رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الأهرام» تشهد إطلاق ثورة علمية لعلاج الأورام من داخل معهد أبحاث طبية بيولوجية بكامبريدج..تدريب جهاز المناعة الطبيعى على تدمير خلايا السرطان

تحقيق من بوسطن : حسام زايد
فى رحلة أستغرقت ٣ أيام لمدينة بوسطن الأمريكية تمكنت خلالها الاهرام ضمن ١٠ صحف أخرى يمثلها صحفيون علميون على مستوى العالم ،من زيارة لمعهد للأبحاث الطبية البيولوجية بكامبريدج وهى مقر لشبكة اكتشاف الأدوية العالمية،

 ويعمل بها أكثر من ٦ آلاف عالم وطبيب ومتخصص إدارة أعمال فى أوروبا وأسيا والولايات المتحدة، وهى موطن لأبحاث علاج الأورام، والعلاج المناعى للأورام، ومجموعة كبيرة من الأمراض، ويعمل بها الموهوبون فى اكتشاف الأدوية الجديدة، نظرا لأنها بيئة خصبة، وتختص معامل تلك المعاهد بأدوية السرطان والمناعة من الأمراض ، والخلايا الجذعية، والجيل الجديد من اختبار البصمة الوراثية بالتعاون مع الشركاء الأكاديميين، وقسم العلوم الطبية البيولوجية بجامعة هارفارد.




وشمل برنامج الزيارة التجوال داخل معاهد الأبحاث الطبية بعد تنفيذ كل الشروط الصارمة التى تم اعلانها من خلال عرض تقديمى للزيارة لشرح كل ما سيتم زيارته داخل المعهد مع اعلان العديد من المعلومات العلمية الهامة، وبالفعل تجولنا وقمنا بمشاهدة المعمل الذى يقوم بتجميع ملايين الخلايا الوراثية على شريحة ليفرق بينها وبين غيرها داخل كل انسان ليتم انتاج علاج مفصل خاص به، كما شاهدنا معمل اعادة برمجة خلايا الجهاز المناعى لمهاجمة السرطان بدون علاج كيميائى او جراحى .. والأمر بكامله كان نوعا من الخيال العلمى الذى نشاهده فى الأفلام الأمريكية، مع الفارق اننا شاهدناه على الحقيقة، فشاهدنا العالم بالبالطو الأبيض والنظارة الطبية فى معمله، والأجهزة المتطورة بشكل مذهل التى تعتمد فى عملها على مجموعة من الروبوت، وفى نهاية الزيارة تجمعنا لحضور المؤتمر العلمى بحضور العلماء واصحاب القرار فى علاج الأورام فى العالم لطرح الجديد فى مجال الأبحاث للعلاج والتشخيص للسرطان..

وقد كشف المؤتمر العلمى عقب الانتهاء من الزيارة عن مجموعة من الاكتشافات العملية الهامة من بينها، ما توصلوا اليه نحو العلاج المفصل لمرضى السرطان الذى يساعد على إنقاذ حياة المرضى وتغييرها للأفضل، حيث أثبت خلال ٢٠ عاما فى مجال علم الجينوم أن الرعاية الأفضل لمرضى السرطان لا تكون بنظام العلاج الواحد لجميع المرضى.

وقال العلماء إن العلاج المفصل للمرضى يغير طريقة تشخيص السرطان وعلاجه ، بعد ان أظهرت الأبحاث أن حوالى 40% من مرضى السرطان يعانون من ورم ناتج عن خلل وراثى واحد على الأقل، وأن العديد من الأورام السرطانية ناتجة عن تحور جينى من الممكن استهدافه أثناء العلاج، ووجد ان نسبة المرضى الذين تم اكتشاف خلل جينى لديهم، تمثل ٧٣٪ فى سرطان الجلد، والغدة الدرقية...56%، القولون والمستقيم...51%، والرئة...41%، والثدي...32%.

ومن ناحية أخرى كشف العلماء عن إطلاق معهد الأبحاث لوحدة علاج الخلايا والجينات بهدف تغيير المناهج المتبعة فى رعاية المرضى والممارسات الطبية، وذلك من خلال تطوير مجموعة العلاجات الجديدة لتحل محل الخلايا أو تعيد برمجتها، ولكى تعيد تنظيم عمل الجهاز المناعي.

كما كشف المؤتمر عن العلاج بتكنولوجيا " كار " وهو احدث علاج مفصل يقوم بتطويره معهد الأبحاث بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا ويستغل جهاز المناعة الخاص بالمريض لقتل الخلايا السرطانية، باستخدام مستقبلات مصنعة ، حيث يتم سحب خلايا تسمى " تى " من دم المريض، ويتم اعادة برمجتها فى المعمل لإنتاج خلايا "تى " مصنعة ومعدلة جينيا وبشفرة جديدة لأصطياد خلايا السرطان، وعند إعادة حقنها فى المريض تصبح جزءا جديدا من جهاز المناعة الخاص به، وتكون وظيفتها مهاجمة الخلايا السرطانية فقط وتدميرها.

وأوضح العلماء ان العملية تبدأ بفصل خلايا الدم البيضاء، بما يشمل خلايا " تى "، ثم ترسل إلى معمل متخصص لإعادة برمجتها، وهناك تشفر للتعرف على خلايا السرطان، ومن ثم يتم نقلها لخلايا " تى " الخاصة بالمريض باستخدام فيروس غير نشط. وبمجرد اكتمال عملية نقل الجينات، تكون خلايا "تى" قد أعيد برمجتها لاصطياد خلايا السرطان عن طريق التعبير عن مستقبلات مصنعة بتكنولوجيا “ كار “ على سطحها.

وأضافوا بان استخدام جهاز المناعة بالجسم لمحاربة السرطان هو المنهج العلاجى الجديد. وقد استغرق الأمر عشرات السنين لزيادة فهم عمل خلايا المناعة " تى" وإشاراتها المستخدمة لمهاجمة أهدافها.

ويقول ويندى وينكلار المدير التنفيذى للمجموعة إن مهمة المركز هى الفهم الدقيق للتغيرات الجينية التى تحدث للخلايا السرطانية، وكيفية الاستفادة من هذه المعلومات لتحسين الرعاية والعلاج.

والجهود المبذولة لدعم الطب الشخصى او ما يطلق عليه العلاج المفصل تتمثل فى مساعدة جميع مرضى السرطان للحصول على اختبارات شاملة للجينات حتى يمكنهم فهم التغيرات الجينية التى حدثت فى أورامهم، وهو الأمر الذى سيمكنهم وأطباءهم من تحديد أفضل علاج مفصل مناسب لكل حالة ليحقق أفضل النتائج.

وأشار الى ان الاورام تحت الميكروسكوب تظهر فى شكل واحد. أما إذا نظرنا إلى البصمة الوراثية DNA، سنجد أن لكل مريض تغيرات جينية مختلفة، ولذلك يستجيب كل منها للأدوية بطريقة مختلفة.

وقد ناقش المنتدى العالمى للابتكار الطبى الذى ضم اكثر من آلفى طبيب متخصص فى مجال علاج الأورام الطرق المبتكرة للعلاج والتشخيص على مدار ٣ ايام من اجل تقديم رعاية افضل لمريض السرطان.

وعلى صعيد آخر قال ريتشارد هيملر وهو متعافى من سرطان الرئة باستخدام التكنولوجيا الحديثة إنه أصيب بسرطان الرئة عام 2004 وقد كان يبلغ من العمر آنذاك 44 عامًا، وهو غير مدخن وليس لديه تاريخ عائلى للإصابة بهذا المرض، وهو مدير تنفيذى سابق لمنظمة تنموية غير ربحية وفى إجازة إعاقة دائمة منذ عام 2007. واليوم يفخر بأنه متعاف منذ 12 عامًا عاوده خلالها مرض السرطان 11 مرة.

ويقول إنه دخل ضمن دراسة بحثية عن العلاج الموجه، بعد ان بلغه اصابة ٢٠٠ الف شخص بنفس مرضه وأن كثيرا منهم توفوا، شعر بعدها بالتحسن وقد اختفت العلامات التى ظهرت فى الاشعة من قبل على رئته بعد شهر من العلاج، وكانت قد ظهرت من قبل عندما تم تشخيصه بأنه مريض سرطان الرئة، واليوم يشعر انه افضل بكثير.

وقال إنه تمكن من رؤية حفل تخرج احفاده، وحضر خطبتهم وأصبح لديه أمل جديد فى الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    Akram
    2016/05/08 00:26
    0-
    0+

    برجاء النشر
    عندما تدرس الجهاز المناعي والجينات الوراثيه لاتستطيع الا ان تقول انما يخشي الله من عباده العلماء وارجو الاشاره هنا انه رغم جهود العلماء الا ان العلاج بالكار تي وبالذات لسرطانات الدم الحاده والليمفاويه هو علاج موءقت بالنسبه للمرضي الذين لايستجيبون للعلاج الكمياءي العادي وذلك لادخالهم في مرحله كمون لكي يمكن عمل زراعه نخاع بعد ذبلك وهو موءقت لانه يفقد فاعليته بعد مرور مده اقصاها سبعه اشهر كما ان اعادره برمجه الخلايا وحقنها يكون مصحوب بمضاعفات شديده قد توءدي الي الموت
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق