رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«العيدية» فرصة لتعليم أبنائنا الإدخار

> منى الشرقاوى
كنت عائدة إلي المنزل وإذا بالسيدة التي تركب إلي جواري في المترو تسألني ما إذا كان لدي خبرة «بالموبايلات»، ثم أخرجت من حقيبتها «موبايلاً» جديداً وأخبرتني أنها اشترته لابنها الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي، ثم أخذت تحكي لي كيف أنه أخذ يرسمه لها في ورقة ويحدد لها بدقة المواصفات التي يريدها، فقالت له إذا كنت تريده حقاً عليك أن تدخر من مصروفك جزءا من ثمنه حتي استطيع أن اشتريه لك، وإنها أحضرت له حصالة حتي يدخر فيها جزءا من ثمنه، وإن هذا ليس بخلاً منها ولكن حتي تعوده علي الإدخار لشراء ما يريده.

تذكرت هذه القصة وأنا أسأل د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ الطب النفسي عن أفضل الطرق لتعليم الأطفال الإدخار، خاصة أن الأبناء يحصلون علي مبالغ لا بأس بها من الأهل والأصدقاء في الأعياد والمناسبات) فقال إن الأهل يسعون لتربية أبنائهم بأفضل الطرق الحديثة وإتباع الوسائل الصحيحة في التربية وتنمية شخصياتهم ليكونوا أفراداً صالحين وناجحين في المجتمع.

وأحد أهم النقاط الأساسية في التربية وتنمية شخصية الطفل واستقلاليته هي إعداده ليكون شخصاً مستقلاً وأفضل الطرق لذلك هي إعطاؤه مصروفا بشكل منتظم منذ الصغر وتدريبه علي كيفية التصرف فيه، ويكون ذلك حسب سنه وقدرته علي التعامل مع المال وتشجيعه علي ادخار جزء منه مهما يكن صغيراً وذلك عن طريق تقديم حصالة صغيرة له، لأن الحصالة تلعب دوراً كبيراً في تعويد الأطفال علي الادخار وتعليمهم كيفية تقدير المال، فهذه العلبة الصغيرة تنمي قيمة الإدخار لدي الطفل، وذلك عن طريق شرح فكرة الحصالة والهدف منها للأطفال والتأكيد أنها وسيلة لوضع المال في مكان آمن حتي يحين وقت صرفه عند الحاجة، ليتعلم الطفل منها الصبر علي تحقيق الأهداف التي يرغب فيها مثل شراء لعبة أو غيرها من احتياجاته، ويتم توفير خيارات مختلفة للأطفال من أشكال وأحجام الحصالات التي يرغبون في اقتنائها من المحلات، ومنحه الفرصة أن يصنع حصالته بنفسه من ورق أو كرتون أو صندوق ويتم تغليفها ويفضل مشاركة الوالدين في التلوين، واحرصي أن تكون مزودة بقفل حتي لا يستطيع فتحها في كل وقت.

قومي بوضع جائزة مالية حتي ولو كانت بسيطة تمنح في نهاية كل شهر أو نهاية الفصل الدراسي أو نهاية العام لصاحب الحصالة التي بها أكبر مبلغ من المال، وهذا يشجع الطفل علي المثابرة والمنافسة للإدخار بشرط الاحتفاظ بمبلغ الجائزة في حصالته والأفضل أن تكون شهرية للمبتدئين حتي يزيد حماس الأطفال.

ودعيه ينفق ماله فيما كان يدخره من أجله وإلا فقدت عملية الإدخار قيمتها ومعناها بالنسبة له، ولكن في نفس الوقت راقبي اختياراته وضعي حدوداً لما هو مسموح به وما هو غير مسموح.

ومطلوب عدم انتقاد الطفل أو اتهامه بالإسراف والتبذير، لأن ذلك يفسد سعادته ويهز ثقته بنفسه، لكن علي الأهل أن يشاركوا طفلهم في التخطيط للإنفاق بشرط أن يكون القرار الأخير للطفل حتي يحقق رغباته، مشيرا إلي أهمية تجنب التعليمات الصارمة في استعمال هذه المدخرات.

وأكد د. محمد ضرورة أن يتعلم الطفل وضع أهداف معينة لحصالته، بأن يربط كل مبلغ بهدف معين، فيعمل علي توفير جزء من مصروفه الأسبوعي أو الشهري للحصول علي ما يريد (مع الأخذ في الاعتبار بعض المساعدة من الأبوين) هذا الأمر سيولد لدي الطفل الرغبة بتجميع الأموال من أجل الحصول علي ما يرغب فيه بأسرع وقت ممكن، كما سيتعرف علي قيمة الأشياء التي يطلبها من والديه من حين لآخر، كذلك يجب علي الآباء تشجيع الطفل علي التبرع من مصروفه الخاص لأعمال الخير، حتي يشعر بأهمية مساعدة الآخرين، مما يزيد من إدراكه لأهمية النقود وفائدتها في خدمة الآخرين، كما يجب أن يكون الآباء قدوة حسنة لأطفالهم عن طريق حسن تعاملهم مع أموالهم وتوفيرهم المستمر والمنتظم، فهي الطريقة المثلي لتعليم الإدخار لأبنائهم.

وأشار الي أن مقدار المصروف وموعد إعطائه للأطفال يتوقفان علي المرحلة العمرية للطفل، فيمكن البدء في إعطاء الطفل المصروف في سن الرابعة مع توجيهه حول طريقة الإنفاق، أما الأطفال الأقل من عشر سنوات يكون المصروف لهم أسبوعيا، أما الأكبر سنا فيكون المصروف شهرياً، حيث يمكنهم في هذه المرحلة تعلم كيفية إدارة أمورهم المالية علي مدي شهر كامل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    ابو العز
    2016/07/06 12:44
    0-
    0+

    مسلسل مأمون وشركاه !!
    مسلسل يعطينا اسوأ صورة عن الأدخار ودفن المال في المقابر على اساس ان المال معادل للروح ؟! ... كانت والدتي رحمها الله تدس المال تحت وسادتي لأجده بنفسي ودون حتى ان تسمح لنفسها بمناولته لي ! ؟
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2016/07/06 06:46
    41-
    0+

    صالحة للادخار إن كانوا لن يخرجوا خارج البيت
    أما إن خرجوا خارجه فأى عيدية ستتبخر فى خلال ساعة فى ضوء تزايد المغريات فى ايام الاعياد حاليا
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق