رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الخلطة السحرية لمسرح الهناجر

محمد بهجت
تميز مسرح الهناجر بدار الأوبرا منذ انشائه على يد الناقدة والمحاضرة الدكتورة هدى وصفى بطبيعة عروض خاصة تجمع ما بين احترام المسرح الكلاسيكى بأنواعه والرغبة فى الثورة والتجديد ليس فقط على مستوى الشكل وانما فى الأساس التغيير فى الأفكار و تجديد دماء المسرح المصرى بمواهب حقيقية شابة نذكر منهم على سبيل المثال المتألق خالد الصاوى والقدير الراحل خالد صالح.

ثم اصيب مسرح الهناجر بحالات من الهبوط والصعود وغياب البوصلة والمنهج فى بعض الأوقات حتى عاد مجددا على يد الفنان محمد الدسوقى مديره الحالى وصاحب البصمات الواضحة على مسرح الطليعة ليقدم خلطة سحرية من مواهب شابة مطعمة بنجوم لها تاريخها مع كلمة تحمل رسالة ورؤية إخراجية واعية وواعدة متمثلة فى المؤلف والمخرج شادى الدالى صاحب الخلطة السحرية للسعادة احد أهم العروض الجديدة فى تلك المرحلة وربما سيمثل نقلة نوعية لمعظم المشاركين فيه .. والعرض يبحث من خلال مجموعة لوحات متلاحقة عن معنى السعادة والتحقق فى العمل و الحب والشعور بقيمة الأشياء و بنعومة شديدة تكشف كل لوحة عن جانب من جوانب شخصيات العرض المتناقضة والتى يجمعها نفس الشعور برغم اختلاف الطبيعة والمستوى الإقتصادى والإجتماعى.. وتجسد فاطمة محمد على الحائزة على جائزة أفضل ممثلة مسرح فى العام الماضى دور المرأة فاحشة الثراء المباهية بما وصلت اليه من مال ونفوذ وشهرة وملت من كل شىء بعد أن جربت كل شىء دون أن تصل الى حقيقة السعادة.. وبالطبع استفاد المخرج من امكانياتها الصوتية المميزة وان أبرز فى هذا العرض قدرتها على الأداء الكوميدى والتى كانت تخرج على استحياء فى مسرحية روح بحكم طبيعة دورها فى ذلك العمل .. كما أظهرت أميرة رضا قدرة فائقة على التمثيل والغناء والتلوين فى الأداء عبر عدة شخصيات أبرزها شخصية السكرتيرة التى تتكلم بطريقة آلية مثل الأصوات المسجلة ..واثبت محمد سعداوى أنه ممثل كوميدى موهوب استطاع أن يلفت الانظار بقوة فى تمثيله الصامت للإنطباعات النفسية المختلفة وكان مشهده أكثر المشاهد اضحاكا داخل العمل .. كما أجاد محمد حفظى رغم صعوبة الدور لتجسيده شخصية العاقل المتفلسف الأقرب الى راوى الحكاية وسط مجموعة من الشخصيات الهزلية .. كما برزت رحمة أحمد فى تجسيد لحظات انسانية حزينة ومؤثرة فضلا عن قدرة كبيرة فى أداء حركات الأكروبات .. ورغم صغر مساحة الدور نسبيا لفهد ابراهيم و اسماء ابو اليزيد فقد أثبتا حضورهما بقوة وأدت اسماء مشهد توحدها بالدبدوب الذى يمثل الرفيق الخيالى للأطفال فى براعة شديدة ودون مبالغة بينما جسد فهد معانى اليأس والإكتئاب بإحساس مرهف و تعبير صادق وشارك الجميع فى إظهار رؤية المخرج الموهوب شادى الدالى الذى تعمد ان ينقلنا بين حالات الضحك والألم بصورة مفاجئة ليطرح وجهة نظره الساخرة من الواقع وأيضا ليستعرض امكانيات ممثليه الكبيرة وهو بكل تأكيد مكسب وإضافة لأسماء المخرجين المبدعين من جيل الشباب على أن يستمر بنفس القدر من الحماس ورهبة المسرح .. أما أدوار البطولة من خلف الكواليس فقد لعبها عمرو الأشرف فى تصميم الديكور والإضاءة ومروان فوزى فى وضع الموسيقى والألحان وشروق سامى فى تصميم الأزياء

والعرض لا يمنح مشاهديه مجرد لحظات من الضحك والمرح و انما يسقيهم مع كل لوحة رشفة كبيرة من الخلطة السحرية للمسرح المحترم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق