رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

80 ألف مصاب سنويا عدد ضحايا الحروق فى مصر

◀ رانــدا يحـيى يوسـف
تُعد إصابات الحروق فى مصر من أكثر أنواع الإصابات تجـاهلاً وتهميشـاً ، وذلك على الرغم من خطورتها البالغة وآلامها المتعددة وتأثيراتها السلبية الطويلة المدى على المستويين البدنى والنفسى للمصاب ،

والتى قد تسفرعن تشوهات مدى الحياة أو تتسبب فى إعاقة كاملة للحركة ، بل تعتبرمن أكثر الإصابات شيوعا وأعلاها فى أسباب الوفاة ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن معدلات الحروق تعتبرالسبب الثالث للوفاة فى مصر ، حيث يصل عدد ضحايا الحروق لنحو 80.000 مصاب سنويا أى بما يعادل 300 مريض يوميا ً، كما ان توابعها من الأمراض المميتة كالعدوى البكتيرية والفيروسية والتقرحات وغيرهم يتسبب فى وفاة نحو 37% من إجمالى حالات الحروق سنويًا .

ولذلك كان توجه الدولة أخيرا بتقديم الرعاية الصحية اللازمة لمرضى الحروق، فبدأت وزارة الصحة المصرية تدريس كورسات متخصصة فى مجال الحروق للأطباء ، مما يسهم فى إعداد كوادر طبية متخصصة ومؤهلة تقنياً للتعامل مع مرضى الحروق باحترافية عالية .

ويقول الدكتور عمرو مبروك أستاذ جراحة التجميل بطب عين شمس إنه من الضرورى زيادة الوعى العام بمشكلة الحروق ، لاسيما ان مرضى الحروق يحتاجون إلى رعاية متخصصة وعاجلة وذلك يتطلب وجود بنية تحتية خاصة تساعد فى تحمل العدد الكبير من إصابات الحروق التى تحدث سنويا ، كما يمثل العبء الاقتصادى لعلاجها عائقا كبيرا نظرا لطول فترة العلاج وارتفاع تكلفة عمليات التجميل التى تتطلب إعادة بناء الخلايا المدمرة من جديد ،وعلى الرغم من ان القطاع الطبى العام يتحمل الجزء الأكبر من توفير الخدمات الطبية فإن الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود وزيادة المبادارات الداعمة والمتبنية لرعاية مرضى الحروق .

وينوه الدكتور عمرو الى ان إصابات الحروق تعتبر من أكثر الإصابات ارتباطا بالحالة الاقتصادية والاجتماعية لذلك تكون أكثر انتشارا فى المناطق العشوائية المفتقرة لوسائل السلامة الأمنية اللازمة ، حيث تمثل الأسر محدودة الدخل نحو 75% من إجمالى الحرائق لافتقارها للتوعية المناسبة ، كما يمثل التعرض للنار المباشرة والأسطح والسوائل الشديدة السخونة نحو 90% من أسباب إصابات الحروق فى مصر، ويرجع ذلك إلى الممارسات المنزلية غير الآمنة وانعدام الوعى المجتمعى ، أما حروق القش والمخلفات الزراعية فهى الأكثر شيوعا فى المناطق الريفية ، كما تمثل حروق السوائل الحارقة الغالبية فى المناطق الصناعية ، ويضيف ان من أخطر انواع الحرائق المتعلقة بماء الناروهى مادة كاوية حارقة تسلخ اللحم عن العظام وتحلل أعضاء الوجه والجلد ، ويمثل هذا النوع من الإصابات أخطر انواع الحروق حيث يترتب عليه تدمير حياة الإنسان وتشويه معالمه ، وهو جريمة ممتدة الآثار والنتائج ، ولا تندمل جراحها على المدى القريب وانما يشوه كذلك البناء الداخلى للمصاب ويعتبر جريمة نفى وإقصاء وإبعاد وعزل للضحية ، وحرمانها من الإندماج فى الحياة الطبيعية ، كما يؤكد الدكتور عمرو أن درجات الحروق تتراوح بين حروق الدرجة الأولى وهى أقل أنواع الحروق خطورة وتشمل الطبقة الخارجية من الجلد وحروق الدرجة الثانية والتى تؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد كحروق الشمس والحروق الخطيرة التى تؤثر على الطبقة السفلى من الجلد وتشمل تلف فى طبقات الجلد الثلاث والعضلات التى توجد تحتها الأوتار والعظام وقد تتلف هى الأخرى ويبدو الجلد المحترق ذا لون أبيض أو أسود متفحم ، وتقدر خطورة الحرق وفقاً لعدة عوامل منها عمق الحرق ومقاسه وموضعه ، كذلك سن المصاب فتكون اكثر خطورة عندالأطفال والمسنين ، كما يؤخذ فى الاعتبار الصحة العامة للمريض وذوى الحالات الخاصة كمرضى السكرى الذى قد يسبب مضاعفات إضافية للحرق لديهم .

كما يشيد الدكتور عمرو بالمبادارات التطوعية لمعالجة الحروق ومنها مبادرة مؤسسة أهل مصر" إنسانية بلا حروق " والذين قطعوا على أنفسهم عهدا بتطويع خدماتهم الطبية لضحايا الحروق بعد اندلاع حريق هائل بمحافظة بنى سويف فى أكتوبر الماضى نتيجة عدم توافر وسائل الآمان والوقاية الكافية ، الأمر الذى تسبب فى خسائر جمة فى الأرواح ، فبدأت المبادرة بتوصيل خط للمياه إلى القرية ليخدم أكثر من ٤٠ أسرة ، بالإضافة إلى بناء أسطح آمنة للمنازل وتوفير طفايات للحريق وبرامج توعية عن كيفية الوقاية والإسعافات الأولية للحروق .

ويتفق معه الدكتور أشرف ماهر أستاذ جراحة التجميل بطب عين شمس بضرورة تفعيل آليات للعمل المشترك بين كل المراكز المتخصصة لعلاج الحروق والجامعات ومستشفيات وزارة الصحة وكذلك الجمعيات الخيرية لتقديم الدعم الكافى لهم ، خاصة مع وجود نقص شديد فى عدد أسرة الرعاية المركزة بوحدات رعاية الحروق ، وينوه الى أهمية الدور الإعلامى فى توعية المواطنين بالإسعافات الأولية الصحيحة لمتضررى الحروق .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق