نجح تحالف وزارتي الزراعة والتموين في المنظومة الجديدة لتوريد القمح المحلي هذا الموسم والذي يزيد علي أربعة ملايين طن حتي2016/5/26, لكن هذا النجاح قابله إهدار لكرامة الفلاح وزيادة معاناته مع محصول البلاد الاستراتيجي الأول سواء في تدبير آلات الحصاد وارتفاع سعر حصاد الفدان أو تسويق المحصول وقد سجلت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من مشاهد المعاناة.
وفي هذا الصدد نسجل مايلي:
{ البداية كانت تفكير الحكومة في كيفية سد الطريق أمام مايعرف بمافيا القمح والتي كانت تضخ كميات هائلة من القمح المستورد قليل السعر والقيمة نظرا لما تحتويه بعض الشحنات من فطريات مسرطنة وحشرات وعدم الصلاحية للاستهلاك الآدمي وبالتالي تدني سعره بالنسبة للقمح المحلي الذي تقرر صرف1300 جنيه للفلاح عن الفدان قبل موسم الحصاد, علي أن تتم محاسبته علي أساس السعر العالمي للقمح في أول ابريل وفقا لسعر صرف الدولار, وقد اعترض الفلاحون لشعورهم بخسارة ما يتراوح بين70 و80 جنيها في كل أردب, وتراجعت الحكومة, وقررت تسلم القمح بالسعر العادي وهو أربعمائة وعشرون جنيها للأردب زنة150 كيلو جراما. وفكرت في عمل كشوف للحصر والمعاينة الميدانية علي أن يكون التوريد من خلال المزارعين أو الجمعيات الزراعية ثم تأخرت الحكومة في قرار الاستلام وفتح الشون مما أدي إلي تكدس السيارات وبالتالي تأخر تفريغها, ومن ثم زيادة تكلفة النقل والتفريغ والتأخير في صرف المستحقات وكأن الحكومة تعاقبه علي اعتراضه علي مشروعها القديم. وكان الأجدي أن تحكم رقابتها علي توريد المستورد وتجرمه وتصادر كمياته.
{ تأخر فتح الشون والصوامع مما أدي إلي تكدس الأقماح في أفنية الجمعيات الزراعية وخارجها مما ساعد خفافيش الظلام علي سرقة ما تيسر لهم, وبالتالي حدوث عجز في الكميات الموردة والتي بالطبع سيتحملها الفلاح تحت ما يسمي بنسبة المهدر أو الفاقد.
ونتمني أن تكون هناك آلية لصرف المستحقات أكثر سرعة من المعمول بها حاليا حتي يتسني للفلاح الصرف علي زراعاته الصيفية.
{ هناك تجار شرفاء لايستطيع الفلاح الاستغناء عنهم في معاملاته فهم يمدونه بما يساعده في الزراعة علي أن يشتري المحصول بالسعر الرسمي مع هامش ربح بسيط نظير عمليات النقل والتحميل والتفريغ والوزن, وهذا التاجر الشريف لايطمع إلا في حافز التوريد الذي يحصل عليه حسب الكميات التي يوردها.
{ لضمان موسم توريد ناجح في العام المقبل نتمني تحديد السعر قبل موسم الزراعة علي أن تعمل الحكومة خلال الاثني عشر شهرا المقبلة علي إقامة صوامع جديدة حديثة لاستيعاب المحصول تلافيا لأوجه قصور التوريد.. وكل عام وفلاحو مصر بخير.
م. جلال علي غريب
قرية بغداد ـ العامرية ـ الإسكندرية
رابط دائم: