رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الخليج: بلير مسئول عن عدم إستقرار المنطقة

دبى ــ شريف احمد شفيق
بلير
لم تكن السبع سنوات التى طال انتظارها على خروج تقرير " تشيلكوت " الخاص بمشاركة بريطانيا فى الحرب على العراق عام 2003، سوى أن زادت غضب العالم العربى حول ما توصل اليه التقرير من أن الغزو البريطانى كان سابقا لأوانه وأن الحلول السلمية لم تستنفد بالكامل قبل اللجوء للغزو. فبالنسبة الى كثير من الدول العربية خاصة الخليجية، لم يأت هذا التقرير بجديد، لأن من البديهى القول ان بريطانيا ارتكبت أخطاء بالغة خلال شنها الحرب على العراق.

ويرى كثير من المحللين أن نتائج تقرير تشيلكوت لن تغير شيئا على أرض الواقع بعد تداعيات حرب مضى عليها 13 عاما أفرزت صراعات طائفية لم تتوقف حتى يومنا هذا وأسهمت فى ظهور تنظيم " داعش" الارهابي. وبدون شك أن تونى بلير يتحمل مسئولية تزوير الوقائع وتضليل الرأى العام فى بلاده حتى استطاع إقناع مجلس العموم البريطانى بالتصويت على قرار الحرب. ويقول حسن الصايغ محلل سياسى أن الحرب على العراق من قبل إنجلترا والولايات المتحدة كانت مبيتة النية وأن وقوعها كان أمرا لامحال رغم أنف الجميع، والدليل على ذلك أن بلير وبوش لم يتمكنا من إقناع مجلس الأمن باتخاذ قرار غزو العراق، فقاما بشن الحرب ضاربين بعرض الحائط قرار مجلس الأمن بالرغم من استخدام كل من روسيا والصين حق الفيتو. وأضاف الصايغ أن هدف بريطانيا انكشف بعد ذلك حيث استطاعت تحقيق مآربها بتدمير العراق للوصول الى زعزعة أمن استقرار المنطقة وجعلها مقرا للإرهاب.

ويرى الصايغ أنه بالرغم اعتراف تونى بلير بحزنه العميق لما حدث فى بغداد بعد التدخل العسكري، إلا أنه مازال متكبرا مع إصراره على أنه اتخذ قراره “بحسن نية”، وأن رد فعل تونى بلير على تقرير لجنة تشيلكوت ما هو إلا محاولة لتبييض الوجه وغسل يديه من الجرائم البشعة التى ارتكبتها حكومته فى حق الشعب العراقى والتى مازالت آثارها مستمرة حتى الآن .

ومن جانبها، استغربت صحيفة الخليج الاماراتية ردود فعل تونى بلير التى تقول إن الحرب شابتها أخطاء ولكنها جعلت العالم "أفضل وأكثر أمانا". وقالت الصحيفة أن الأخطاء التى يتحدث عنها بلير هامشية ولا تتعلق بصلب القضية. فتدمير العراق وتقويض اقتصاده والتسبب بقتل الآلاف من سكانه وتهجير الملايين الأخرى ليست ضمن اعتباراته حيث وصفته أنه مازال ينكر ويكابر فى وجه تقرير تشيلكوت . بينما اعتبرت الصحيفة فى نفس الوقت أن اعتذار جيرمان كوربين زعيم حزب العمال البريطانى عن الحرب ضد العراق التى قادها حزبه برئاسة تونى بلير صادق لكونه عارض الحرب فى وقتها، كما أنه اعتبر أن الحرب كارثية . وتساءلت " الخليج" إحدى الصحف الرسمية بدولة الامارات فى افتتاحيتها هل أوروبا تعيش فى أمان؟ أم الشرق الأوسط يعيش فى أمان؟ وقالت أليس الإرهاب الذى يضرب فى العالم وليس فى المنطقة وحدها يولد عدم الاستقرار، متهمة بلير بأنه يكذب الآن كما كذب قبل الحرب وخلالها. وقالت " الخليج" إن بلير ورفيقه فى الحرب بوش كانا قبل الحرب يدعيان أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأن له علاقة بأحداث سبتمبر من خلال علاقته بالقاعدة، إلى أن تكشفت الحقائق وثبت أنها كلها مزاعم من أجل حشد شعبيهما وراء الحرب. وفى النهاية أكدت الصحيفة أن اعتذار بلير خطوة فى محلها لكنها ليست كافية وينبغى أن يتبعها إزاله نتائجها الكارثية، معتبرة أنه لا يصح لبريطانيا أن تحرق العراق وتدمر كيانه السياسى والإقتصادى ثم تكتفى بالإعتذار، بل يجب أن يكون هناك التزامات قانونية وأخلاقية من أجل إصلاح ماترتب عليه من أخطاء.

وترى الغالبية العظمى من المحللين السياسيين بدول الخليج، أن الحرب البريطانية الأمريكية على العراق ومن ثم انهياره غيرت موازين القوة فى منطقة الخليج حيث فتحت المجال لدخول الجماعات الإرهابية والمرتزقة الموالية لإيران فى الأراضى العراقية، كما جعلتها تتدخل فى شئون الدول العربية والخليجية، ناهيك عن الدور الذى تقوم به فى سوريا حاليا ودعمها لنظام بشار الأسد. فى الواقع إن كثيرا من الدول العربية المجاورة للعراق كانت معارضة للغزو البريطانى الأمريكى لما يحمل فى طياته من أغراض إستعمارية خبيثة. كما أكد المحللون أن السعودية أيضا قد أعلنت إبان الغزو عن موقفها الرافض للحرب على العراق حيث حذرت من التداعيات الأمنية والاقتصادية على العراق والمنطقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق