فى الحفل الفنى بجامعة القاهرة..وجـوه الشبـاب تغيـرت

الواقع والحقيقة أننى سعدت بانتشار الفنون الراقية البديعة لطلبة وطالبات الجامعة بعد أن مرت الجامعة بسنوات مليئة بظواهر غريبة كان من نتيجتها أن الدراسة كادت تتوقف بسبب القيادات التى لا تريد للبلد أى تتقدم فى أى مجال.

الواقع أيضا يقول لنا إن الجامعة.. جامعة القاهرة قد مرت بمثل هذه السنوات التى استطاع رئيس الجامعة الأسبق د. مفيد شهاب أن يحتويها ويحولها إلى دفة نحن أحوج ما نحتاج لها وهى دفة الثقافة الحقيقة والفن الرفيع فكان أن انتشرت فى الجامعة حفلات الأوركسترا السيمفونى وأيضا أوركسترا الشباب الذى كانت قد شكلته الراحلة الكريمة د. سمحة الخولي.

وهذا بالإضافة للعديد من الندوات التى شارك فيها عدد كبير من المثقفين أذكر على رأسهم الدكتور ثروت عكاشة.

الآن تتجه الجامعة إلى هذا الخط الذى يهتم بالثقافة بمفهومها الشامل والفن الرفيع ليقدم للطلاب وهو ما يعنى أن يحصل الطالب بالفعل على غذاء مهم للوجدان كان محروما منه برغم بالغ أهميته حتى لطلاب الكليات العملية.. فهنا الأمر واحد والثقافة للجميع وتأثيرها نحن جميعا ندركه من خلال التجارب.

المهم أننى سعيت للذهاب إلى الحفل قبل الموعد المحدد بالدعوة وهو السابعة مساء ولكن برغم اهتمامى بحضور هذا الحدث الثقافى واهتمامى بأثره ولو اللحظى مع الطلبة فقد باءت محاولتى بالفشل الذى سعدت به لأن الزحام كان بالنسبة لى غير عادى ولم أستطع أن أتحرك فى اتجاه الحفل ولكن ما شاهدته هو تلك الوجوه المليئة بالسعادة والفرح.. وجوه تحمل كل معانى الفرحة والبهجة لأعداد كبيرة حرصت على حضور هذا الحفل.

كانت إذن مشاهدتى لك هذا الأسبوع ليس للعرض الفنى ولكن لوجوه المتفرج المتلقى بهذا الفن.

وراء هذا الاهتمام الذى أشكره عليه الدكتور جابر جاد نصار الذى حرك كثيرا من المياه الراكدة والتى لو طالت الله وحده يعلم إلى أين كنا ذاهبين.

تحية لأستاذ يهتم بدور الثقافة فى وجدان وأيضا فى خلق الإنسان ليرتفع به إلى الآفاق الرحبة بها التى يقوم بها الفن وبالذات الفن الرفيع.

وهذه ربما تكون مناسبة لمناشدة رئيس الجامعة والمسئولين بها بألا يقام هذا النشاط الفنى إلا من خلال الفنون الرفيعة.. لابد من الاهتمام بعدم شق هذا الاتجاه ليتحول إلى الفنون الساذجة ولا أقول الهابطة.