فى مقام الصَبا مقام الشجا والغناء الحزين العذاب المُمَوْسَق والنبض فى الوتر المُستكين حيث ريشة عود تعذبُهُ
(ريشة من أُوَزِّ كسيرْ
كان يوماً يطيرْ)
حين تجذبُهُ
يتذبذب: عذباً.. مريراً..
ومُسْتعذِباً
والكمنجات – بعد مكابرة وإباءٍ –
تبوح وتفتح باب الأنين..
u u u
شامخاً.. وجريحاً..
يقوم المغنى
يجود بآهاته فوق نَوْح الكمنجات
ينَوِّم بالآااهة الحاضرين
والجماهير تصرخ من شجوهِ طربا
يتسلطنُ – لكنه إذ يرفرف مبتعداً
مثل سرب حمامْ
فهو مهما يرفرفْ سجين سماء المقامْ
يتمرد، لكنه فى إطار الملحنِ:
يخرج من لحنِهِ
وهو فى أَسْرِهِ مُسْرَجٌ فى النظام
ويُحَلِّق مهما يُحَلِّقْ فليس له مَهرَبٌ
وهو لا يبتغى مَهْربا
أين يهرب من فنِّهِ
والنشاز يحيط بهِ
مثل سور على سجنهِ؟..
u u u
ويصعد فوق الكمنجاتِ
فى ذروةٍ من جلال طعينْ
ويصدح بالآاااه، والناس تسكر من حُزنهِ
وأَعِدْ.. وَأَعِدْ.. وأَعِدْ
وثلاثاً تقول لأشجانه مرحبا
فى مقام الصَبا
فى مقام الصبابة والهجرِ
والسُّهدِ للفَجرِ
والآااااهِ
يا ظالمى، إذ هجرْتُكْ
كان قلبى.. الذى يتدَرَّع بالصبر والكِبْرِ
يُضمِر ذُلَّ الحنين..
u u u
شاعرٌ شاء هذا الغرام المُهين
والملحن زَيَّنَهُ..
حين كوَّنَهُ
من شخاليل رِقٍّ
على ذبذبات نداءٍ سجين
من قانونٍ وعود
يثور ويهجر ثم يعود
يرِقُّ ويخضعُ، يخشعُ
يلْتَذُّ تحت القيود
فى تراث من الذل يحلو لنا
معشرَ العاشقين
وتمنعُنا عِزةُ النفس حِيناً
ولكننا نرتمى بعد حين
فى مقام الصَبا
فى مقام الشَّجا
والتأوهِ تحت سياط رموش الحبيب الجميل
u u u
الكمنجات تغضبُ
لكنها تتذللُ فى آخر اللحنِ
أو تتذبذبُ بين الإباءِ وبين الأنين
آاااااهِ يا ضيعة المغرمين..
u u u
وأعود إلى مطلع اللحنِ:
يا قاتلى
آاااااااهِ يا قاتلى
إذ هجَرْتُكَ كنت أُقَبِّلُ سكين جُرْحى
وأُقَبِّلُ جُرحى.. لأن حديدَك مَرَّ بهِ
مَرَّ فيه ومَزَّقَهُ..
..
بورِكَ الجُرْحُ يا أجملَ القاتلين
بورِكَ الجُرْحُ يا أجملَ القاتلين.
رابط دائم: