عندما تغيب المشاعر والالفة بين الزوجين تقسو الحياة فتنسحب العاطفة وتهون العشرة وتتبدل لغة الحوار ليحمل كل منهما السلاح، فيزهق أحدهما روح الآخر أو يكاد حينها فلنقل علي الدنيا السلام أو لنحذر ونعود أدراجنا قبل فوات الأوان.
واقعتان شهدتهما محافظة الشرقية خلال ايام في حوار الزوجية الذي كان السكين فيه اللغة الرسمية للحوار، البطولة فيهما كانت للزوجتين، فالأولي بعد سنوات من العشرة، والثانية لشابة مازالت بعد صغيرة تقضي أيامها الزوجية الاولي في شهر العسل تخليتا عن صبرهما وانوثتهما وسط ضغوط الحياة لينتهي بهما المطاف سويا لنهاية مأساوية، حيث لازالت الأولي تصارع الموت باصابتها القاتلة، والثانية بانتظار مصير مجهول جزاء ماارتكبت يداها، بعدما تحول حوارهما للشجار وبدلا من الكلمه الطيبة والمودة والرحمة وإعمال العقل أمسكتا بالسكين ليجهزا به علي شريكي حياتهما.
الواقعه الاولي شهدتها قرية أم رماد مركز الزقازيق فبعد زواج دام سنوات أنهت الزوجة حياة زوجها بعدما تبادلت معه الطعنات حتي لفظ أنفاسه، فيما لاتزال تصارع الموت بالمستشفي بسبب خلافات الزوجية، وبداية الواقعة عندما تلقي مدير امن الشرقية اخطارا بوصول مساعد سرى" 45 سنة" وزوجته ربة منزل" 40 سنة للمستشفي مصابين بطعنات متعددة في الصدر والبطن ولفظ الزوج أنفاسه متأثرا بإصابته، بينما ترقد الزوجة في حالة خطيرة، وتوصلت التحريات التي اشرف عليها الرائد أشرف ضيف رئيس مباحث مركز الزقازيق باشراف المقدم جاسر زايد مفتش المباحث عن وجود خلافات بين الزوجين منذ فترة تعددت فيها المشاجرات بينهما وتبادلا الاتهامات والاهانة، إلى أن وصل الخلاف إلي مرحلة النهاية، ففي يوم الحادث نشبت مشادة حامية كال لها فيها الزوج الاهانات، الأمر الذي لم تعد تتحمله الزوجه بعد تفاقم الخلافات، فأسرعت للسكين لتطعنه في سائر أنحاء جسده وتستكمل بطعن نفسها محاولة التخلص من نفسها بعد ان فقدت الشريك، وتباشر النيابة التحقيق برئاسة أحمد ياسين رئيس نيابة الزقازيق لكشف ملابسات الحادث، وأمرت بوضع الزوجه تحت الحراسة بالمستشفي لحين تماثلها للشفاء واستجوابها.
جريمة في شهر العسل
أما الواقعة الثانية فكانت بمركز ابو حماد، حيث اقدمت زوجه لم تتخط العشرين من عمرها علي قتل زوجها بطعنه بالسكين بعد يأسها من تركه للمخدرات التي حولت حياتها لجحيم، بعد أن أثرت المخدرات على عقله ووعيه وجعلته يتمادى في سبها واهانتها، ولم يلتفت إلى أن شهر العسل لم ينته بعد، القصة بدأت بتلقى اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية إخطارا من العميد عصام هلال مأمور مركز شرطة أبوحماد بوصول شاب ٢٥سنة للمستشفي الجامعي مصابا بعدة طعنات، وتوصلت التحريات التى قام بها النقيب عمرو داود رئيس مباحث أبوحماد أن زوجة المجني عليه ٢٠ سنة وراء الجريمة، وتبين أنها غادرت المنزل بعد طعن الزوج، وبعد فترة وجيزة عادت لتسلم نفسها، وأقرت بوجود خلافات بينهما منذ اليوم الأول للزواج حينما اكتشفت أنه مدمن للمخدرات، وقالت أنها حاولت إقناعه بعدم تعاطي المخدات، إلا أنه ـ لم يستجب لرغبتها، وآثر مزاجه على رغبة شريكة حياته، إلى أن ضاق بها الحال، وذات مرة نشبت مشادة كلامية بينهما كان السلاح الأبيض حاضرا فيها، وتطورت لمشاجرة قام خلالها الزوج بالاعتداء عليها وضربها، لكنها هذه المرة لم تستطع كبح جماح غضبها فسارعت نحو السكين وطعنته به لابعاده عنها بعدما دأب علي ايذائها ولم تفلح محاولتها في الدفاع عن نفسها وتم إحالتها لنيابة أبو حماد التي تولت التحقيق برئاسة محمد أبو دنيا رئيس نيابة أبو حماد وإشراف المستشار احمد الفقي المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية
ورغم ان العنف الأسري ليس بجديد لكن انتشاره في الفترة الاخيرة كما يؤكد الدكتور حامد الهادي استاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق بات ملحوظا بشكل كبير ما يستوجب التوقف والدراسة والعمل علي بث القيم الايجابية ونشر ثقافة الاحترام والحب والتركيز علي البناء السوي للشخصية واعلاء الرموز الأخلاقية كنماذج يحتذي بها في المجتمع والاستعانه بالاعلام الذي لابد ان يكون له دور رئيسي في تقويم تلك السلوكيات المتطرفة والتصدي لها بعد ان اصبح احد اسباب انتشارها من خلال أعماله الدرامية وقبل ان يتحول لظاهرة تفتك بتماسك المجتمع مع العمل علي التوعية بالحلول الصحيحة لمختلف المشكلات كالمصارحة وطلب الطلاق مثلا في حال استحالة العشرة واللجوء للمحكمه بدلا من انتهاج العنف.
رابط دائم: