بعض النساء والفتيات يبحثن عن الارتباط برجل متزوج، بل يحلمن به ويسعين بكل الطرق لجذبه إليهن. والسؤال.. هل المرأة تتوق دائماً للبحث عن الرجل الذى يحمل رائحة امرأة أخرى؟ أم أنها تعجب بهذا المتزوج الخبير بالعلاقات النسائية والتعامل مع امرأة أخرى؟ أم أنه يرضى غرورها لأنه يفضلها على زوجته؟ أم أن هذا نتيجة خلل نفسى أو اجتماعى فى تركيبة بعض النساء والفتيات؟
الإجابة وجدناها مفاجأة عند بعض الفتيات..
مها.. طالبة جامعية تقول: بالقطع أفضل الرجل المتزوج من أخرى! فالشباب غالباً لا يكون مهيأ اقتصادياً للزواج، ولكن غالبية الرجال المتزوجين يكونون أقدر مادياً، وأنا لا يهمنى أن يتزوجنى رجل على أخرى أو أن يكون أكبر منى فى السن.. المهم أنه سيدللنى لأننى سأكون الجديدة، وسيحقق لى كل طلباتى واحتياجاتى.
نيفين سكرتيرة مطلقة تعمل فى إحدى السفارات.. قالت: لا أمانع في الزواج من المتزوج، لأننى باختصار لا أريد أن أقيم حياة شاقة مع رجل يجلس معى طوال الوقت.. وحتى إذا أنجبت أتمنى أن أرزق بطفل واحد، فأنا غير قادرة على تحمل مسئولية منزل وإدارته، ولن أكون أبداً مثل والدتى وأعيش طوال حياتى لبيتى وأولادى.. أريد الاستمتاع بكل لحظة فى حياتى.
ـ عفت.. محامية فى الأربعين من عمرها.. متوسطة الجمال، قالت: فى ظل ما نعانيه من تردى ظروف اقتصادية وتأخر سن الزواج وزيادة العنوسة طبعاً لايكون لى خيار سوى هذا المتزوج، أو الأعزب بنواقصه وعيوبه التى جعلته بالقطع يستمر بدون زواج حتى سن متأخرة، فقد يكون متعذرا مادياً، أو قد يكون لديه مشكلة صحية أو نفسية جعلته يتأخر فى الزواج.
د. محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة الأزهر يقول: إن الفتاة التى تميل إلى الارتباط برجل متزوج تنظر إليه على أنه صاحب نضج فكرى واجتماعى وأيضاً استقرار مادى، مع ملاحظة أن زميلها فى الجامعة أقل منها نضجاً، لأن الأنثى بطبيعتها تنضج فكرياً أسرع من الولد، بالإضافة للتراجع فى شخصية الكثير من الشبان فكرياً وثقافياً ومعرفياً، ثم علينا أن نتحدث عن فئة أخرى، وهى فئة المطلقات والأرامل ومن فاتهن قطار الزواج.. هؤلاء فى الغالب حسب عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة لا يتزوجن إلا رجلاً سبق له الزواج، ويعتبر هو الصيد الأسهل بالنسبة لهن، ولذلك فهن توجهن كل طاقاتهن له، ثم إنها تنظر لهذا المتزوج على أنه مستقر اجتماعيا, وهى تحلم بهذا الاستقرار. خاصة أن الأعزب يكون فى نفس سنها فى الغالب لن ينظر إلا لفتاة صغيرة.
وهناك فتيات أخريات عشن حياة غير مستقرة اجتماعياً، فبالتالى تريد أن تدمر حياة أخريات مثلما حدث معها, بالإضافة إلى أن هناك فتيات لا يعرفن معنى الزواج من أنه مودة ورحمة وتحمل مسئوليات متبادلة بينها وبين زوجها، وبالتالى تحلم أن تكون الثانية بلا مسئوليات أو جهد منها. وأنا أعتقد أن تلك النماذج دليل على خلل عام فى المجتمع.. خلل فى فهمنا للأمور وفى أخلاقياتنا وقيمنا بشكل عام.
د. هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق لها رأى أيضاً فى هذا الموضوع تقول فيه: فى الحقيقة هذه القضية خطيرة، فهذا يوضح اعوجاجا فى توجه الأفراد على مستوى المجتمع ككل لفكرة أن مصلحتى هى الأساس، ولا يهم هدم بيت أو تشرد أطفال، بالإضافة لهدم قيمة الحب بمعناه الجميل وفقد المعنى الجميل للرومانسية التى كانت موجودة وتميز الحضارة المصرية القديمة، فالمصرى القديم كان لا يتزوج إلا من يحبها وتداعب خياله, ولا يجعل أخرى تنافسها، وكذلك هى كانت تفعل نفس الشىء. وتؤكد أستاذة علم الإجتماع أن القيمة الإنسانية هى أهم قيمة للإنسان، لأنها تجعله ينظر للآخر باعتباره هدفا وليس وسيلة. وأخيراً توجه نداء لكل أم وللمجتمع كله أن تكون هناك توعية لتعلية القيم الإنسانية، وهى توعية ليست من خلال الكلام، ولكن من خلال قدوة وتصرفات تقوم بها الأم ومن خلال مجتمع واع يقاوم تيار تعلية الماديات حتى نحيا حياة مختلفة.. ونعود لعصر الرومانسيات بكل قيمه ومعانيه الجميلة.. فحتى الزوجة الثانية زمان كانت مختلفة المبررات والتفاصيل والمبادىء.
رابط دائم: