رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من الامتحان .. إلى القبر

المنصورة ـ مكتب الأهرام :
ودع حمدى محمود فخرى 18 سنة الطالب فى دبلوم الصنايع بالمدرسة الثانوية بالسنبلاوين والدته صباحا بقبلة على جبهتها طالبا منها أن تدعو له أن يوفقه الله فى الامتحان ، وحمل بعض مذكرات المراجعة ليمتطى دراجته النارية التى اشتراها له والده أخيرا بعد إلحاح شديد وذهب مع زميله من قريته ميت غراب إلى السنبلاوين.

واحلام كثيره كانت تحبو داخله بأن يحصل على أعلى الدرجات ويلتحق بكلية الهندسة ليحقق حلم والديه وناظره الراحل ارتسمت على وجهه عندما مر أمام عينيه شريط من الاحلام وهو يمسك بالأقلام والمساطر وعلى كتفه حقيبة بها جهاز اللاب توب والادوات التى يحتاجها طالب الهندسه ثم تذكر لحظة تخرجه واصبح مهندسا معماريا ثم سرح بخياله بعيدا وشاهد نفسه وهو يرسم الفيلا التى يقيم فيها مع عروسه حتى ايقظه زميله الذى يجلس خلفه على دراجته البخارية من احلامه الورديه بأنهما وصلا الى المدرسة وبعد دقائق سوف يبدأ الامتحان وركن الطالب دراجته وهرول الى الامتحان وكادت الفرحة تفتك بقلبه عندما انتهى من أداء الامتحان وأجاب على جميع الاسئله وراح يصيح بين زملائه الآن ضمنت كلية الهندسة وهو يضحك ويتراقص ولم يدر بخلده انها اللحظه الاخيره فى سنوات عمره وان ملك الموت ينتظره على بعد خطوات. واستقل الشاب دراجته ليعود الى منزله ويزف البشرى لست الحبايب بانه سوف يكون من الأوائل ويتحقق حلمها ويصبح مهندسا حتى جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن، وفى طريق العودة وأمام قرية الروضة اعترضت سيارة ربع نقل طريقه فجأة لتدخل مصنع رخام فصدمت دراجته النارية وتطاير الطالبان فى الهواء لينزل حمدى على رأسه ويلقى مصرعه على الفور ، بينما تم نقل زميله إلى مستشفى المنصورة الدولى وحالته مستقرة إلى حد ما . حمدى يعتبر الابن الأوسط بين أربعة من الذكور والإناث أكبرهم محمد حاصل على دبلوم صنايع ويعمل مع والده فى السعودية ثم إسراء وإيمان ، لكن حمدى كان أمل الأسرة نظرا لطموحه وتفوقه وحلمه بأن يحقق نتائج عالية ويدخل كلية الهندسة ، وسعى والده الذى عاد مباشرة من السفر فور علمه بخبر الحادثة إلى تأمين مستقبل الأولاد بمنزل كبير فى القرية، وكانت الأسرة ترتب لزفاف الابن الأكبر محمد عقب إجازة عيد الفطر .

يقول محمد نجاح ابن خال الطالب الضحية إن حمدى كان دمث الأخلاق ولين الطباع ومطيعا لوالديه وحسن العشرة ، وأن نكبة الأسرة لا يعوضها أى شيء ، مطالبا بالنظر بعين الاهتمام إلى طريقى أجا السنبلاوين، والمنصورة السنبلاوين نظرا لسوء حالتهما وتكسر الرصيف وإنتشار عشرات السيارات المخالفة بدون أرقام أو ملفات لنقل البضائع والركاب وكثير من السائقين يمارسون البلطجة فيها رغم أن هذه الطرق تخدم مئات الآلاف من أبناء القرى المطلة عليهما . أما محمود فخرى والد حمدى فقد عقدت الصدمة لسانه ، بل حاول أن يفتح المقابر لوداع إبنه من جديد بعد أن وصل عقب الدفن ، لكن أحد المشايخ هدأ من روعه وأقنعه بصعوبة تحقيق ذلك فاحتسب ابنه شهيدا ، لكن الأم المسكينة ما تزال منهارة وغير مصدقة أن حمدى قتلته رعونة الطريق فى لحظة ، وأنه لن يعود إليها من الامتحان ليبشرها بنجاحه .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    gadalla
    2016/05/28 00:37
    0-
    0+

    الاهمال
    ملايين يموتون بسبب الاهمال الجسيم سواء فى الطرق الغير مرصوفة او استخدام السيارات بدون ترخيص او البلطجية او الضمير الذى مات مع اغلب تجار السموم والتجار الشجعين والمطاعم الذين يقدومون اكلات فاسدة.............الخ اتمنى كل انسان يصحى ضميرة لان هناك اخرة ماذا تقول عندما تقف امام رب العالمين
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق