وسط حالة من الذعر فى فرنسا عقب حادث تحطم الطائرة المصرية، قررت الجمعية الوطنية الفرنسية «البرلمان» تمديد حالة الطوارئ فى البلاد لمدة شهرين إضافيين، والتى كان من المقرر انتهاؤها فى مايو الجاري.
وستغطى فترة تمديد الطوارئ المفترضة بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم المقرر انعقادها بين 10 يونيو و10 يوليو المقبلين، وسباق فرنسا الدولى للدراجات «تور دو فرانس» بين 2 إلى 24 يوليو. وتمنح حالة الطوارئ الشرطة الفرنسية سلطة وضع مواطنين قيد الإقامة الجبرية، وحظر التجول سواء للمواطنين أو السيارات فى بعض المناطق وفى أوقات محددة.
وبرر برنار كازانوف وزير الداخلية الفرنسى قرار تمديد الطوارئ بوجود «خطر إرهابى غير مسبوق».
وقد عقد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند اجتماع أزمة أمس لبحث آخر تطورات حادث الطائرة المصرية، شارك فيه مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى ووزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرو ووزير الطيران آلان فيدالييه وعدد من الوزراء والمسئولين الأمنيين.
وأوضح أولاند خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب الاجتماع الطارئ أن الطائرة المصرية تعرضت لحادث وتحطمت دون أن يشير إلى أسباب تحطمها، كما قدم تعازيه إلى أهالى الضحايا المنكوبين، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم التعرف على سبب تحطم الطائرة دون استبعاد فرضية تعرضها لحادث إرهابي.
ومن ناحيته، أكد فالس أن بلاده «لا تستبعد أى فرضية» فيما يتعلق بحادث طائرة مصر للطيران بعد إقلاعها من باريس فى طريقها إلى القاهرة.
وأشار وزير المواصلات الفرنسى إلى وجود ثلاثة مسئولين أمنيين مصريين على متن الطائرة المنكوبة لحظة سقوطها، «وهو أمر طبيعي» على حد تعبيره.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه متحدث باسم الرئاسة الفرنسية عقب محادثات أولاند الهاتفية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الجانبين سيتعاونان عن كثب فيما يتعلق بالحادث.
وأوضح فالس، فى تصريحات للصحافة: «نحن على اتصال وثيق بالسلطات المصرية المدنية والعسكرية»، مشيرا إلى أن السلطات المصرية أرسلت بالفعل فرق استطلاع جوى إلى الموقع وفرنسا مستعدة للمساعدة فى البحث إذا طلبت منها السلطات المصرية ذلك.
وأكد وزير الخارجية الفرنسى أن أولاند عرض المساعدة على مصر، مؤكدا أن فرنسا تضع تحت تصرف السلطات المصرية فريق بحث متخصصا من الطائرات والقوارب لمساعدة القوات المصرية فى البحث عن حطام الطائرة، وهو ما تزامن مع إعلان الجيش الفرنسى عن توجيه طائرة مراقبة فرنسية من طراز «فالكون» للمساعدة فى عمليات البحث، حيث كانت تعمل فى البحر المتوسط على مراقبة تدفق المهاجرين.
كما أكد إيرو أن أولويات فرنسا الآن هى طمأنة أهالى المفقودين، وتوفير كل المعلومات والمساعدات الطبية والنفسية لأهالى الركاب المتغيبين.
كما أعلن عن تخصيص مركز طوارئ فى مطار شارل ديجول، وكذلك داخل وزارة الخارجية الفرنسية وفى سفارة فرنسا بالقاهرة لخدمة أهالى الضحايا. كما تم وضع رقم خاص تحت تصرف العائلات ممن لديهم ضحايا على متن الطائرة.
وأشار إلى أن السفارة الفرنسية فى القاهرة تفتح أبوابها لعائلات الركاب الذين كانوا على متن الطائرة. وتدفق أهالى الضحايا على مطار شارل ديجول فور ورود نبأ سقوط الطائرة المنكوبة، وهم فى حالة انهيار كامل.
ومن ناحيته، أعلن النائب العام الفرنسى عن فتح تحقيق حول أسباب سقوط الطائرة المصرية، مشيرا إلى صعوبة تأكيد أو استبعاد أى فرضية حتى الآن.
رابط دائم: