أيام معدودات ، ويبدأ مارثون الامتحانات العامة خاصة الثانوية العامة أو الأزهرية والدبلومات والجامعات، فليس هناك بيت يخلو من مرحلة تعليمية إلا وقد استعد لها قلبا وقالبا، بمزيد من الجهد الذى دائما ما يضيع مع تفشى ظاهرة الغش الجماعى أو الإلكترونى، واستخدام المواقع والفيس بوك على شبكة الانترنت التى أصبحت سمة من سمات الامتحانات على كل المستويات االتعليمية.
وتكررت هذه الظاهرة كثيرا العام الماضى وشهدت تسريبات للامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعى مما دفع وزارة التربية والتعليم والحكومة بسرعة إعداد قانون يجرم ذلك يعاقب فاعله, واصدر بالفعل الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا ينص على “أن يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن سنة وبغرامة لاتقل عن 20 ألف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من طبع أو نشر أو أذاع، أو روج بأي وسيلة، أسئلة أو إجابات امتحانات تتعلق بمراحل التعليم المختلفة العامة أو الخاصة، أثناء عقد لجان الامتحانات، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحان”.
ويؤكد الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم أن تطبيق القانون سيكون هذا العام شاملا من هم داخل وخارج منظومة التربية والتعليم وأن الرقابة ستكون شديدة على جميع اللجان بالمدارس على مستوى المحافظات للقضاء على هذه الظاهرة لتحقيق العدالة والمساواة بين الطلاب.
ومن هنا تدق صفحة “شباب وتعليم” الأجراس لكل من لا يعرف القانون الجديد الذى سيطبق لأول مرة وعقوبته وحتى لايقع فى شباكه استعانة “الصفحة” بالقانونيين والتربويين والخبراء للتوعية والتحذير مع رصد لأراء أحدى الطالبات وأولياء أمور.
يوضح المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق أن القرار بقانون حدد الحبس بمدة لا تقل عن سنة وهى هنا تعد جنحة كما أنه وضع أيضا غرامة من 20 ألفا إلى 50 ألفا أو توقيع إحدى العقوبتين كما يلزم لتطبيق المادة عدة شروط أولها أن تقع الجريمة أثناء انعقاد الامتحان والثانى أن يشمل كل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج، كما انه لا يشترط فى ثانيها أن يكون مدرسا أو موظفا عموميا لذا فانه يسرى على أى شخص يرتكب هذه الجريمة لأن العقوبة تطبق على الفاعل الأصلى “الطالب” و”الشريك” الذى يحرض على الغش أو يتفق مع الطالب على الغش أو من يقدم له مساعدة.
أما الدكتور أمين فاروق فهمى الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم ومدير مركز تطوير تدريس العلوم الأسبق بجامعة عين شمس فيؤكد انه لابد أن يكون القانون رادعا لمواجهة ظاهرة الغش، لأن ما تعانى منه مصر الآن من فساد فى جميع أجهزة الدولة سببه الغش ويتساءل من غش منذ أكثر من 25 عاما أين مكانه اليوم بعد أن كشف الدكتور فتحى سرور حين كان وقتها وزيرا للتربية والتعليم عن ظاهرة الغش الجماعى لأول مرة ؟ومنذ أن أعلنها من هذا التاريخ ويحدث الغش سنويا بل واستشرى فى العامين الأخيرين مع تقدم وسائل الاتصال، وأصبح الامتحان ينقل بإجاباته إلى قاعة الامتحان.
وأوضح أن ظاهرة الغش منظومة يشارك فيها ولى الأمر والمعلم للآسف مع ان المفروض أن الاثنين معا هما أول من يكافح الغش لصالح أولادهم، وإذا دخلنا فى الظاهرة بتحليل أعمق نجد تداعياتها الكارثية هى التى نحصدها الآن، فإذا نظرنا الى استشراء الفساد فى بعض مؤسسات الدولة نجد موظفيها قد تخرج بالغش فما ننتظر من هذا الخريج فى أدائه لعمله وقد تخرج بالغش، فظهر بسببه المهندس الذى يغش فى مواد البناء فيؤدى إلى كوارث وانهيار العقارات وغيرها، والصيدلى الذى يغش فى الدواء، والطبيب الذى يبيع الأعضاء والموظف الذى يقبل رشوة لتسهيل مهمة ما هو إلا فساد ناتج عن الغش.
ويطالب بتشكيل لجنة من كبار رجال التربية والإعلاميين والمفكريين ورجال الدين لوضع خطة فورية لمكافحة الغش مشيرا إلى أنه لو تم ردع غشاش واحد بتطبيق القانون سيردع الآخرين حتى نجتث هذه الظاهرة من جذورها.
تقول الطالبة إيمان صابر بالصف الأول الثانوى “كنت ومازلت فى غاية الحزن والأسف لأنه فى لجنة امتحان الإعدادية العام الماضى طلبت منى إحدى زميلاتى فى اللجنة إجابة عدد من الأسئلة التى تتعثر فيها وبالفعل “غششتها” لعلمى أن مستواها أقل وفوجئت اننى حصلت على مجموع 94 % وأن زميلتى التى غششتها حصلت على 98 % مما أصابنى بإحباط شديد وندم على ما فعلته وشعرت انها سرقت مجهودى لذا لابد من ردع لهذه الظاهرة الممقوتهةفى المجتمع”.
ويرجع غريب سلامة ولى أمر سبب الغش إلى المناهج التى يدرسها أولادنا ووصفها بأنها بالية ومكلكعة وأحيانا لا يفهما عندما يحاول أن يفهم أولاده شئ يصعب عليهم فهمه ويكون صعب عليه أيضا بالاضافة إلى أن المناهج منها ما لا يساعد على الفهم فيضطر الطالب إلى حفظها وصمها كما هى وهو غير فاهم وسوف ينسى ويزيد النسيان اكثر مع الخوف فيضطر الى الغش.
وتعترض سها محمود على الاعذار التى يسوقها البعض للغش موضحة ان الغش يساوى الشاطر بالبليد بل وأحيانا الغشاش يحصل على درجات أعلى من الذى لا يغش ويحدث بذلك عدم تكافؤ فى الفرص بل واهدار لمجهود المجتهد بل ومن الممكن للغشاش أن يحصل بغشه على فرصة عمل مرموقة على حساب من غش منه لذا يجب ردع الفاشل للقضاء على هذه الظاهرة.
رابط دائم: