عيد «الشقيانين»

بدت عيناه عابسة حزينة، ربما لم تمنحه ذكرياته ما كان يريد من استراحة حلوة تحنو على ظهره المثقل بالكد والشقاء، وربما كان حصار عربة القمامة له والمكنسة المعلقة بها حتى فى أيام الأعياد كانوا قد ضيقوا عليه ما يمنحه الخيال والشرود من سعة، أو لعله كان يفكر فى ضيق ذات اليد التى دفعته لهجر أيام الفرح رغما عنه من أجل حفنة جنيهات. ربما كان فى حاجتها ليعيش، وربما لأن بعض المهن لا تمنح صاحبها الحق فى الراحة أبدا، إلا بعد مرور أيام الحاجة على سبيل التعويض فى أيام أخر.

كل ذلك ممكنا .. لكن الأكيد أنه بينما يعد البعض للاستمتاع بالعيد ، ويتذوقون حلاوة وصل الأحبة والأهل، فإن هناك أبطالا خلف هذا المشهد، يهيئون لهم الظروف ليتمكنوا من الاستمتاع ، وحرموا هم منه، وفاء بالتزاماتهم فى ميادين العمل.