فى أحيان كثيرة يمر الإنسان بلحظات ضعف وانكسار، فيتسرب اليأس إلى نفسه، ويشعر بالإحباط، ويستسلم لما أصابه، ولكن هناك أشخاص يقاومون ويحاولون الوقوف من جديد ومواجهة المشكلة حتى يحقق الانتصار، ويمثل فقد البصر نهاية مظلمة لبعض ضعاف النفوس وفاقدى الطموح، ولكنه نقطة انطلاق جديدة لمن يمتلكون إرادة وعزيمة وتحديا، ليصنعوا من أنفسهم قدوة لأجيال قادمة ربما يمرون يوماً بذات المشكلة.
جمعت الرياضة شخصين تشابهت حالتهما فى فقدان البصر، الأول عبدالعظيم محمود على ( 57) عاماً، أصيب بإعاقة بصرية نتيجة ضمور فى العصب البصرى منذ أكثر من 21 عاما وكان حاصلا على دبلوم فنى صناعى ومتزوج ولديه 6 ابناء، والثانى رضا سعد أحمد 50 عاماً، أصيب أيضا بإعاقة بصرية نتيجة تلوين شبكى منذ أكثر من 25 عاما وحصل أيضا على دبلوم فنى تجارى وكان موظفا باحدى الشركات الخاصة قبل إحالته على المعاش بسبب فقد البصر ومتزوج ولديه 4 ابناء.
وقت حدوث الإصابة كان الاثنان فى مقتبل مرحلة الشباب، تأثرا لفترة لم تطول كثيرا، ولكنهما لم يستسلما، قاوما معاً بكل قوة، وخرجا من حالة الاكتئاب التى حاولت السيطرة عليهما، وذلك من خلال ممارسة رياضة "العدو" منذ عام 2004 مع المدرب كابتن أحمد العطفى (سباق الجري200/100) وتفوقا فيها بالرغم من كف بصرهما، وأحبا الرياضة لأنها جعلتهما يخرجان من منزلهما ويختلطان بالآخرين، فأعطيا لها كل وقتهما وجهدهما، واستمرا يمارسانها لمدة 4 سنوات متصلة، وبعد ذلك دخلا تجربة جديدة فى حياتهما وهى ممارسة رياضة ألعاب القوى رمى الرمح والقرص ودفع الجلة مع المدرب يوسف الزينى ومارسا هذه الرياضة لمدة عامين، وفى بداية موسم 2010 بدآ معاً التدريب على رياضة مختلفة تماما ومن نوع خاص وهى كرة الهدف (الجرس) للمكفوفين، وشاركا فى دورى وكأس مصر للدرجة الأولى، وحصلا على درع بطولة شرم الشيخ الدولية لكرة الهدف للمكفوفين فى فبراير2014، ولم يتوقف طموحهما عند هذا الحد رغم تخطيهما سن الخمسين عاماً، ولكنهما ما زالا يتمرنان بقوة لحصد المزيد من البطولات.
حقق عبدالعظيم خلال سنوات ممارسته للرياضة 30 ميدالية مختلفة منذ بداية مشاركته فى البطولات عام 2004 حتى الآن، وحقق أيضا رضا 40 ميدالية منذ مشاركته فى البطولات عام 2004.
رابط دائم: