كيف يتأدب أطفالنا مع القرآن

القرآن الكريم هو عقل المؤمن ودستور حياته ومنهج استقامته وهدايته كما يثبت فى نفسه عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، ويفتح أمام عقله آفاق العلوم والمعارف الإنسانية، ومن آداب السلوك الإسلامى ضرورة تحبيب الأبناء منذ الصغر فى القرآن، فلقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من قرأ القرآن وعمل به ألبس والديه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس» وقد أكدت الأبحاث والدراسات المتخصصة فى علم الأجنة أن الجنين يستمع لما يدور حول الأم ويتأثر به، لذلك يجب على الأم الحامل عند تلاوتها للقرآن أن يكون بصوت مسموع، فقد ثبت أن هذا الصوت ينتقل إلى الجنين ويجعله أكثر حركة فى رحمها وأكثر هدوءا، كما أن الأم التى تحرص على إرضاع طفلها على صوت تلاوة القرآن يجعله أقرب إلى وجدان الطفل وأشد تأثيرا فيه، وستجده أهدأ نوما لأنه سيكون محفوفا بالملائكة بسبب تلاوة القرآن. وأضاف أنه من آداب السلوك التربوى لتحبيب الأطفال فى القرآن فى المرحلة العمرية من ثلاث إلى خمس سنوات أن يكون لهم علاقة ودية بينهم وبين القرآن عن طريق التشويق والارتباط اليومى من خلال سرد قصص القرآن، وذلك يتطلب انتقاء ما يناسب عمرالطفل من هذه القصص مثل (أصحاب الفيل- قارون- سليمان والهدهد- أصحاب الكهف) حتى يرتبط حب الطفل بالقصص بحبه للقرآن، أما المرحلة العمرية من سبع سنوات إلى الحادية عشرة، فيجب جعل القرآن موضع المسابقة بين الأبناء لتشجيعهم على قراءته وحفظه باهدائهم جوائز لتحفيزهم على القراءة والحفظ. كما يجب توجيه سلوك الطفل لحب القرآن بالقدوة، وذلك من خلال الإكثار من الاستماع إلى تلاوة القرآن أو قراءته، وفى حالة انشغال الوالدين بقراءته وحدث أن قاطعهما الإبن فلا يجب زجره أو تعنيفه بل يقولون له إن هذا الكتاب كتاب الله ويطلبون منه أن يقبله حتى يشعر الطفل بالود تجاهه.

ولتشجيع الأبناء على تدبر وفهم معانى آيات القرآن يجب على الوالدين اقتناء كتب للتفسير المبسط للقرآن التى تيسر لهم الفهم مع إجراء حوارات معهم لمناقشة مدى استيعابهم لكلام الله، كما أن قراءة الأطفال للقرآن والعمل بما جاء به فرصة لتهذيب سلوكهم من خلال تعلم العديد من الآداب ومنها آداب الاستئذان من سورة النور، وآداب السير فى الطريق من سورة لقمان، وآداب الحديث من سورة النساء، وآداب الطعام من سورة البقرة.