ما أن أمسكت بيديها جنيهات العيدية، حتى سارعت للفوز بـ «العروسة». هذه العروسة التى تدللها بين أصابعها وراحتيها ليست هى الدمية التى ترونها، ولكنها حلمها الكبير بالأمومة . نعم ، فهى ستذهب الآن وتنزوى فى زواية من منزلها تتخذها بيتا لعروستها، بيتا كاملا وليس غرفة.
فهذا البيت الذى تصنعه بيديها وتسيره وفق هواها، هو أحد أحلامها أيضا، التى تهيئ إطلالها من نافذة الحلم إلى ملامسته هى تلك «العروسة» التى تملكتها. ستضبط لها أناقة ملابسها، ستختار لها ملابس أعجبتها، وربما حاكتها بيديها لدميتها ، ستتولى كل أمرها ، بحثا عن محاكاة الحلم الذى تولد به كلهن، كلهن تولدن عروسة وأم لعروسة تنتظرها.
ويظل التمنى دفين النفس، غير أنه يتفلت من بين أبواب التمنى المغلقة وأقفالها، فى بعض أيام تحرر الروح من قيود الصمت والكبت. فجر العيد هو فجر كل الأمنيات والرغبات، فكل الذين صاموا يريدون فى الفطر أن يتذوقوا أمنياتهم جميعا ، ولذلك ربما أنفقت هذه العروسة الصغيرة عيديتها جميعا لإقتناء تلك «العروسة اللعبة» التى تمسكها بين يديها ، ممسكة معها أحلامها وأمنياتها.
رابط دائم: