رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الشقة».. تفتح نوافذها للمواهب الشابة

محمد بهجت
عندما استزرع الكانتالوب لأول مرة فى مصر.. اصبح موضة بين الناس.. الكل يتحدث عن الفاكهة الجديدة وفوائدها ومذاقها اللذيذ.. وفى الصيف التالى امتلأت الأسواق بأطنان من ثمار الكانتالوب.. وزاد العرض على الطلب ورخص سعره وخسر الجميع نتيجة الرغبة المحمومة فى التقليد وعدم المغامرة بتجربة الجديد..

ونفس هذا المنطق يسود سوق القنوات الفضائية للأسف والذى يبدو أن أصحابها من قدامى مزارعى الكانتالوب.. فعندما ينجح برنامج مسابقات فى تقديم المواهب تمتلئ الشاشات كلها ببرامج مشابهة لا تحمل أى نزوع إلى التجديد أو الابتكار وعندما ينجح الفنان اشرف عبدالباقى فى تقديم تجربة مسرحيات فصلية عبر برنامج تليفزيونى يصبح فى كل قناة برنامج مشابه وخسرت معظم التجارب نتيجة سرعة التحضير وغياب الروح والحماس الذى يتطلبه فن المسرح لكن التجربة التى تشرف عليها فنيا نقابة المهن التمثيلية تختلف كل الاختلاف عن معظم التجارب الأخرى لعدة أسباب أولها وجود كوادر عديدة ومتنوعة من المبدعين فى التمثيل والإخراج والديكور والأزياء ومصممى العرائس من ابناء نقابة المهن التمثيلية ومعظمهم يسعى للتحقق وإيجاد فرص عمل دون املاء شروط صعبة أو مجحفة.. وثانيا لتنوع الرؤى مع تغير المؤلف والمخرج فى كل عرض مسرحى وهو ما لا تتصف به غالبية البرامج المنافسة وثالثا لتبنى د. أشرف زكى ومتابعته لهذا المشروع وهو رجل يسعى للنجاح الجماعى وليس الفردى بدليل انه لم يمارس حقه فى التمثيل أو الإخراج وآثر أيضا أن يترك مهمة الإشراف الفنى لزميله المخرج المبدع شادى سرور.

أما أهم أسباب النجاح فى تصورى فهو حسن اختيار النصوص الجديدة التى تحمل أفكارا جديدة وكوميديا جديدة وتفرض على الساحة جيلا من الكتاب المبدعين، ومن بينهم محمد عز مؤلف مسرحية الشقة.. والذى يتميز بموهبة كبيرة وخيال واسع وقدرة على تخليق الأحداث داخل نفس المكان والزمان ودون الحاجة إلى تغيير الديكورات وهو ما يعنى امكانية تقديم نص مسرحى غنى فى محتواه وقليل التكلفة فى نفس الوقت.. والشقة تحكى عن عريس فى ليلة الدخلة يفاجأ بوجود عفاريت داخل بيت الزوجية وكلما حاول طردهم عن طريق الشرطة او محضرى الأرواح أو فرق طرد العفاريت الأمريكية اكتشف أن كل هؤلاء أيضا من العفاريت وتتوالى المفاجآت والمفارقات الكوميدية إلى نهاية العرض.. والإخراج لمحمد جبر وهو واحد من شباب المخرجين المتألقين.. قدم من قبل 1980 وانت طالع، وظل الحمار، وكانت تجربته الأولى بمثابة صرخة شبابية ضد تهميش الشباب على المستوى السياسى والاجتماعى.. أما مسرحيته الثانية فكانت تحذر من الانقسام وعدم قبول الآخر.. أما الشقة فتكشف بذكاء وخفة ظل عن حالة العبث التى تواجه الشخص العادى وتصدمه بوجود قوة غير ظاهرة تحاول مشاركته فى بيته واحلامه وقوته البسيط.. ونجح محمد جبر فى استخدام امكانيات أبطاله فى التمثيل والأداء الحركى والغناء ليقدم عرضا فنيا شديد الامتاع والجاذبية.. أما الممثلون فقد تالق محمد على رزق فى اول بطولة له واثبت أنه ممثل كبير الامكانيات ولديه حضور طاغ ولا يتكلف أبدا من أجل الإضحاك وإنما يؤدى دوره ببساطة واحساس ويشارك زملاءه فى التمهيد للضحك مؤثرا أن تبدو البطولة جماعية والأدوار متساوية رغم أنه بحكم طبيعة النص هو الشخصية المحورية الأولى للأحداث.. أما ولاء الشريف فنجحت إلى حد كبير فى رسم شخصية العروس ذات الملامح البريئة والتجارب المتعددة مما يفجر الضحك مع تصاعد المواقف واستطاعت أن تثبت قدرتها على حمل مسئولية البطولة النسائية لأول مرة، وأجاد باقى الممثلين مروة عيد ومحمد نصر ومصطفى عبدالسلام ومحمد البحيرى واحمد الرفاعى ورامى رمزى ومودى ومحمد زكى وهى مجموعة واعدة من المواهب الحقيقية التى سيكون لها حضورها القوى على ساحة الفن فى السنوات القليلة المقبلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق