رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ماذا بعد طلاق أوروبا من إنجلترا؟

على عبد الباقي
جلس بوتين على الناحية الشرقية لأوروبا يرقب ويترقب ما سيفضي إليه هذا الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون فى شئ من الغرور والثقة المفرطة بشأن بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى أو الخروج منه نهائياً. قال بوتين - وكان لا بد أن يقول غير ما في القلب- «أنه يفضل لو أفضت نتيجة الاستفتاء إلى بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبى»، وعلّلَ هذا بأن بقاء بريطانيا سيبقي أوروبا قوية وهو ما سيُسهل التعامل معها.

لكن على أحد سواحل بريطانيا، كان يجلس صياد سمك بريطاني وهو يدلي برأي مخالف لما قاله بوتين. قال الصياد: سوف أذهب للتصويت لصالح خروج بريطانيا من ذلك الاتحاد الأوروبي الذي لم يجلب لنا إلا صائدي السمك من أوروبا كي يزاحموننا هنا فى صيد أسماكنا. وبينما كان الناس يتوافدون تجاه صناديق الاستفتاء، جلستْ إحدى الفتيات الفرنسيات في إحدى حدائق بريطانيا في حالة من الترقب. قالت وهى تقبض على يد زوجها الإنجليزي: لقد جئتُ إلى هنا للدراسة، فقابلت زوجي هذا فتزوجنا والآن لا أعرف مصيري فيما لو صّوت الناس لصالح الخروج.

على طرف الحديقة، قالت فتاة أخرى مهاجرة: إنني أشعر بالتوتر لكوني لم أكمل بعد السنوات الخمس اللازمة للحصول على الإقامة الدائمة فى بريطانيا، وتمنتْ بالطبع أن يكون التصويت في صالح بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي.

وتمنى رجال الأعمال، والشركات عابرة الجنسية التي تتخذ من لندن مقارا لها، ومن الغرابة أن يتمنى معهم عموم الشباب، البقاء ضمن الاتحاد الأوروبى إذ كيف لم يكن لهم نفس شعور صائد السمك ذاك، لمزاحمة القادمين من شرق أوروبا لهم في أعمالهم!

لكن كبار السن، كانوا على النقيض من ذلك، وكان المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب مع رأي هؤلاء لمعاداته المعروفة للمهاجرين واللاجئين بصفة عامة.

مَنْ كان على بينة بالشخصية الإنجليزية، وبمدى تمكن النعرة القومية منها، كان على ثقة بأن نتيجة الاستفتاء ستؤدي حتما إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ثم أن الشخصية التي تمرّست على النزعة الاستعمارية طيلة تاريخها لا تعرف إلا أن تأخذ وحسب، تستنكف مبدأ العطاء بقدر ما تأخذ، وبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي يكلفها الكثير من التبعات على حساب ما ينبغي أن تقدمه لشعبها من خدمات في كثير من مجالات التعليم والصحة والسكن والأجور...

ونظر الناس فى بريطانيا إلى مكتسبات المهاجرين إليها. قالوا في عجب: إن أولئك يأخذون من الضمان الاجتماعي البريطاني ما يفوق ما كانت توفره لهم وظائفهم في بلدانهم الأصلية!

لكن هناك جانب آخر في الشخصية الإنجليزية جعلها تصوت لصالح الخروج، ذلك الجانب الذي عبرت عنه إحدى السيدات حيث قالت: نريد الخروج من اتحاد أوروبا لأننا نريد الاستقلال بأرائنا، ولا نريد أي إملاءات من أحد، خاصة إذا كان هذا الأحد هو ألمانيا.

وكان هناك من قال من البريطانيين وهو يصوت لصالح الخروج: إننا لا ننفق على المهاجرين وحسب، بل وعلى دول أوروبا الفقيرة. قالوا هذا وهم يرمون اليونان بطرف أعينهم. نسوا ما امتصوه من رحيق حضارة الإغريق وثقافتها طوال تاريخهم!

على الناحية الأخرى من الأطلنطي يجلس ولا شك الرئيس الأمريكي أوباما وهو يقرض أظافره، لعلمه بما هى عليه من سمة قواشيط الدومنو. راح يستعيد ما قاله بوتين فى غيظ!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق