رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أبعاد جولة نيتانياهو الإفريقية

> عادل شهبون
تحظى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو الحالية لأربع دول افريقية والتى تستمر لمدة خمسة ايام وتشمل كلا من كينيا ورواندا واثيوبيا وأوغندا بقدر هائل من الاهتمام، نظرا لكونها أول زيارة على هذا المستوى منذ عقود، حيث يصطحب نيتانياهو فى هذه الجولة عددا كبيرا من رجال الأعمال كما تصاحبه فى الجولة أيضا زوجته سارة.

والهدف المعلن من الزيارة كما تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية هو تطوير وتقوية العلاقات على المستويين السياسى والاقتصادي، وإن كانت ستشهد أيضا الاحتفال بذكرى مرور 40 عاما على سقوط شقيق نيتانياهو قتيلا، وكان عنصرا فى القوات الخاصة الاسرائيلية أثناء مشاركته فى تحرير رهائن إسرائيليين تم اختطافهم حينئذ فى مطار عنتيبى بأوغندا وعقب الاحتفال عقد لقاء قمة بين نيتانياهو وسبعة من قادة دول شرق إفريقيا وهم رؤساء اوغندا وكينيا ورواندا وجنوب السودان وزامبيا ورئيس وزراء إثيوبيا ووزير خارجية تنزانيا.

وقد بدأت جولة نيتانياهو بزيارة أوغندا واثناء زيارته لإثيوبيا يلتقى مع مسئولين عسكريين واقتصاديين ويلقى أيضا خطابا فى البرلمان الاثيوبى بأديس أبابا . وكان البيان الصادر عن مكتب نيتانياهو قد اولى اهمية اقتصادية خاصة لهذه الزيارة بدليل اصطحابه 80 رجل أعمال يمثلون أكثر من 50 شركة بهدف إقامة علاقات اقتصادية وتعاون مع شركات ودول فى افريقيا ، وفى الاسبوع الماضى وافقت الحكومة الاسرائيلية على تقوية العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول افريقيا وعقد صفقات بملايين الشيكلات . وتأتى زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلى تتويجا لزيارة وزير خارجيته لدول القارة ، ففى العاشر من يونيو عام 2014 قام وزير خارجية إسرائيل فى ذلك الوقت ووزير الدفاع الحالى أفيجدور ليبرمان بزيارة عدد من الدول الافريقية شملت كلا من كينيا وغانا واثيوبيا وكوت ديفوار ورواندا واستغرقت عشرة أيام ولم تكن الزيارة الاولى له، ففى سبتمبر من عام 2009 قام ليبرمان بجولة إفريقية شملت خمس دول هى إثيوبيا ونيجيريا واوغندا وكينيا وغانا ومن العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وقال فى ذلك الوقت انه من المهم ومن خلال الاتحاد الافريقى أن تعكس قرارات وأنشطة الدول الافريقية تناولا إيجابيا ورفضا للقرارات المنحازة ضد إسرائيل وفى زيارته كان ليبرمان قد اصطحب 50 من رجال الأعمال ومسئولى شركات ومؤسسات تصنيع وتجارة الأسلحة خاصة مسئولى مؤسسة التصنيع العسكرى «البيت معرخوت».

وكان هدف زيارة ليبرمان - كما قالت صحيفة معاريف فى ذلك الوقت - هو فتح أسواق للمنتجات الإسرائيلية لمواجهة مخاطر التهديد بمقاطعة دولية لتلك المنتجات، والبحث عن صفقات اقتصادية لشركات تعمل فى مجالات مختلفة مثل إنتاج معدات الري، والزراعة، والكيماويات. وكما يقول ترانس كلينجمان رئيس شعبة الأبحاث فى هيئة الاستثمار الإسرائيلية فإن هناك مخاوف لدى الشركات ولدى السياسيين الإسرائيليين أيضا من عزلة دولية تؤثر على حجم صادراتها للخارج. لذا تسعى إسرائيل إلى فتح أسواق لمنتجاتها فى دول افريقيا بعد النجاح الذى أحرزه الفلسطينيون فى مساعيهم لفرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية على إسرائيل خاصة منتجات المستوطنات. وأيضا بعد تجاوب عدد من الدول مع هذه المساعى وتقليلها لحجم التعاون الاقتصادى مع إسرائيل. وقد وصلت قيمة الصادرات الإسرائيلية للدول الافريقية عام 2013 4ر1 مليار دولار، وهو مبلغ يزيد أربع مرات عما كان عليه عام 2003 حيث وصل فى ذلك الوقت إلى 374 مليون دولار على حد قول شاؤل كتسنسلون المسئول بمعهد التصدير والتعاون الدولى بتل أبيب. وتقول صحيفة معاريف إن هناك نقطة إيجابية حققها ليبرمان أمام المقاطعة لإسرائيل من جانب مؤيدى الفلسطينيين وتتخذ إسرائيل موقفا عدائيا من منظمة "بى دى اس" التى تقف وراء حملة المقاطعة للمنتجات الزراعية الإسرائيلية فى أوروبا وايضا المقاطعة الأكاديمية فى أوروبا وأمريكا، ووضعت هذه المنظمة فى مقدمة أولوياتها مقاطعة الصناعات العسكرية الإسرائيلية .
ويشكل كل ما سبق الجانب المعلن أو الهدف من هذه الجولة أما الجانب الخفى وغير المعلن فهو مصر، فإسرائيل تهدف ومنذ خمسينيات القرن الماضى إلى محاصرة مصر من خلال تغلغلها فى دول القارة الافريقية، فقد كشف كتاب أصدره مركز ديان لابحاث الشرق الاوسط وافريقيا التابع لجامعة تل أبيب تأليف العميد متقاعد موشيه فيرجى عن ان الانتشار الاسرائيلى فى قلب افريقيا نجح فى الفترة من 1957 إلى 1977 فى إقامة علاقات مع 32 دولة افريقية لكى يحيط بالسودان، ويخترق جنوبه. ويشرح كيف وسعت إسرائيل علاقاتها مع دول حوض النيل للضغط على مصر
وفى محاضرة لوزير الأمن الداخلى الإسرائيلى آفى ديختر فى 30 أكتوبر عام 2008 قال إن استهداف السودان يرجع لكونه العمق الاستراتيجى لمصر. فبعد حرب يونيو 1967 تحول السودان ومعه ليبيا إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الطيران المصري، وللقوات البرية. كما شارك السودان ببعض القوات اثناء حرب الاستنزاف التى شنتها مصر على إسرائيل فى الفترة من 68 حتى 70 لذلك - كما يقول ديختر-كان لابد من إضعاف السودان وتقسيمه. إذن فنيتانياهو وليبرمان يسيران على خطى قادة إسرائيل الأوائل بمحاولة وضع قدم إسرائيل داخل معظم دول القارة وتشجيع دول حوض النيل خاصة إثيوبيا على إقامة السدود لحجز المياه. كما تسعى إسرائيل للحصول على تأييد افريقى لضمها كعضو مراقب فى الاتحاد الافريقى .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    العميد بحري اح مهندس حسام المهدي
    2016/07/07 10:05
    0-
    0+

    اخبار في منتهي الخطوره
    هل نحن نتابع فعلا ما نتعرض له من مخاطر----اسرائيل تسير علي خطط ارجو ان نتابع ونبحث
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق