عشرات من أهالينا يهيمون على وجوههم فى شوارع المحروسة بلا مأوى و لا طعام و لا شراب و لا حتى ملابس ساترة تقيهم البرد و الحر اللهم إلا ما جاد به عليهم أهل الخير من هنا و هناك . لكن الأكيد أن أحدا لم يفكر أبدا فى حل حقيقى لأزمتهم ، حتى المستشفيات لا تقبل بوجودهم داخلها لأن مهمتهم ليست إيواء المشردين إما لظروف نفسية و عقلية أو مجتمعية مريرة.وبات هناك رضا ضمنى من المجتمع بأن يبقى الوضع على ما هو عليه ، حتى أنهم شكلوا فى أهم الأعمال الأدبية و الدرامية والسينمائية ملمحا يوثق حياتهم ، إما فى شكل الدرويش أو المجذوب أو الطيب الذى لا حيلة له أو حتى طفل الشارع الذى لا مفر من أن يصبح مجرما فى يوم ما.
..............................................
لكن فريقا من الشباب المصرى الخالص الواعد نظر للمسألة بشكل مختلف تماما و فى منتهى الايجابية والروعة ... لماذا لا تمنح الفرصة لهؤلاء للعيش بصورة كريمة قدر المستطاع فى مجتمع خيّر بطبعه . هم أعضاء فريق بسمة لإيواء المشردين فى الشرقية .
و يقول محمود درج مؤسس الفريق وصاحب الفكرة إن المبادرة لاقت تعاونا و تفهم من جميع من سمعوا بها ابتداء من المتطوعين و حتى المتبرعين . فبدأ أعضاء الفريق يتوجهون إلى الأشخاص الذين ألفنا رؤيتهم يفترشون الأرصفة فى الشوارع بلا مأوى . و بالفعل تحقق الهدف مع أكثر من حالة و كان ذلك دافعا للمزيد من الاقبال و الحماس لمصلحة المبادرة و استمرارها. و يضيف مؤسس الفريق أن المبادرة بدأت أولى خطواتها فى اتخاذ صورة رسمية و مؤسسية حيث خصصت مقرا لها جارى العمل على اشهاره كجمعية خيرية من قبل وزارة التضامن الاجتماعي.
و يضيف أن الاستجابة من جانب الحكومة لمبادرة فريق بسمة لايواء المشردين جاءت بعد شهر واحد فقط من بدء هذا النشاط الخيرى التطوعى . حيث عبرت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى لهم عن تشجيعها لهذا الشكل من العمل العام و أكدت لهم أنه لاقى الكثير من التشجيع من أعلى الجهات السيادية فى الدولة.
و أوضح أن الفكرة تشمل أيضا فئة الأطفال المشردين فى الشوارع ، حيث اتخذ الفريق على عاتقه مهمة تجميعهم و ايوائهم و توفير فكرة الأسرة البديلة لهم لحمايتهم من كل الشرور التى قد يتعرضون لها فى الشارع . و أكد أن هناك خطة محددة الملامح لتعليم هؤلاء مهنًا وحرفًا و مساعدتهم على بدء صفحة جديدة و سوية من الحياة تجعلهم عناصر قوية و فعالة و متميزة فى المجتمع.
و أشار إلى أن الفريق سيستعين بمتخصصين فى الرعاية النفسية و الاجتماعية و مدربين فى مختلف المجالات والحرف ليتولوا تعليم هؤلاء الأطفال واعادة تنشئتهم بطريقة سليمة. أما كبار السن فستوفر لهم الجمعية المقرر انشاؤها مأوى آمنًا من الشارع ليعيشوا ما بقى لهم من العمر فى ظل بيت آمن وسط أسرة حقيقية.
و الفريق حاليا ليس فى حاجة إلا لبعض الامدادات المهمة التى قد تكون موجودة فى كل بيت بلا استخدام مثل الملابس القديمة و بعض الأغطية و البطاطين و ما إلى ذلك ... فمن يجد لديه أى من هذه الامكانيات يمكنه التواصل معهم عبر صفحتهم على فيسبوك .
رابط دائم: