رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بدأت من 14 قرنا ووصلت الآن إلى150 ألف مائدة الإفطار .. فى جوار الرسول

سفرات الحرم النبوى الأكبر عالميا والأسرع إعدادا وتنظيما
فى العشر الأواخر من رمضان، اعتكف زوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم‏,‏ فى طيبة الطيبة‏,‏ مأوى ومثوى رسول الله صلوات الله عليه وسلامه‏,‏ دار منتقله ونصرته‏, ومقام حرمه وأمنه‏,‏ لا يروع أهلها‏,‏ ولا يعضد شجرها‏,‏ ولا ينفر صيدها‏,‏ ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف‏.

هنا فى المدنية المنورة تزاحم المصلون على روضة من رياض الجنة بين منبره وبيته صلوات الله وسلامه, والتى حرمها نبينا الكريم كما حرم نبينا إبراهيم عليه السلام مكة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها, وإنى حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة). ودعا لها النبى الكريم بالبركة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لنا فى مدينتنا وفى ثمارنا وفى مدنا, وفى صاعنا بركة مع بركة)، كما دعا لها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، بالحفظ من الأمراض والحمى والدجال(على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال). حل بها الخير والبركة, وحصل لها الشرف الأسمى والحظ الأوفي, وكل فضيلة حصلت للمدينة إنما حصلت لها بسبب هجرته صلى الله عليه وسلم إليها, فكانت الهجرة أم فضائلها وأعلى مفاخرها.

حقا إنـه لشرف عظيم ان تكون فى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، متلمسا ليلة القدر التى هى من خير من الف شهر, هنا تتنزل الملائكة والرحمات، فى طيبة التى طابت برسول الله صلى الله عليه وسلم. وأصبحت أفضل بقاع الأرض بعد مكة. وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يشفع لمن سكنها, وصبر على شدتها, ومات فيها, فقال: (لا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة). رواه مسلم.

فى المدينة المباركة التى لا تنام وتكتظ بالزائرين والمعتمرين مع دخول العشر الأواخر، حيث إن الزحام هو المنظر السائد الذى يفرض نفسه هذه الأيام بدءا من الشارع والسكن فى الدور والفنادق مرورا بالحرم النبوى وأماكن الزيارة الأثرية وكذلك الأسواق وخاصة فى فترة المساء من بعد الإفطار إلى طلوع شمس اليوم الثاني، حيث تظل المحلات التجارية فى الأسواق والمولات الكبيرة تستقبل المتسوقين الى نحو العاشرة صباحا.

وعلى مائدة تعد الأكبر على وجه الأرض، من حيث الطول وعدد المستفيدين، يفطر يوميا خلال شهر رمضان فى مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام عدد كبير من الصائمين القادمين من داخل وخارج الأراضى السعودية، والذين تصل أعدادهم إلى ملايين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

ويشرف أهالى المدينة المنورة على تجهيز مائدة رمضان فى ساحات الحرم التى تعتبر أكبر مائدة إفطار فى العالم. حيث يشارك فى هذا الأمر الخيرى معظم أهالى المدينة المنورة والمتطوعون وفاعلو الخير والمؤسسات الخاصة.

وبعض موائد الحرم تعتبر إرثا خاصا لبعض العائلات، حيث تتوارثها العائلة جيلا بعد جيل، وهناك مواقع فى الحرم المدنى تعد حكرا على بعض العائلات منذ عشرات السنين، وما زالت تحافظ على إقامة موائدها بانتظام فى ذات الموقع.ومن قبل الأذان حتى إقامة الصلاة، ويكون الإفطار بشكل سريع ومنظم دون ارتباك.

وتتكون مائدة إفطار الصائم داخل الحرم النبوى من التمر والماء والخبز والقهوة والشاى واللبن والقشدة والزبادى ونوع من البهارات يطلق عليه اسم «الدقة»، إضافة إلى المكسرات والأجبان، وتسمح رئاسة شئون المسجد النبوى بالوجبات فى الساحات الخارجية للمسجد.

وخلف المسجد النبوى من الجهات الأربع تقف أعداد كبيرة من البرادات المحملة بالمواد الغذائية والعصير والألبان يوميا مصطفة فى الشوارع المحيطة بالمسجد النبوى لتموين أصحاب الموائد، وأصحاب الشركات يبيعون بعض المنتجات بأسعار منخفضة عن السوق.

وموائد الحرم النبوى تضرب بجذورها فى التاريخ، حيث ما زالت تقام بشكل متكرر منذ بداية التاريخ الإسلامى وبناء المسجد النبوى قبل 14 قرنا، فيما تعتبر العائلات القاطنة فى المدينة المنورة موائد إفطار الصائمين إرثا تاريخيا تتناقله أجيالها. ويعد وجود مائدة خاصة بعائلة أو قبيلة بعينها داخل المسجد النبوى أحد الثوابت الاجتماعية فى المدينة المنورة.

والسفر والمبرات التى توزع داخل المسجد النبوى والتى يقدر عددها بنحو 150 ألف سفرة إفطار، تقدم فيها نحو 60 ألف وجبة جاهزة، تعم الساحات الخارجية، ويجرى فيها الالتزام بالتعليمات والضوابط ومنها تحديد أنواع المأكولات المسموح بها داخل الحرم، وهى التمر واللبن الزبادى وأقراص الشريك والقهوة.أما الساحات الخارجية فيسمح فيها بتوزيع الوجبات الباردة والعصير المعلب والأرز واللحم أو الدجاج.

وكثيرا من الناس يجد الطعم واللذة عندما يفطر فى المسجد النبوى وبجوار قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، وتشاهد تلاحم الأمة الإسلامية، ولا تستطيع أن تفرق بين غنى وفقير، الكل سواسية، وتجد الفقير يفطر بجوار الغنى ولا تفرقهم جنسياتهم ولا حتى لغاتهم.

ويعد اليوم الأول من شهر رمضان هو الحد الفاصل بين القدرة على الحصول على مساحة داخل المسجد النبوى لإنشاء مائدة إفطار الصائمين من عدمه، حيث يشدد أصحاب الإرث التاريخى على أحقيتهم بالمناطق التى اعتادوا على الوجود فيها كل عام، معللين ذلك بأنهم يقومون بهذا العمل منذ عشرات السنين.

وخارج الحرم تجد سفرة لكل دولة من مختلف الجنسيات فتجد السفر السودانية ويوجد بها جميع الموائد السودانية ويعزمون الزوار السودانيين وغير السودانيين إلى موائدهم والمصرية والباكستانية أيضا والهندية، ومختلف الدول، مشيرا إلى أن كل سفرة لديها طابع البلد الذى تنتمى إليه.

وضاعفت إدارة دوريات الأمن بمنطقة المدينة المنورة من جاهزيتها خلال العشر الأواخر من شهر رمضان ، والذى يتزايد فيه إعداد القادمين إلى المدينة لقضاء ما أمكن للتعبد والزيارة وهو ما يتطلب معه مضاعفة الإمكانات خدمة للمعتمرين وزوار المسجد النبوى الشريف.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2016/07/02 10:40
    0-
    1+

    نيالك يا عم ...
    رب اوعدنا وكل مشتاق لتلك الرحاب الطاهرة . وكل عام وانتم بخير .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق