المسرح جديد بالنسبة لى، ذلك هو مبنى المسرح الذى أطلق عليه «مسرح النهار»، فقد شاهدت عرضا عليه منذ سنوات طويلة، وبعد ذلك كان الصمت المطبق.
منذ أكثر من 40 عاما كان الكاتب فيصل ندا قد استأجره، ولكن كانت هناك مشكلات عديدة بخصوص تشغيل المسرح انتهت تقريبا إلى إغلاقه.
هذا الأسبوع ذهبت للمسرح لأشاهد مسرحية بعنوان «حديث أم دينا».
قبل الدخول فى تفاصيل العرض رأيت المسرح قد تم إعداده وترميمه وتجميله، وحتى خشبة المسرح التى كانت ضيقة للغاية تم توسيعها.. الجدران كلها تغيرت حتى الكواليس تغيرت تماما وأعجب ممن نفذوا هذه الإصلاحات والتجميل أنه تم خلال أقل من شهر.
هذا المسرح يتبع حاليا نقابة الممثلين التى تقوم بتشغيله وتحاول من خلاله خاصة مكانه فى وسط البلد.. شارع قصر العينى.. أن تقوم بإعادة الحياة للمسرح وبث نهضة جديدة للمسرح الذى عانى الفترة الماضية من كساد.
ولو عدت للتجديد فلم يكن فيما شاهدت تحت إشراف مهندس ديكور فنان، وذلك من خلال الألوان فقط.. أما باقى الترميم والتجميل فكان جيدا خاصة فى هذا الوقت السريع، فوجود اللونين الأخضر الغامق والبنى للخشب كان إلى حد ما قاتما. المهم المسرح بدأ يعمل وبدأت عليه عروض المسرح وما أعجبنى قبل العرض هو هذا الجمهور الكبير الذى يشغل ليس معظم بل كل مقاعد الصالة.
فماذا عن العرض؟
اسمه كما ذكرت «حديث أم دينا» وأخذ بعضا من بصمة حديث المدينة الذى كان يقدمه الإعلامى الكبير مفيد فوزى لدينا فكرة جديدة ربما أيضا ممتازة من خلال مذيع يقدم «حديث أم دينا» وفيه عدد من المشاهد التى تصور مجموعة من المحكمين الذين يتابعون ما يعرف حاليا بالغناء أو الرقص أو الكوميديا أو خلافه مما تقدمه الفضائيات.
الفكرة إذن جيدة بأن نشاهد هيئة المحكمين وما يقدم أمامهم من مختلف الفنون، هناك البرنامج الرياضى والبرنامج الغنائى والراقص وهكذا.. إذن الفكرة بالفعل جيدة وكنا ننتظر أن نرى مشاهد مختلفة بالطبع مغلفة، بل هى أساسا كوميدية.. كان هذا هو المفروض.. لكن ما شاهدناه عبارة عن مجموعة من الاسكتشات لا تليق بالمسرح الحقيقى رغم مجهود واضح لبعض المحكمين.
اذن رأيت مسرحا ورأيت جمهورا كبيرا ورأيت زحاما على الأبواب، لكن النتيجة بالنسبة لى لم تكن هى ما أتمناه لمسرح يتبع أو فكرته جاءت من نقابة الممثلين بنقيبها النشط أشرف زكى والمعروف أنه أيضا أراد ـ إلى جانب حركة فى المسرح ـ أن يقدم عددا من أعضاء النقابة بالتمثيل فى هذه المسرحيات، خاصة أولئك الذين لم يعملوا أو يعملون بصفة ضعيفة وغير منتظمة.. فهذا ربما يوفر لهم استنهاض فنهم، وأيضا الكسب من وراء الاشتراك فى هذه المسرحيات.
أطلب من القائمين على هذا المشروع ومنهم شباب مجتهد وفنان حقيقى أن يراعوا فى العروض القادمة أن تكون أكثر تعبيرا عن المسرح الحقيقى.
رابط دائم: