رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«هى » مظلومة حتى فى الإعلام

> سعاد طنطاوى
دور المرأة محورى ورئيسى فى كل الأزمان والأوطان فهى مؤثرة محليا ودوليا، ورغم تعدد وسائل الإعلام وانتشارها لم يكن للمرأة النصيب الكافى منها، من حيث الحضور والتناول، مقارنة بالطفرات التى شهدها دورها ومشاركتها فى المجتمع.

هذا ما أكدته وحدة دراسات الرأى العام والإعلام التابعة للمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة حيث طرحت ما رصدته الجهات المعنية برصد توجهات وسائل الإعلام العالمية للمرأة وقضاياها، منها WACC أو الرابطة العالمية للاتصال المسيحى والشبكة العربية لرصد وتغيير صورة المرأة والرجل فى الإعلام» وتشير نتائج آخر تقرير لعام 2015، الذى يصدر كل خمس سنوات عن الرابطة إلى أن ظهور الرجل أو استخدامه كمصدر للخبر فى المواد الإعلامية على المستوى العالمى يأتى بقدر يفوق ثلاثة أضعاف المرأة، حيث تبلغ نسبة تناول المرأة أو استخدامها كمصدر للأخبار 24% فقط، مقابل 76% للرجال، وهى تقريبا نفس النسبة على مدى العقود الماضية.

صورة ثابتة للمرأة

يؤكد خبراء الوحدة المتخصصون فى الإعلام أن وسائل الإعلام تمارس دورا مهما فى التأثير على اتجاهات الرأى العام فى مجتمعٍ ما، من خلال ترسيخ قيم وأفكار بعينها، لا سيما فى المجتمعات الأقل انفتاحا، وفى هذا الإطار، أسهم الإعلام فى أنحاء العالم على اختلاف وسائله، فى تكريس صورة نمطية عن المرأة مثل التى سبق وأن تناولتها وسائل الإعلام التقليدية حينما كانت تنفرد بالساحة الإعلامية.

كان من المتوقع أن يحدث تغيير ملموس فى صورة المرأة فى الإعلام عقب التحولات التى شهدتها المنطقة، والدور الذى لعبته المرأة فيها، غير أن ذلك لم ينعكس بالقدر الكافى، وهو ما يدفع إلى البحث عن سبل تحسين هذه الصورة لتواكب الدور المتعاظم الذى باتت تلعبه المرأة فى المنطقة، وتعكس كذلك الجهود التى تبذلها بعض الدول فى مجالات تمكين المرأة، والارتقاء بوضعها.

استخدام المرأة للترويج للسلع

تشير الدراسة إلى أن صورة المرأة التى تكرست فى الإعلام العربى تتفاوت باختلاف الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية فى كل دولة، فمن حيث الظهور تسمح بعض الدول لأجهزتها الإعلامية بإظهار وإبراز المرأة المحلية على شاشاتها، فيما تسعى أخرى إلى الاستعاضة عن المرأة المحلية بأخرى أجنبية.. ورغم أن وسائل الإعلام العربية شهدت خلال الفترة الأخيرة طفرة ملحوظة فى البرامج السياسية والترفيهية الموكلة إلى المرأة، غير أن ذلك لا ينفى وجود نوع من القولبة للحضور النسائى فى الإعلام، وبصفة خاصة الإعلام المرئي.

تؤكد الدراسة على التركيز على استخدام المرأة فى الترويج للسلع، وهو الاتجاه الغالب فى وسائل الإعلام وإن زادت فى المجتمع الشرقى إذ يلاحظ استغلال صورة المرأة فى الإعلانات والبرامج الترفيهية والأغانى المصورة كذلك إلقاء الضوء على كون المرأة مستهلكة لا منتجة، فعلى الرغم من وجود البرامج التليفزيونية والمجلات المتخصصة لمخاطبة المرأة، فقد أسهمت أيضا فى تعزيز الصورة الاستهلاكية للمرأة، وكأن هذا هو محور اهتمامها، دون إفراد مساحات مماثلة لدور المرأة المنتجة فى المجتمع.

النجاح عمليا وأسريا

كما تتناول أغلب وسائل الإعلام دور المرأة إما فى إطار اجتماعى أو إطار عملي، وبالتالى تسهم فى تكريس صورة ذهنية لدى المتلقية بأن تختار ما بين أن تكون ناجحة عمليا أو أسريا، إذ تندر النماذج المقدمة دراميا القادرة على الجمع بين النجاح العملى والأسري. ويرى الخبراء أن استمرار تكريس هذه الصور من جانب الإعلام، يعود إلى غياب مبدأ تكافؤ الفرص فى التغطية الإعلامية الجادة لقضايا المرأة، فضلا عن عدم الرغبة فى المخاطرة بتغيير هذه الصور، نظرا لسطوة الإعلان على المحتوى الإعلامى المقدم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق