ظاهرة تسرب الامتحانات أو الغش فى مصر ظاهرة قديمة تعكس عدة أبعاد بداية من غياب الضمير وسوء التنشئة وانهيار المنظومة التعليمية، والسؤال: كيف سيكون هذا الطالب أو الطالبة فى المستقبل عندما يكون معلما او محاميا او طبيبا او مهندسا أو أبا أو أما، وهو يبدأ حياته بالغش والسرقة، إن أى نجاح مبنى على سرقة المعلومات نجاحه هش قابل للكسر.. فما هو دور الأسرة فى مواجهة ظاهرة الغش؟
وما رأى المتخصصين من خبراء الإعلام التربوى والصحة النفسية فى الأثر السلبى للغش على الفرد والمجتمع؟
د نجلاء سلامة أستاذ الإعلام التربوى كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق تقول: بعد تفشى ظاهرة تسرب الامتحانات والغش خاصة الثانوية مشكلة معقدة جدا وإن كانت قديمة لكنها انتشرت بشكل كبير ومرعب فى السنوات الأخيرة، وبعد أن كانت للصفوة أصبحت للجميع بكل المستويات، ولأول مرة نجد الغاء امتحان وهو ما لم يحدث منذ الستينيات، وهى ظاهرة خطيرة وغير مقبولة، ولها تداعيات وتأثيرات نفسية سلبية سواء على الطالب او المجتمع وخاصة على الطالب المتفوق الملتزم أخلاقيا ودينيا الذى تربى على المبادئ مما يصيبه بالإحباط، ويشعر بأن مجهوده قد ضاع، ومع ذلك لابد من إعادة النظر لمنظومة التعليم ووضع نظام جديد بمشاركة علماء التربية والاجتماع والنفس والمنظمات المعنية بالتعليم والإطلاع على نماذج وتجارب الدول الأخرى لمواجهة الظاهرة ايضا، وتفعيل التكنولوجيا مثل أن يوزع الامتحان الكترونيا على المديريات بمحافظات مصر، ووضع نظام للقبول بالجامعات.
د محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يحذر من ظاهرة الغش قائلا إنها ظاهرة قديمة انتشرت نتيجة تراجع دور التربية والتنشئة الاجتماعية وتراجع دور الأب والأم فى تربية الابن على تحمل المسئولية والاعتمادية على النفس، وعلى إمكاناته وقدراته بشكل كبير وتحفيزها وزيادتها بل زاد الاعتماد على الآخرين والانتهازية مما يوجد شخصية سيكوباتية مستهترة تسعد بأى مكسب ردىء قد يشعره بالسعادة، لأنه يعمل على الإضرار بالمجتمع دون الشعور بالندم او تأنيب الضمير، وهذا يضعف من قدراته على مجابهة المشكلات الصعاب ومحاولة الوصول الى المكاسب بأى طرق أينما كانت، حتى ولو كانت طرقا ملتوية وغير شريفة وشرعية.. الحقيقة إذا نظرنا لنوعية الأمهات والآباء والأبناء الذين يحرضون على الغش نجد أن لديهم اضطرابات شخصية سلوكية، وهم نوعيات انتهازية نجدهم فى أعمالهم غير ناجحين وغير منضبطين او ملتزمين ويقبلون الرشوة والمحسوبية، والعكس الأب والأم اللذان يربيان أبناءهما على القيم والعادات الإيجابية ويتمسكان بها، نجد هؤلاء الأبناء شخصيات سوية نفسيا متمسكين بقيم الحق والعدل، يرفضون استغلال اى فرصة لتحقيق مكاسب غير مشروعة ويحرصون على احترام حقوق الغير وعدم أخذ حق ليس من حقهم إعلاءً لقيم الشرف والنزاهة، يشعرون بلذة الجهد والتعب التى تحقق الرضا النفسى، من خلال مجهودهم كما يشعرون بالفخر والاعتزاز والثقة بالنفس، وتحقيق ذاتهم.. و تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا).
رابط دائم: