف أستاذ العمارة بهندسة الزقازيق أن المبنى من الناحية المعمارية، والموقع يجوز تحويله إلى فندق، فهو يقع فى منطقة مميزة، وتحيط به عدة فنادق، وبجواره المتحف المصري، وبالقرب من النيل، كما أنه لن يشكل أزمة مرورية، باعتبار أن زوار الفندق محدودون وأغلب نزلائه من السائحين الذين لا يأتون بسياراتهم، وبالتالى لن يشكل أزمة، عكس استخدامه كمجمع للمصالح يضم عشرات الآلاف من الموظفين، ويتردد عليه مائة ألف مواطن يوميا، وبالنسبة لواجهة المجمع فليست بها مشكلة، لكن العقبة فى التعديلات الداخلية التى يجب إجراؤها ليتوافق مع الاستخدام الجديد، فالمبنى يحتاج إلى خدمات جديدة، وملحقات الغرف مثل الحمامات، وهذا الأمر يمكن معالجته معماريا لكنه مكلف جداً، ولذلك لابد من دراسة المشروع ومقومات المكان دراسة جيدة، قبل تحديده ، كما لابد من إعادة توزيع الغرف وخدماتها بكل دور ، والتركيز على درجات التهوية ، ورفع مستوى جراج التحرير لاستقبال سيارات الزوار واستيعابها.

فالمجمع لا يكتسب قيمته من القدم أو من الشكل الفنى المميز، ورغم حداثة عهده وطرازه المعمارى البسيط، إلا أنه يكتسب أهمية، وله مكان فى عقل ووجدان المصريين، وأصبح جزءاً من ميدان التحرير، ويصعب تصور المنطقة دونه، وهو يعكس فى الوقت نفسه الطراز المعمارى الذى كان سائدا فى تلك الفترة، من ضخامة البناء ،وكثرة الفتحات به، كما أن مشكلة المجمع فى الخدمات الكثيرة وغير المتكاملة التى يضمها مكان واحد، لكن استخدامه فى مجال واحد سيحل مشكلات كثيرة، سواء كان هذا الاستخدام الجديد كمبنى إدارى خاص، أو فندق، أو أى مشروع آخر، بشرط أن ينفذ بعد دراسة جيدة للمنطقة، خاصة أننا بصدد إحياء القاهرة الخديوية، مما يستوجب التعاون مع جهاز التنسيق الحضارى لتحديد الوسيلة الأفضل لاستخدامه .

من جانبه أعلن اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة أنه صدر قرار نهائى بإخلاء المجمع من جميع الإدارات الحكومية فى موعد أقصاه 30 يونيو 2017، بتأجيل الإجلاء لمدة عام، فقد كان من المقرر له 30 يونيو الماضى .وأنه بالفعل بدأت بعض الإدارات فى إخلاء مقرها فى المجمع، منها إدارة الشئون الاجتماعية، التى انتقلت إلى مقرها الرئيسى فى العجوزة، أما بالنسبة لإدارات الداخلية، فتقوم الوزارة بتجهيز أماكن استقبال لها، كما سوف يتم نقل إدارة الضرائب إلى مقر أكاديمية الشرطة فى العباسية، أما إدارات الجوازات وشرطة الآداب والأموال العامة، فسيتم نقلها إلى مقر الوزارة، وتنتقل باقى الإدارات إلى الوزارات التابعة لها ، فمنطقة التحرير بها كثير من الفنادق الكبيرة، و هناك اتجاه قوى لتحويل المجمع إلى متحف .، ولكى يتم تحديد الهيئة الجديدة التى سيكون عليها المبني، ستقوم المحافظة بطرح عدة مسابقات للشركات الهندسية، لإعادة توظيف المجمع من جديد، وتحديد الشكل الذى سيكون عليه.فقد يكون من الأفضل تحويل المجمع لفندق ثلاثة نجوم، يقتصر على الإفطار والنوم ، ليجذب نوعية معينة من السياحة، مما يوفر لمصر عائدا كبيرا من العملة الصعبة ، وأن فكرة الهدم للمبنى مستبعدة .

كما أن إدارات محافظة القاهرة بالمجمع يجرى نقلها إلى مبنى المحافظة، ويتبعها 4 إدارات ، هي: البلدية وإصدار تراخيص والإزالة، وكلنا يعلم أن الهدف من إنشاء مجمع التحرير كان تخفيف الأعباء على المواطنين، واعترف بأنه بعد إخلائه، سيتكبد المواطن عناءً فى إنهاء أوراقه من الإدارات المختلفة «واللف» على الوزارات، ومع ذلك فإن الإخلاء يساعد على تقليل الكثافة العددية فى ميدان التحرير، فالمجمع بنظامه الحالى يزيد منها فى منطقة وسط البلد، بالإضافة إلى أنه يتوسط مربعا به منشآت حيوية، كما أن النقل سيمكن الأجهزة الأمنية من تأمين المنطقة بشكل أكبر، وبرغم أن هذا القرار أصبح مثار جدل حول مصير المجمع بعد إخلائه.فإن طبيعة تصميم الهيكل الإنشائى للمجمع أقرب إلى الطبيعة الفندقية أو الطبيعة الإدارية. فيمكن تحويله إلى مبنى إدارى استثمارى متعدد، من خلال تحويل أول طوابق بالمبنى إلى مطاعم، أما الطوابق العليا فيمكن تحويلها إلى مكاتب إدارية للشركات الاستثمارية، بجانب عيادات للأطباء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق