رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صورة وحكاية
بريطانيا وأوروبا روابـط مستمـرة

فى الوقت الذى مازالت فيه تداعيات نتيجة الاستفتاء البريطانى بالخروج من الاتحاد الاوروبى فى تفاعل بحثا عن حلول للمشاكل المترتبة على هذا القرار، وهو ما انعكس واضحا فى حالة الغضب والاستياء لدى قادة أوروبا، فإنه على الجانب الآخر مازالت قطاعات عديدة داخل المجتمعات الأوروبية تتمسك بروابطها وعلاقاتها مع رموز الفن والادب والثقافة البريطانية، معتبرين أن قرارات الساسة لن تؤثر على التعاون الوثيق بين الجانبين على مدى عشرات السنوات الماضية.

وكانت هيئة البي. بي. سي. قد نشرت فى تقرير لها من ألمانيا حول هذا الموضوع تأثير القرار البريطانى على العاملين فى الوكالات الفنية والصحافية المتخصصة فى شئون الموضة، خاصة تلك التى تصدر باللغة الإنجليزية وتعتمد اعتمادا شبه كامل على طاقم عمل بريطاني. وكان هناك ما يشبه الإجماع على أن الثقافة الألمانية ترتبط ارتباطا وثيقا بنظيرتها البريطانية، بل وتكاد تكون متشبعة بالتأثير البريطاني، خاصة أن عدداً من أكبر وأهم رموز الفن والثقافة والموسيقى البريطانيين اعتبروا برلين محطة رئيسية فى مسيرتهم الفنية وبعضهم استقر بها لفترة من الوقت. وهو ما كان عاملا مشجعا لمئات الهواة والمحترفين كى يحذوا حذو هؤلاء فى الذهاب لبرلين للدراسة والإستقرار أو متابعة مسيرتهم المهنية من هناك، ومن وجهة نظر هؤلاء فإن قرار بريطانيا بالخروج كان بالنسبة لهم محطما.

وتشير إحدى الفنانات البريطانيات الشابات التى نقلت نشاطها إلى ألمانيا منذ سنتين تقريبا بعد أن بدأت مسيرتها المهنية كصحفية متخصصة فى شئون الموضة فى واحدة من أكبر المجلات الألمانية فى هذا المجال، أنها لم تجد أى صعوبات أو معوقات تحول دون عملها واستقرارها فى ألمانيا، بل إنها وجدت قدرا من السهولة فى الحصول على سكن ووظيفة فى العاصمة برلين، فضلا عن سهولة التكيف فى المجتمع الألمانى على عكس ما هو شائع، خاصة أن مجال عملها يرحب بل ويبحث عن صحفيين مؤهلين تكون الانجليزية هى لغتهم الأم.

ويشير مالك المجلة إلى أن البريطانيين العاملين معه يتميزون بالموهبة والكفاءة والمرونة والخيال والتفكير خارج الصندوق، على عكس العقلية الألمانية، موضحا أن اليوم التالى لإعلان نتيجة الاستفتاء كان يوما حزينا، حيث انخرط جميع البريطانيين العاملين فى البكاء.

ورغم حالة الحزن والتوجس القائمة مما يحمله المستقبل من تداعيات الخروج على عالم المال والاعمال، فإن ذلك لم يمنع العاملين فى مجال الموضة فى كلا البلدين من التطلع إلى المستقبل بقدر من التفاؤل، لأن هذه الصناعة تحديدا تشهد نوعا من التكامل، فكلاهما يركز على المنتجات العملية التى تجد صدى واسعا لدى المستهلكين، على عكس الإبداع المجرد الذى تتميز به بعض عواصم الموضة العالمية والتى تعد باريس وميلانو أهم رموزه، وهو ما يرجح كفة استمرار الروابط الثقافية والفنية بين البلدين بعيدا عن السياسة وتعقيداتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق