أنا أرملة تعديت سن الخمسين، وحاصلة على مؤهل عال ، وكنت متزوجة من رجل صعيدى تعرض لمحنة المرض لبضع سنوات، ورحل عن الحياة منذ عامين، ولم يرزقنا الله بأولاد، ورضينا بقدرنا، فهذه المسائل مقدرة منه سبحانه وتعالي، وعلينا دائما أن نرضى بقضائه، وبعد رحيله افتتحت مشروعا تجاريا صغيرا، أنا وقريبة لي، ونصحنى كل معارفى بالزواج، وبعد تفكير طويل وافقت على المبدأ، ولكن كل من تقدم لى همه أن يعرف عائد المشروع، وهل الشقة التى أسكن فيها إيجار أم تمليك، ومنهم من سألنى عن ميراثي، وبعضهم طلب منى الزواج العرفى حتى لا ينقطع المعاش الذى أتقاضاه، بمعنى أنهم جميعا لا يفكرون إلا فى المال والمتعة وإدارة المشروع نيابة عني، فهل يليق هذا؟ وأين رجال الزمن القديم زمن الشهامة والرجولة، وأين عزة النفس؟ فالطمع فى النساء من أسوأ الصفات التى دأب عليها الكثيرون من الرجال!
> فى حديث دار بينى وبين الدكتور حسام أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى قال لي: إن إحدى مريضاته ناقشته فى هذا الأمر، وكيف تكون القوامة لرجل يترك أسرته ولا يصرف عليها، وفى الوقت نفسه يحصل على حقوق مضاعفة مقارنة بها، ورد عليها ردا بليغا بأن الرجل هو الذى يملك القوامة، وليس الذكر، فهناك كثيرون يحملون صفة الذكورة، لكنهم ليسوا رجالا بالمفهوم الضمنى للكلمة والذى يعنى أولئك الذين يتحملون الشدائد ويواجهون المصاعب، وينحتون الصخر لتوفير القوت لأولادهم، ولا يعقل أبدا مقارنتهم بمن يجلسون على المقاهي، والطرقات، وينتظرون أن تأتيهم زوجاتهم بالمال، ولا يعنيهم من قريب أو بعيد مصدر هذا المال.. المهم أنهن يأتين بما يحقق لهم رغباتهم.
وهذا الصنف من الذكور يجب الابتعاد عنهم، وعدم الانسياق اليهم، وأحسب أنك أدركت ذلك بوضوح من خلال من حاولوا استمالتك إلى صفهم للسيطرة على مشروعك ومعاشك وشقتك، ثم الإطاحة بك فى الوقت المناسب.
لا يا سيدتي: لا تتزوجى بأى من هؤلاء ولا ترتبطى إلا بمن يريدك لذاتك ويوفر لك الحياة المستقرة، وأسباب العيش الكريم، ولتأخذى الضمانات الكافية التى تكفل عدم التلاعب بك، وفوق ذلك تحرى الرجل الصادق الأمين الذى يسعى إلى أن يعيش ما بقى له من عمر فى سعادة واستقرار وراحة البال، وفقك الله وسدد خطاك.
رابط دائم: