لا صوت يعلو على صوت الانفجارات فى شوارع إسرائيل فالسيارات المفخخة هى الوسيلة الوحيدة للتصفية الجسدية بين الخصوم والمتنافسين فى عالم الجريمة بالدولة العبرية، فمنذ عدة أيام شهد شارع ديفيد اليعازر بمنطقة أور يهودا إحدى ضواحى تل أبيب محاولة اغتيال رجل يبلغ من العمر 37 عاما باستخدام سيارة مفخخة حيث أدى انفجار السيارة إلى إصابة الرجل بإصابات خطيرة
وفور قيام رجال الاسعاف بنقل المصاب إلى المستشفى بدأت الشرطة الإسرائيلية تحقيقاتها حيث كشفت التحقيقات الأولية ان الحادث ما هو إلا سلسلة من حوادث الثأر والاغتيالات بين عصابات المافيا .
يأتى الحادث بعد اسبوع من قتل نجل زعيم عصابة المافيا في تل أبيب فى حادث غامض. وكانت الشرطة الاسرائيلية قد اعتقلت ثلاثة أشخاص من مدينة عسقلان للاشتباه فى محاولتهم تنفيذ عملية اغتيال لاحد خصومهم، حسبما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية . وقد وقع حادث مشابه منذ اسبوعين حينما أصيب شاب بإصابات بالغة في حادث اطلاق نار في شارع موشيه سنيه في شمال تل ابيب حيث اقترب مجهولون من سيارة الضحية عند اشارة ضوئية حمراء وامطروا السيارة بوابل من طلقات الرصاص وأصيب فى الحادث راكب آخر (45 عاما) بإصابات طفيفة وقد تبين ان شيرازى هذا هو نجل زعيم عصابة منطقة هاشارون .
حادث مشابه وقع العام الماضى حينما انفجرت سيارة ملاكى مفخخة فى شارع البلماح بمنطقة جفعتايم بإسرائيل لتشتعل فيها النار على الفور واصيب فيها ثلاثة أشخاص كانوا بداخلها وتم نقلهم إلى المستشفى.
وقامت الشرطة بتمشيط المكان خوفا من وجود عبوات اخرى ناسفة فى المكان وقد تبين أن الثلاثة مسجلون جنائياً ومن عتاة الإجرام وأن الأمر على ما يبدو تصفية حسابات بين عصابات الجريمة المنظمة.
ولا عجب فيما حدث فهذه هى لغة التفاهم بين عصابات الجريمة المنظمة فى إسرائيل والتى توحشت خلال السنوات الأخيرة، فقد شهدت الدولة العبرية العديد من حوادث تفجير السيارات المفخخة وتصفية الحسابات بين زعماء عصابات الجريمة المنظمة وحصدت عمليات التفجير هذه أرواح عشرات الأشخاص سواء من افراد العصابات أو مواطنين عاديين شاء حظهم العثر المرور أثناء الانفجار.
ولا يقتصر النشاط الاجرامى لهذه العصابات على منطقة محددة فهو ينتشر فى كافة المدن وهناك أفراد من هذه العصابات اختفوا تماما ولا يعلم مصيرهم أحد وهؤلاء غالبا يتم قتلهم ودفن جثثهم فى اماكن مجهولة وعدد كبير من تلك الحوادث لم تستطع الشرطة حل لغزه أو الوصول للجناة ومما يزيد الأمر صعوبة على رجال الشرطة هو رفض كثير من أفراد العصابات التحول الى شاهد ملك ليشهد على غيره فى المحكمة ويفضل السجن على ان يكون عرضة للاغتيال ورغم ان النشاط الاجرامى موجود فى إسرائيل منذ نشأتها إلا ان المواطن هناك بدأ يشعر بتوحش هذه العصابات خلال العقدين الأخيرين ، ويتنوع نشاط العصابات فهناك من يتخصص فى المخدرات وآخرون فى غسيل الاموال والقمار وتجارة السلاح والرقيق الابيض.. الطريف ان أبرز زعماء العصابات الاسرائيلية ويدعى ريكو لاعب كرة قدم مشهور فى العقد الخامس من العمر اعتزل الملاعب منذ سنوات واتجه للنشاط الاجرامى وتخصص فى غسيل الاموال من خلال افتتاح عدد من المشروعات والانشطة التجارية مثل شركات السياحة والمطاعم وشركات العقارات. وهناك زعيم عصابة آخر لا يقل شهرة عن ريكو ويدعى شالوم دومرانى ويتركز نشاطه فى جنوب إسرائيل ورغم انه غادر إسرائيل واقام بالخارج لعدة سنوات إلا انه عاد ليمارس نشاطه الاجرامى وقد نجا فى الآونة الأخيرة من عدة محاولات لاغتياله على يد خصومه من زعماء العصابات الأخرى وأبرز المحاولات واخطرها كانت إطلاق صاروخ على منزله لكنه نجا لعدم وجوده فى المنزل فى ذلك الوقت.
وهناك حادث آخر لا يقل خطورة وقع منذ عدة سنوات حينما انفجرت عبوة ناسفة بأحد مطاعم تل أبيب وأسفر الحادث عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 42 آخرين وكان يستهدف أحد أباطرة المافيا ويدعى زئيف روزنشتاين أوالبدين كما يطلقون عليه والذى نجا من محاولات اغتيال كثيرة منها ثلاث محاولات فى يوم واحد ، فى ذلك الوقت تم ارسال ثلاث فرق اغتيالات لقتل زئيف " وتعنى الذئب بالعبرية " وهذه الفرق المستأجرة لم تعرف بعضها بعضا أى ان كل فرقة ذهبت لاغتيال زئيف دون ان تعرف ان هناك فرقتين اخريين ذهبتا لنفس الغرض وهو قتله اثناء توجهه إلى مطعم بتل أبيب لكن الثلاثة فشلوا فى اغتياله فزئيف اعتاد التنقل بسيارة مصفحة وبرفقة أربعة حراس وتبين ان محاولات الاغتيال مرتبطة بصراع السيطرة على مناطق النفوذ فى عالم القمار .
رابط دائم: