رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حلم الثراء يداعب الشباب وينتهى بغرقهم..
الهجرة غير الشرعية.. حرام

تحقيق - حســنى كمــال:
تفشت فى الفترة الأخيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أفرادا وجماعات، وتردى فى هذا الخطأ أعداد كبيرة من المصريين يغامرون بحياتهم ويبدأون رحلة محفوفة بالمخاطر ويعرضون أنفسهم وأموالهم للهلاك بحثا عن فرصة عمل كريمة.

وإذا كان الشارع الحكيم أمر بالسعى فى الأرض، فقال سبحانه: (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه)، وقال جل شأنه: (فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله)، فان علماء الدين يؤكدون أن المشى والانتشار فى الأرض المأمور بهما فى الآيتين، لابد أن يتبع فيه أحكام الشرع الحنيف، فلا ينبغى أن يفضى أى منهما إلى هلاك صاحبه، أو تعريض نفسه إلى الهلاك، كما انه لا يجوز أن يكون اعتداء على حق أحد، أو ارتكابا لمحرم، وأوضح علماء الدين أن ركوب بعض الشباب متن الشطط، والمغامرة والسفر إلى المجهول، لتكون النتيجة إما غرقا وإما إرجاعا إلى بلدهم عن طريق سلطات دولة الهجرة.
ويقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الشارع الحكيم أمر بالسعى فى الأرض، فقال سبحانه: (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه)، وقال جل شأنه: (فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله)، ولكن المشى والانتشار فى الأرض المأمور بهما فى الآيتين، لابد أن يتبع فيه أحكام الشرع الحنيف، فلا ينبغى أن يفضى أى منهما إلى هلاك صاحبه، أو تعريض نفسه إلى الهلاك، ولا يجوز أن يكون اعتداء على حق أحد، أو ارتكابا لمحرم، وإن انتشار الحالمين فى الأرض، أوصلهم إلى ركوب متن الشطط، وبلوغ الغاية فى إهلاك أنفسهم، إذ وجد أن فئاما منهم فكروا فى ولوج أراضى دول، لا تسمح أنظمتها بدخول حدودها إلا بتصريح، ولكن الحالمين الذين يسعون دائما إلى إهلاك أنفسهم، تحدوهم فكرة المغامرة والسفر إلى المجهول، لتكون النتيجة إما غرقا وإما إرجاعا إلى بلدهم عن طريق سلطات دولة الهجرة، ولن يثنيهم عن مغامراتهم المهلكة غرق أو قتل، أو غيره، يحدث لغيرهم من الباحثين عن الثراء السريع، وإذا كانت الدولة مطالبة بتوفير فرص عمل مناسبة لهؤلاء، فإن آلاف فرص العمل يعلن عنها فى مؤسسات الدولة المختلفة، فضلا عن وجود فرص عمل فى بلاد عربية مجاورة، يأمن الذاهب إليها على نفسه، ولذا فإن من يدخل أرض دولة لم يصرح له بدخولها، فإنه يعد متجاوزا لحدود الله تعالي، وسفره سفر معصية, فإن هلك فى رحلته تلك يهلك على معصية الله تعالي, ويعد ملقيا بنفسه إلى التهلكة, فينال العقاب الأخروى الذى يستحقه الساعى إلى قتل نفسه أو إهلاكها.
وأضاف: إن أعضاء تلك العصابات الذين يساهمون فى قتل الشباب، يرتكبون جملة من الأعمال المحرمة منها المساهمة فى القتل والمساعدة على أعمال النصب والاحتيال والخداع والتدليس لهؤلاء الشباب بالوعود الكاذبة ولذا ينبغى على الدول القبض على هؤلاء ومعاقبتهم على هذه الجرائم.
ووجه الدكتور إدريس، رسالة للشباب بأن يقوموا بالبحث عن العمل داخل بلادهم أيا كانت طبيعة هذه الفرصة مؤقتا، حتى تمر البلاد وتعبر إلى حد الاستقرار والتنمية الكاملة، كما طالب الآباء بتعريف أبنائهم بأن رحلة الاغتراب إنما هى رحلة الموت والهلاك، ثم يأتى أخيرا دور الدولة من الناحية التشريعية بسن قوانين مشددة تجرم كل من يقوم بالمساعدة والمساهمة فى هذه الأعمال غير المشروعة سواء من الوطنيين أو من الخارج، ومحاولة المشاركة فى القوانين الدولية التى تجرم الهجرة غير الشرعية، كما ينبغى على الدولة عقد اتفاقيات بين الدول التى بها فرص عمل تحت رقابة وزارة القوى العاملة والتضامن الاجتماعى كى يسافر هؤلاء الشباب عبر ترشيح الدولة لهم بطريقة رسمية تضمن لهم حقوقهم والتأمين عليهم ونحو ذلك، وزيادة نطاق المشاريع الصغيرة وتضحى الدولة بقسط من تكاليفها نيابة عن الشباب للأخذ بأيديهم وتفوت الفرصة عليهم لترك بلادهم. وطالب الحكومة بأن تضع فى أولوياتها أن يكون ذلك على التوازى مع حل المشاكل السياسية والأمنية بأن يكون قدر كبير من النشاط لحل المشكلة الاقتصادية التى تقضى على هذه الظاهرة غير الشرعية.
من جانبه طالب الدكتور حامد أبوطالب، عميد كلية الشريعة والقانون السابق، وسائل الإعلام بتوعية وتوجيه الشاب توجيها سليما للبحث عن فرصة عمل كريمة، وغير محفوفة بالأخطار، وزيادة الوعى بمخاطر الهجرة غير الشرعية، فكثير من الشباب يعتقد أن رحلته إلى أوروبا هى رحلة بحرية يستمتع فيها بالبحر وسيجد فرصة طيبة للعمل، فيفاجأ بالموت والهلاك فى عرض البحر، كذلك من الضرورى تضييق الفوارق فى الأجور والدخول بمعنى إقامة العدالة الاجتماعية والدول الأوروبية الغنية مسئولة مع الدول الفقيرة فى هذا الشأن لأن العامل عندنا فى الدول الفقيرة لا يزيد دخله الشهرى على مائة دولار، بينما العامل فى الدول المتقدمة دخله يزيد على ألفى دولار، فالفارق كبير جدا، ومن ثم فالواجب على هذه الدول أن تساعد الدول الفقيرة وتنشئ مصانع لدفع اقتصاد هذه المناطق، وبالتالى تحمى نفسها من مشاكل ومخاطر الهجرة غير الشرعية.
وفى سياق متصل يرى الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة الإسلامية، أن الإسلام حدد مبادئ العدالة فى توزيع الدخول والثروات داخل المجتمع، ووضع الأسس الرئيسية لها بدءا من الزكاة وأعمال البر والتطوعات والصدقات الجارية، وحتى قيام الأغنياء بالنظر للفقراء فيستفيدون من جهودهم فى مقابل حقهم الثابت فى الحصول على دخل حلال لهم ولأسرهم، لكن هذه القضية لم تكن بهذا الحجم أو الضخامة، وبالرغم من أن المجتمعات التى يهاجر منها الشباب ليست معدمة أو فقيرة، فمصادر دخلها متوافرة، إلا أن الخلل الواقع فى التنظيم والتخطيط يسد فرص العيش على هؤلاء الشباب، فيقعون فى براثن عصابات دولية متخصصة تبيع الأمل الكاذب لهؤلاء الشباب، فيلتقطون الطعم، ويجدون الوهم بعد ذلك، فهؤلاء الشباب مسئولون أنهم يقبلون أعمالا وضيعة فى هذه البلاد بصدر رحب، ولكنهم يرفضونها فى بلادهم، والمشاريع الإنمائية وإصلاح الأراضى وأعمال البناء المتنامية قد تغطى جزءا من حاجة هؤلاء الشباب إلى العمل، لكنهم يتكاسلون ويرفضونها فى بلادهم، ويطمعون فى الحصول على وظيفة ثابتة إدارية يميلون فيها إلى الراحة والكسل دون تحقيق أى نمو فى الإنتاج.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق