رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه : أحــمد الــبرى
آفاق ثورة 30 يونيو

سيأتى يوم ما فى المدى المنظور يثور فيه سؤال فى وسائل الإعلام فحواه: هل حشود المصريين يوم 30 يونيو عام 2013 كانت مظاهرة أم ثورة أم انقلابا؟..

وكالعادة ستنقسم الآراء بينها جميعا بين مؤيد ومعارض، ومن المؤكد أن حسم الإجابة سوف يحتاج إلى سنوات نتيجة اختلاف الثقافات ومن ثم الرؤى، وهو ما حدث بالضبط مع ثورة يوليو عام 1952، عندما طرح نفس التساؤل على مدى عقد كامل من الزمان على جميع المصريين: هل هى حركة أم انقلاب أم ثورة والتى حسمها فى النهاية أديب مصر الأشهر حامل نوبل نجيب محفوظ بأن ما حدث بدأ بحركة تحولت إلى انقلاب عقب اقتحام قيادة الجيش، ثم تحولت بدورها إلى ثورة عقب تأييد الشعب لها، وتأسيسا على ذلك يمكن الزعم بأن المصريين عندما خرجوا بالملايين يوم 30 يونيو قد عبروا عن سحبهم الثقة من الرئيس محمد مرسى، الذي اقتنعوا ببرنامجه الانتخابى عندما قدمه لهم فى أثناء المعركة الانتخابية، قد أصيبوا بعدها بخيبة أمل مريرة خلال العام الذى قضاه فى الحكم، والذى اتضح بجلاء فى نهايته أن أعضاء الجماعة التى ينتمى إليها ومعظمهم حاصلون على الدكتوراه يفهمون فى كل شىء عدا إدارة شئون دولة فى حجم مصر«.. وإذا ارتضينا فى هذا السياق الرجوع إلى وقائع التاريخ، فسوف نرصد مجموعة من المؤشرات الموضوعية التى تؤكد صحة الاستنتاج الذى توصلوا إليه، والذى يمكن بلورته فى الآتى:

{ رفض مرسي يوم 23 يونيو 2013 الاستجابة لمطالب الشعب بالاستفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

{ تهديد خيرت الشاطر نائب المرشد في أثناء لقائه بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع يوم 24 يونيو باستخدام الآلاف من المسلحين الإسلاميين العنف وأنه لن يستطيع أحد السيطرة عليهم.

{ صرح جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة بأن أعلى القيادات فى الاتحاد نصحت الرئيس محمد مرسى أربع مرات قبل عزله بإجراء حوار سياسى شامل بعد إصداره »الإعلان الدستورى« فى نوفمبر 2011، ولكنه لم يستمع لهم، وأنه عطل صرف مساعدات بقيمة أربعة مليارات يورو، لأنه لم يضع خطة واضحة لتنفيذها، وأن الميزان التجارى بين مصر والاتحاد الأوروبى انخفض لأدنى مستوى له فى آخر 6 أشهر من حكم مرسى.

{ فشل «مرسى» فى استقطاب القوى المدنية خلال عام حكمه، ومن ثم اعتمد كليا على مكتب الإرشاد الذى كان يتعامل أصلا مع الشعب بنظرة فوضوية، وبالتالى فقد التأييد الشعبى الذى كان السبب فى نجاح ثورتى 23 يوليو، 30 يونيو، بالرغم من الحاح الفريق أول السيسى على الإخوان بالاستماع لصوت الشعب وتلبية مطالبه وإنهاء المشكلات مع القضاء والشرطة والجيش.

{ يتركز المجهود الرئيسى لمخطط قوى الشر حاليا على الرئيس أولا حتى ينفد صبره، ثم الشعب ثانيا مستغلين أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تبنى استراتيجية قومية بالتوسع فى تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة ذات العائد التراكمى فى توقيت متزامن، والتى لن تظهر نتائجها فى المستقبل القريب، ومن ثم فلا بأس من استغلال حالة القلق والترقب لدى المواطنين لبث الشائعات والأكاذيب لخفض روحهم المعنوية، وهو أمر يقتضى تركيز وسائل الإعلام على إظهار الحقائق، والتأكيد على أن بلدهم يسير استراتيجيا على الطريق الصحيح، وكما أن حرب الاستنزاف كانت المقدمة لنصر أكتوبر عام 1973، فإن ثورة 30 يونيو عام 2013 واستجابة جيشها الباسل لمطالبها المشروعة كانت المقدمة المنطقية التى أدت إلى ما حدث يومى 3، 26 يوليو عام 2013، ومن يتحلى بالصبر يستطيع أن يحقق كل شىء.

اللواء د. إبراهيم شكيب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق