رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الدكتور رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء:الإعلام فى أسوأ حالاته والبرامج التليفزيونية لا تراعى آداب الحوار

حوار : حسـني كمـال
د. رأفت عثمان
أكد الدكتور رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن، وعضو مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار علماء الأزهر، أن الإعلام المصري الآن في أسوأ حالاته، وأنه يجب على الجهات المعنية الإسراع بعلاج هذه الظاهرة التي تسيء إلى مصر.

وقال في حوار مع «الأهرام» إن الأزهر لم يتراجع حضوره أو تواجده في وسائل الإعلام، وإن كان ليس بالصورة الواجبة. وان وسائل الإعلام هي التي يجب عليها أن تتوسع في طرح القضايا على العلماء المتخصصين في أي مجال من مجالات الحياة للفرد والجماعة والدولة، اقتصاديا، وطبيا، وسياسيا، وغير ذلك،

وأضاف إن تخريج الداعية المستنير يستلزم أن يكون مؤسسا علميا من بداية مراحله التعليمية فى الأزهر، حتى التخرج فى إحدى كلياته الشرعية

والعربية.. وإلى نص الحوار:

هناك من ينفر الآن من الدعاة لأمور كثيرة من وجهة نظرهم فما رأيك فى هذا؟

يرجع ذلك إلى عدة أمور منها: عدم تدريب الداعية تدريباً جيداً على التكيف مع الأحداث الجارية وربطها بالدين، وأيضا عدم ثقافة الداعية بالقدر الكافى الذى يجعله ملماً بالقضايا الفكرية والثقافية التى يمكن أن تثار بين الحين والآخر، وتحتاج إلى إبداء الحكم الشرعى فيها، كالقضايا المعاصرة الآن فى الاقتصاد والطب والسياسة وغيرها، وأيضاً الضعف العلمى الشرعي، ونصيحتى للكثير من الدعاة الذين فاتهم الإلمام بالأحكام الشرعية فى إتمام سنوات الدراسة أن يستدركوا هذا بالاطلاع على كتب الشرع.

وما رأيك فى المشهد الإعلامى الحالي؟

الإعلام المصرى الآن فى أسوأ حالاته، ولابد أن يقوم المسئولون عن الإعلام بعلاج هذه الحالة التى أصبحت تسيء إلى مصر، فالصحف مليئة بالهجوم على الأشخاص بالأساليب الرخيصة، والبرامج التليفزيونية أصبح الكثير منها غير مبال بآداب الحوار، ولا اعتبار بالكلمة، فتخرج الشتائم بين المتحاورين وغيرهم، كما حدث فى الفترة الأخيرة، ولا نظر من الذين يصدر منهم الألفاظ الخادشة للحياء أو المهينة للآخر، إلى أن أولادنا وبناتنا يشاهدون هذا الأسلوب الرخيص السيئ، وهم عرضة للتأثر بما يشاهدون ويسمعون، فالحالة أصبحت تحتاج من الدولة إلى التدخل بعمل ما لإيقاف هذا التدهور الأخلاقي، ولو بإصدار قانون يحمى النشء من هذا الوضع البالغ السوء.

ولماذا تراجع دور رجال الأزهر فى وسائل الإعلام؟

لم يتراجع دور الأزهر فى وسائل الإعلام، وإن كان ليس بالصورة الواجبة، ووسائل الإعلام هى التى يجب عليها أن تتوسع فى طرح القضايا على علماء الأزهر المتخصصين فى الناحية التى تظهر فيها القضية، فى أى مجال من مجالات الحياة للفرد والجماعة والدولة، اقتصاديا، وطبيا، وسياسيا، وغير ذلك، فإذا كان هناك قصور فهذا من قبل وسائل الإعلام وليس التقصير من علماء الأزهر الشريف.

وكيف نقدم داعية مستنيرا لوسائل الإعلام؟

الداعية المستنير يجب أن يكون مؤسسا علميا من بداية مراحله التعليمية فى الأزهر، حتى نهاية التخرج فى إحدى كلياته الشرعية والعربية، كما أنه يجب أن يكون مدربا على التعامل مع معطيات العصر للاستفادة بها فى نشاطه الدعوي، وتجعل له دورات تدريبية بين كل فترة وأخرى، كما يجب تنمية الملكية الثقافية عنده، فى شتى المجالات، حتى يكون عنده خلفية للموضوع الذى يراد له أن يتكلم فيه، ويمكن أن يتحقق ذلك بإمداده مجانا بالكتب العلمية المتنوعة، وإقامة ندوات لموضوعات معينة بين كل فترة وأخرى، تطرح فيها الآراء وتناقش المناقشات العلمية البعيدة عن التعصب لرأى معين أو لطائفة خاصة.

هل يمكن فصل الدين عن السياسة؟

الدين له دخل فى تنظيم كل شئون الحياة، سواء فى ذلك شئون الفرد أو الجماعة أو الدولة، أو الدول بعضها مع بعض، فالإسلام شريعة لتنظيم حياة الناس وعلاقاتهم بعضهم ببعض، وعلاقاتهم جميعا بالخالق تبارك وتعالى.

لكن المطلوب فى السياسة أن تكون خالية من ذميم الصفات، فلا تدخلها الخديعة للناس، ولا الغدر بالعهود ولا التزوير، والكذب، والاستهانة بحقوق الفرد والجماعة، وفى النهاية لا فصل بين الدين والسياسة.

ما الفرق بين رمضان هذا العام والأعوام الماضية؟

كان رمضان فى الماضى فرصة لالتقاء العائلات للتزاور، والتواصل وحضور قراءة قارئ القرآن الذى كنا نستدعيه، ولم يكن على الإطلاق رؤية أحد يفطر فى نهار رمضان، وكنا نجد كثيراً من الأطفال ممن ليسوا قريبا من سن البلوغ يصومون رمضان، بل يرفض بعضهم الإفطار، إذا قالوا له لست مكلفاً بالصيام لم نجد هذا الأمر بالصورة التى كان موجوداً بها فى الماضي، بل على العكس الشباب الآن يجلس على المقاهى فى نهار رمضان ويدخن ولا يثير ذلك اعتراضاً من أحد لأنه لم يجد رداً من الشاب مهذباً، بل يتجاوز فى رده إلى شتيمة من ينصحه.

كيف ترى مستقبل مصر فى الفترة القادمة؟

لابد أن يكون هناك أمل فى إصلاح كل ما فسد والتحرك السريع إلى تحقيق آمال الشعب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، ومن البديهى أن يكون الدين فى كل هذه النواحي، فكل ما يخالف الدين فى كل مجال يخالف مناحى الحياة، لا بركة فيه، حتى وإن ظننا أن فيه نمواً أو مصلحة دنيوية طالما أنه بعيد عن الدين والبعد عن الدين هو البعد عن الأخلاق، والبعد عن الأخلاق هو فساد فى تركيبة المجتمع وتكوينه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق