النصوص التي أملاها طه حسين على من كتبها على الآلة الكاتبة، أو بخط اليد قبل نشرها مطبوعة أو إلقائها كمحاضرة أو خطبة أو توجيهها على شكل رسالة إلى شخص أو تقرير لجهة ما في صورة نهائية، وقد ظلت هذه المخطوطات مطوية بين أوراق عميد الأدب العربي المهملة،
حتى كشف عنها النقاب عبدالرشيد محمودى في كتابه الذي طبع باللغتين العربية والفرنسية «طه حسين الأوراق المجهولة.. مخطوطات طه حسين الفرنسية».
ولحسن حظ هذه المخطوطات أنها نجت سليمة أو تكاد مما أصاب أوراقا أخرى فقدت فيما يبدو إلى الأبد، ويعنى ظهورها في الوقت الحاضر، كما يقول عبدالرشيد هو فتح ملف خيل إلي أنه أغلق وأردت له أن يطوى، وذلك أننى ظننت أن كتاب «من الشاطىء الآخر» يضم معظم الكتابات الفرنسية لطه حسين، وأنه لم يبق منها إلا قليل قد تكشف عنه الأيام .
ومن الواضح الآن أنني كنت واهما، وأن طه حسين لا يريد لملفه أن يطوى لا في حياتى ولا في حياة الغير، فها هى مخطوطاته الفرنسية تخرج من زوايا النسيان وتطالبنى بأن أعنى بها، وها هو المارد يخرج من القمقم.
ويرى عبدالرشيد محمودى أن جمع هذه الأصول ونشرها في طبعة علمية نقدية يحفظها من التشتت والضياع، ويجعلها متاحة للإطلاع على نطاق العالم، ولاسيما أن طه حسين وجهها جميعها لغير الناطقين بالعربية، أو لغير المسلمين، ومن هنا ينبغى أن نتيحها إلى من قصدهم في المقام الأول، ولهذه المخطوطات أهمية بالغة من حيث محتواها، حتى ولو كانت ثانوية، لأنها تكشف عن جوانب نجهلها بدرجة أو بأخرى من فكر طه حسين، وتثير الدهشة والتعجب والإعجاب في بعض الحالات.
وسيجد القارىء في هذا الكتاب مقدمة عامة، تليها سلسلة من المقدمات الخاصة بالمقالات كل على حدة، وصور لمخطوطات طه حسين الفرنسية وترجمتها، ومنها خطاب موجه إلى وزير تركى، وملخص لخطابه بمناسبة افتتاح معهد فاروق الأول ومقالة طه حسين عن المعتزلة وليبنتز، مقالة طه حسين عن قوة القرآن من الناحية الصوفية مشروحة لغير المسلمين.
الكتاب : طه حسين الأوراق المجهولة مخطوطات طه حسين الفرنسية
تحقيق وترجمة : عبدالرشيد محمودي
الناشر : المركز القومي للترجمة
رابط دائم: