أكتب إليك بعد أيام طويلة من القلق، وليال من السهر، وأنا على يقين من أن الله الذى هدانى لعرض مشكلتى عليك، يعلم بأن حلها سيكون على يديك بإذنه وعونه تعالي، فقد جاوزت وزوجى سن السبعين بسنوات،
ومازلنا نعمل أستاذين زائرين فى أحد مراكز البحوث، والحكاية أن ابننا الطبيب البالغ من العمر خمسة وأربعين عاما كان متزوجا ورزقه الله بطفلة جميلة بعد عام من الزواج، ثم مضت أربع سنوات دون حدوث حمل ثان، ومع الإلحاح الدائم لزوجته لرغبتها فى إنجاب الولد، ترددا على كثيرين من الأطباء والمستشفيات والمعامل المتخصصة دون جدوي، وفى النهاية صارحهما الأطباء بأنه أصيب بالعقم نهائيا نتيجة حمى شديدة أصابته بعد أسابيع من إنجاب الطفلة، وبعدها فاجأتنا زوجته بطلب الطلاق، فنصحتها بأنه لا فرق بين الولد والبنت، وأن عليها أن تحمد الله الذى لم يحرمها من الإنجاب منذ البداية، وحدثتها عن أن ابنتهما لن تنال الرعاية الكاملة إلا بين والديها، ثم من أين تأكد لها أنها ستتزوج وتنجب الأولاد؟.. ولم تفلح محاولاتى فى إثنائها عن موقفها، ونفذ لها ابنى طلبها برغم اعتراض والديها، ولم تعر موقفهما أدنى اهتمام. وبعد الطلاق لاحظت ميله الى الصمت والوحدة بعكس طبيعته، ونصحته باستشارة زميل له أشار عليه ببعض الأدوية المضادة للاكتئاب التى أسهمت فى تحسين حالته وأعادت إليه البسمة أحيانا، وبعد مرور ثلاث سنوات صارحنى برغبته فى الارتباط بمن ترافقه رحلة الحياة فى هدوء، ولعلمى أن الأمومة هى الحلم الأول لكل فتاة عند الزواج، فإنه لا بد من مصارحة من سيرتبط بها بعدم قدرته على الإنجاب، وأننى على يقين من أن الله له حكمة فيما حدث له حيث يقول تعالى «ولا يظلم ربك أحدا»، فهل أجد من تناسب ظروفها ابني، ويكونان عونا لبعضهما فى الحياة؟.
> بكل تأكيد هناك الكثيرات اللاتى ينظرن الى الدنيا بمنظورها الصحيح، وليس من منظور مطلقة ابنك ضيقة الأفق، وأرجو ألا ييأس من رحمة الله وسيأتيه الفرج قريبا بإذنه تعالى.
رابط دائم: