رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المياه الجوفية تهدد أرواح المئات فى الزيتون

تحقيق ــ بسمة خليل
أصبحت مشكلة المياه الجوفية خطرا يهدد سكان العقارات بشارع الشيخ عليش التابع لحى الزيتون بالقاهرة البالغ أعدادهم المئات بعائلاتهم واطفالهم ولم تقتصر على ذلك بل امتدت فى باطن الارض لتصل حاليا الى نفق مترو مصر الجديدة القديم خلف جامع جمال عبدالناصر حتى مستشفى القبة بارتفاع منسوب مياه وصل الى اكثر من متر ونصف المتر وغطى القضبان.

سكان المنطقة استغاثوا مرارا وتكرارا برؤساء حى الزيتون السابقين وما كان يحدث تشكيل وايفاد لجان ثم لجان الى مناطق ابيار المياه اسفل العقارات والاطلاع على تسرب المياه الجوفية وتصويرها ولكن عدم وجود اى حلول ناجعة لها بحجة قلة الموارد المالية بالاحياء التى يتم تغذيها من محافظة القاهرة من خلال وزارة التنمية المحلية.. انتظارا لقيام السكان والملاك بالحل على نفقتهم الخاصة رغم محدودية دخولهم وقلة الايجارات الشهرية المدفوعة ورمى الكرة فى ملعبهم دون ابلاغهم بخطورة الوضع الحالى ووضع خطة علاج تحت اشراف محافظة القاهرة لانهاء هذه الكارثة المحتملة والتى تزايدت فى الفترة الاخيرة ووصلت الى تغطية قضبان المترو.

تحقيقات الاهرام انتقلت الى مكان العمائر وشاهدت ابيار المياه الجوفية حيث آكد احد سكان شارع الشيخ عليش اننا استغثنا لتوصيل اصواتنا الى المسئولين بالحى ومحافظة القاهرة لانقاذنا من خطر انهيار المنازل على رءوسنا فى اية لحظة فى الوقت الذى يكتفون فيه بايفاد لجنة لمعاينة ابيار المياه الجوفية ومكان تسرب المياه أسفل العقارات لمدة 5 دقائق ومن ثم الذهاب دون عودة لترميم أو تجفيف هذه المياه وفق المعايير الهندسية.

ويقول فوزى احمد الشاذلى احد المسئولين عن ادارة المسجد بشارع الشيخ عليش ان اهالى المنطقة يعانون من مشكلة المياه الجوفية ولم نترك باب احد من المسئولين الا وطرقناه لحل تلك المشكلة أو البحث عن وسيلة لانقاذ العقارات من الانهيار بفعل تدفق المياه ولما لم نجد من يقف بجانبنا من المسئولين فى محافظة القاهرة من خلال حى الزيتون بدأنا فى التحرك وفق قدراتنا وامكانياتنا المحدودة.

واضاف نحن لا نملك من الحلول سوى ردم أرضية هذه البدرومات لأن الشفط لم يعد حلا للأزمة فالمياه تعود مرة أخرى لكن الخوف على اساسات العقارات واعمدتها التى بدأت تتآكل وتتشقق!!

وأوضح ان السكان الذين يسكنون بقيمة ايجارية منخفضة وأيضا الملاك الذين يتقاضون عشرات الجنيهات لايستطيعون أن يقوموا بتحمل تكلفة عمل أرضية عازلة أسفل عمائرهم فلابد من تدخل الحى لتجميع سكان كل عقار مع المالك من خلال الزامهم بتشكيل اتحاد شاغلين للعقار لتحمل جزء من هذه النفقات وتقوم محافظة القاهرة بعمل الجزء الأخر منعا لوقوع كارثة تهدد السكان ولدى رؤساء حى الزيتون كل تقارير اللجان التى اتت واطلعت على حجم الكارثة ومن المؤكد أنها توصلت إلى حلول جذرية ولكن لم يتم التنفيذ بحجة عدم وجود موارد مالية فى الحى معتمدة وبالتالى فليذهب السكان إلى الجحيم بعائلاتهم وأبنائهم!

ويضيف المهندس فيكتور عبدالملك احد سكان الشارع: لانعلم إذا كانت المياه التى تغمر المنازل مياه جوفية أو مياه صرف صحى تتدفق فى باطن الأرض أسفل العقار خاصة وأن الظاهرة انتشرت فى أكثر من عقار ولانملك الا أن نقوم بشفط المياه من خلال مواتير قمنا بشرائها تعمل على مدى 24 ساعة يوميا لشفط المياه من اسفل العقار من خلال وجود حفرة كبيرة قطرها أكثر من مترين وعمقها عشرة امتار يتم غمر الموتور داخلها لشفط المياه وإذا توقف الموتور لمدة ساعة واحدة تخرج المياه من الحفرة وايضا من باطن ارضية بدروم العمارة! لتؤثر بطبيعة الحال على الاعمدة الخرسانيه وتآكلها وهذه المواتير لاتخلو عمارة من وجودها اسفلها لسحب المياه بشكل مستمر..

ويقول الدكتور نبيل حليم منصور ان شفاطات مترو الانفاق بمحطة حمامات القبة عندما كانت تعمل كانت تحمينا كثيرا ولكن بعد توقفها زادت المياه اسفل العقارات واصبحنا مهددين بسقوط العقارات مابين لحظة واخرى . ويقول مواطن اخر من سكان الحى المشكلة ان هناك قطعة ارض تم اعطاء ترخيص من حى الزيتون لبناء عمارة سكنية 9 ادوار فوقها دون متابعة رغم ان الارض اسفلها مياه جوفية يتم شفطها بخراطيم حتى يتم حفر الاساس والبناء الطوابق الجديدة وكأن المشكلة قد تم حلها...

ويوضح عمرو العنانى ان العقارات التى يوجد بها بدروم ظهرت فيها مشاكل كبرى خاصة وان قواعدها منخفضة عن العمائر الاخرى وهذه المياه التى لا نعلم مصدرها تسببت فى تاكل حديد التسليح والاساسات ولابد من تكاتف الحى مع محافظة القاهرة وتشكيل لجان متخصصة لتفسير تلك الظاهرة ووضع حلول عاجلة لحماية ارواح السكان دون ان يتحمل الملاك تكلفة لا تتناسب اطلاقا مع ما يتقاضونه شهريا من مبالغ لا تتعدى ثلاثمائة جنيه شهريا او اقل نظرا لأن الايجارات منخفضة والمستأجرين فى معظمهم لا احد يلزمهم بان يتعاونوا لايجاد حل لصيانة عمارتهم ولابد من اهتمام الحى بمتابعة مثل هذه المشكلات ــ المياه الجوفية ــ التى تخرج عن نطاق الاهالى فهى فى باطن الارض وتتسبب فى انهيار العمارات وتجفيف منابعها لابد ان يتم من خلال محافظ القاهرة بالتعاون مع نائب المحافظ ورئيس حى الزيتون.

ويقول عماد شكرى احد المستأجرين: ان عددا من المهندسين توافدوا عدة مرات الى مكان هذه المياه واطلعوا عليها وصوروها لاعداد تقاريرهم عن خطورة الوضع الحالى الا ان التقارير تحفظ فى ادراج المسئولين ولا يتم متابعة الحل بحجة عدم وجود اموال او انتظارا لوقوع الكارثة التى لا يتحملها بالطبع ملاك وسكان العقارات وحدهم.

يضيف محمد عبدالعزيز صاحب مغسلة ان هذه المياه لا نعرف مصدرها ونطالب الخبراء والمهندسين فى حى الزيتون ومحافظ القاهرة بالبحث عن مصدرها وعلاجها بشكل جذرى حتى لو بالتعاون مع سكان كل عمارة منعا لوقوع كارثة شبه مؤكدة لان هذه المياه لاتتوقف وقد قمت بتغيير جدران المحل وكسوته بالكامل بالسيراميك بعد ان تاكل وتشققت جدرانه من المياه وعلى الرغم من ذلك الا ان السيراميك ايضا بدأ فى التشقق والخروج من مكانه.

ويقول ايرنس جوبيال من السكان المتضررين اننا نعيش كابوسا مزعجا يوميا بسبب تهديد منازلنا بالتصدعات والشقوق فنحن بجاجة الى مشروع لخفض منسوب المياه الجوفية خاصة وان تلك المياه تشكل كارثة مشيرا الى ان استمرار تدفق المياه وتغير المنسوب مابين الهبوط والارتفاع سيتسبب فى حدوث اكسدة للحديد الموجود داخل الاعمدة الخرسانية وهو مايؤدى الى خلل فى تلك الاعمدة ثم الانهيار.

ومن جانبهم نفى المسئولون فى شركة المياه والصرف الصحى بالقاهرة ان تكون المياه المتسربة فى تلك العقارات ناتجة عن كسور فى وصلات وخطوط المياه او الصرف الصحى الموجود فى باطن الارض حيث ان التسرب موجود فى اكثر من عقار بالمنطقة وهو مايؤكد صعوبة ان يحدث فيه كسر.

وقال مسئول بالشركة انه سيتم ارسال وحدات للكشف عن سبب التسرب وعمل مسح شامل للمنطقة والكشف عن وجود كسور بالخطوط مشيرا الى احتمال ان تكون هذه المياه جوفية لانتشارها بالمنطقة بمنسوب واحد وحدوث نفس الاعراض والظواهر بكل عقار.

ويقول اللواء ايمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة اذا تم اثبات ان هذه المياه جوفية ستقوم شركة المياه والصرف الصحى باستخدام اسلوب هندسى مناسب للعلاج.

ويشير اللواء هشام عصمت رئيس حى الزيتون الى ان هناك لجنه عليا تم ارسالها من محافظة القاهرة وقررت ان بعض العمارات يوجد خلل فى بنائها من الاساس لانها بنيت على اراض زراعية ولم يتم عمل لبشة صحيحة من البداية لذلك فان الحل الوحيد هو تنكيس العقارات وردم ارضية البدرومات والجراجات وعزلها بمواد عازلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق