رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رواية
«نفيسة البيضا» عندما كانت المرأة سلعة

نهلة أبوالعز
نفيسة البيضا رواية جديدة للكاتب مصطفى البلكى صادرة عن دار سما للنشر والتوزيع، الرواية تأخذنا لعالم الجوارى فى قالب تاريخى مكتوب بعناية ليجعلنا نرى دون رتوش حقيقة المرأة فى العصور التى تعاملت معها على أنها سلعة، فالجسد هنا هو البطل ولأنه البطل خرجت مارى من جلدها عندما خُطفت وتم بيعها.

ظلت مارى تنظر لعالمها الجديد بشيء من الدهشة فالتعامل هنا مع المرأة على أنها سلعة فى سوق أبرزه الكاتب من خلال إحساس مارى بكل من حولها، الخوف والآلم ونظرتها لجسدها ونظرة الأخرين لها. غيروا اسمها من مارى لنفيسة وذلك لشدة جمالها وأنوثوتها، تغير الاسم هُنا له دلالة قوية على تغير الجارية كما الدمية دون إرادة منها، لتخرج من ذاك العالم الذى تعاملت معه على أنها مارى لتصبح تلك الفتاة الجميلة البيضا والتى لا ناقة لها ولا جمل فى مستقبلها المُبهم. الرواية ترصد بعين باحث غاص فى فترة حكم لها طابع خاص لتضع عين القارىء على أحوال البلاد والعباد وكيف تدار شئون الدولة من خلال كبار رجالها، عادة ما تصيبنا قراءة التاريخ بشىء من الملل والحيرة فنحن أحياناً لا نصدق كل ما تركته لنا كُتب التاريخ ولكن عالم نفيسة تلك الجارية المقهورة والتى تعامل معها العالم كما لو كانت ميراث من حقهم التصرف فيه، يجعل القاريء يخرج من بين السطور ليصدق يد البلانة التى تضفى على الجوارى لمسة جمال ويصدق مهرة زوجة رجل الدولة الذى مل جواريه فجهزت له نفيسة، وأيضاً يصدق أحلام نفيسة عندما تُغمض عينيها وتبحث عن دائرة ضوء، ولعلك بشيء من الضيق تصدق نصائح الأم والجدة لنفيسة، وتصدق أيضاً مراد الذى أحب نفيسة وأحبته. ليس فى الحياة أصعب من تولد من جديد باسم آخر وصفات جديدة مفروضة عليك، فهذا الفرض الثانى عادة يصحبه الإحساس بالقهر لأن الميلاد الأول ليس لنا فيه خيار. رواية أجاد فيها المؤلف فنون السرد والحبكة الدرامية والوصف الدقيق لكل جوانب المشهد بدء من صورة نفيسة على الغلاف وانتهاءٍ برحلتها القاسية.



الكتاب: نفيسة البيضا

المؤلف: مصطفى البلكي

الناشر: سما للنشر والتوزيع

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق