رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الفانوس.. حكاية الضوء والبهجة

> د.إيمان مهران
فانوس رمضان
المصريون القدماء عرفوا الفانوس واستخدموه في عيد الوقود، وبعد دخول الإسلام مصر، إكتسب بعدا روحانيا بارتباطه برمضان، وصلاة التراويح، وحلقات الذكر، وقراءة القرآن وزيارة الأهل والأقارب، ومرح الأطفال.

وحين عرفه الناس على نحو واسع، بدأت المحال التجارية في مصر بفتح أبوابها بعد صلاة التراويح إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة محال بيع الحلوى والأطعمة، وساعد كل هذا علي خروج الأطفال والنساء مطمئنين إلى ساعات متأخرة من الليل حاملين الفوانيس لتنير لهم الطرقات، وترسخت الظاهرة بصورة يومية أثناء الشهر الكريم.

وتصادف أن جاء دخول الخليفة الفاطمي المعز لدين الله القاهرة ليلاً، واستقبله أهلها من الرجال والنساء والأطفال حاملين الفوانيس والمشاعل والشموع، يضيئون بها الطريق ويزفون موكب الخليفة من الجيزة إلى الجمالية موقع قصرة، وبهرت الاحتفالية الفاطميين فتقربوا للشعب المصري بتوزيع الحلوى والنقود كل عام في رمضان على الأطفال الذين يحملون الفوانيس الملونة الجميلة ويطوفون حول قصر الخليفة، وانتقل فانوس رمضان من مجرد وحدة للإضاءة إلي لعبة يلهو بها الأطفال في رمضان.

يقول الجبرتي عن رمضان عام 1213م: «في رمضان تفتح الأسواق والدكاكين والذهاب ويزيد الذهاب والمجيئ وزيارة الإخوان ليلاً والمشى علي العادة بالفوانيس».

وذكر أنه في عام 1214م: «ازدحم الناس والأعيان للسلام علي محمد أغا من قبل الأتراك لمشاهدته بالمشاعل والفوانيس». ورصد الجبرتي الاستعدادات لاستقبال رمضان في شهر شوال، حيث كانت تعلق قناديل في الشوارع والطرق، وكان لا يمر أحد من الجند أو عامة الشعب بعد الغروب إلا ومعه فانوس أو سراج.

ومن قبله وصف المقريزي رمضان عام (760-840هـ) أي عام (1358-1441م) بقوله: «أدركت سوق الشماعين من الجانبين معمور الحوانيت بالشموع الموكبية والفانوسية والطوافات، كما أوضح الجبرتي أن الفانوس هو «ما يمسك في اليد، والقنديل خاص بالتعليق كما ركز الجبرتي في عدة مقاطع من حديثه عن الفانوس وأقترانه بالمشعل في مواضع عديدة».

ورصد المقريزي ازدهار صناعة الشموع، وتعليق الفوانيس بالأسواق والمساجد قائم، وأن الأمور تدهورت نتيجة الفقر الذي ألم بالناس وأعجزهم عن الإنفاق علي هذه المظاهر الرمضانية.

وكتب عثمان خيرت عن أيام الدولة الفاطمية: «لم يفتهم أن يصنعوا فوانيس صغيرة ملونة يزينون بها واجهات حوانيتهم، وأخرى يحملها الصبية، وقد أوقدوا الشموع بداخلها يرافقون بها المسحراتي في جولاته، ويلهون بها عقب الإفطار ويطوفون بها علي البيوت مُحيين أصحابها، ومن المسحراتي انتقلت فانوس رمضان إلي الصغار وأصبح لهم فانوس صغير مزركش متعدد الألوان».

وحدثنا حسن عبد الوهاب عن ليلة الرؤية التي كان يخرج فيها قاضي القضاة ومعه أربعة قضاة غير الشهود ويتجهون إلي إحدى المنارات وهي منارة قلاوون بالنحاسين يصاحبهم التجار والأعيان وشيوخ الطوائف وعامة الشعب وعند سيرهم في الطريق تكون المحال التجارية قد تزينت وأضيئت بالأنوار حتى يصل الموكب إلي دار قاضي القضاة تصاحبه الفوانيس مضاءة بالشموع والمشاعل، ثم يتفرق الركب.

ويقول أيضا: «نشأ فانوس رمضان عن التقاليد المتبعة منذ القدم في الاحتفال برمضان بإيقاد المصابيح والقناديل المتبعة منذ القدم في الاحتفال برمضان، وغيرها من أشكال المناور ويورد أيضا أن السمكرية يهتمون بعمل الفوانيس منذ شهر شعبان بأشكاله المختلفة ويزينون بها واجهات حوانيتهم فيفرح بها الأطفال».

تطور الفانوس

وعبر التاريخ تطورت أشكال الفانوس وأحجامه وخاماته، ورغم قصر موسم رمضان إلا أنه استطاع الصمود وحافظ علي بعض أشكاله التقليدية المتصلة بتطور مظاهر الإضاءة.

وللفوانيس أشكال متعددة ومتنوعة، وكل شكل فيها له ثلاثة إلى أربعة أصناف، وكل صنف له ثلاثة مقاسات، صغير ووسط وكبير يصل طول بعضه إلي ثلاثة أمتار. ولتمييز كل صنف عن غيره أطلق على موديلاتها، كل منها يشتهر باسم معين لسهولة تعارف الورش عليه عند الاتفاق علي تصنيعه. وليتمكن الحرفى من تحديد المقاس المطلوب، وألوان الزجاج والكتابات والرسومات التي ستنفذ عليه، وما إذا كان سيضاء بالشمع أم الكهرباء.

ومن أسماء الموديلات الشهيرة للفوانيس المتوارثة عبر الأجيال «البرلمان وتاج الملك ومقرنص وفاروق وأبو لوز والبرج والبرميل وشق البطيخة وعفرتكوش وطار العالمة»، وشكلة يشبه الطار المستخدم في الرقص وله وجهان وستة أضلاع، وهناك موديلات حديثة منها «المصحف وأبو دلاية وعروسة البحر والصاروخ وأبو عيال، ومسدس وفاروق الكبير والمخمس وإضاءة ولوتس الصغير وكوره أى «كره أرضية»، وشمامة، ونجمة، وحسن نصر الله، وفاروق أبيض سادة بباب للإضاءة، وأغلب موديلات الفوانيس تشتق أسماؤها من شكلها مثل «فانوس البرلمان» حيث أن تشبه قمته قبة البرلمان، والمقرنص يشبه المقرنصة في العمارة الإسلامية، وتاج الملك لوجود رسمة التاج الملكي علي صفيح الشرفة المثبتة عند قمته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    عبدالواحد على
    2016/06/11 10:14
    0-
    1+

    فوانيس الاطفار ليس لها معنى الان
    كانت الفوانيس لها اهمية فى الماضى قبل اختراع الكهرباء لان الاطفال كانوا يلعبوا بها ليلا والكبار كانوا يستعينوا بالفوانيس فى السير ليلا اما الان فأنا أرى ان الفوانيس فقدت قيمنها ومعناها واتمنى ان توفر الدولة ملايين الجنيهات التى تصرف على أشياء ليس لها أى معنى ونكتفى بالفوانيس كبيرة الحجم وتعلق فى الشوارع كرمز لشهر رمضان
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق