رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
ولم يكن مرشحا لأي بطولة، ففاز ببطولة الدوري الإنجليزي معاكسا المراهنات التي وقفت ضده بنسبة 1: 5000، وحتي بعد فوزه فالمراهنات أنه لن يحصل علي الدوري العام القادم بلغت نسبة 1: 500!! وكسب نادي ليستر تعاطف العالم، ودفع الجميع للتعاطف معه.. إنه فريق من مجموعة عصاميين، بدءا من مالكه التايلاندي، مرورا بمدربه الإيطالي كلاوديو رانييري، الذي لم ينل من الشهرة حظوظ الكثيرين، وحصدها بعد صبر طويل، لأنه لا يعرف اليأس، وأدار مبارياته بواقعية وهدوء وأخلاق، وما أحلي النجاح ولو تأخر، أما اللاعبون العصاميون فكانت أسماؤهم مجهولة ، وأسعارهم متواضعة في بداية الدوري، ومع توالي المباريات والانتصارات واقتراب الحلم خطوة خطوة، كان اللعب بالقلوب قبل الأقدام، فتحقق لهم ما عجز عنه من يفوقونهم سعرا بأضعاف مضاعفة. إن تجربة نادي ليستر تاريخية ونادرة، وأثبتت أن الدنيا تؤخذ بالكفاح والجد لا بافتعال الأعذار واختلاق المشكلات، وأكدت أن الحظ أحيانا يرق للمجتهد، وأن المجتمعات السوية فيها مكان لكل مجد أيا كان عنصره ودينه ، فالمدرب إيطالي، والحاصل علي جائزة أفضل لاعب في الدوري هو الجزائري المسلم رياض محرز، ولم يمن أحد علي النادي ومدربه ولاعبيه بالفوز والتقدير، فالفوز للجميع، للدولة والمجتمع والرياضة، لذا تابع العالم هذه الملحمة بإعجاب وشغف وإكبار. وقد أثبت نادي ليستر أن المجتمع الإنجليزي حي، ومتجدد، ومنفتح، ولم تقف الصحافة ضد نادي ليستر ولا لجنة الحكام، ولم يخرج رئيس ناد يوزع الاتهامات هنا وهناك بل وقف الجميع مع النادي العصامي ومدربه ولاعبيه.. إنه ناد أحيا أمل المستضعفين، وأثبت أن الأماني تتحقق، وأن الطريق مفتوح لمن يكد ويتعب، وأن المجتمع يساند كل مجتهد ويتقبله ولا يقف في طريقه.. هذا هو المعني الذي أدهش العالم وانحني له ولنادي ليستر ولبريطانيا كدولة حرية. د.حسام محمود فهمى أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس